تدفق كبير للاجئين السوريين على الحدود العراقية
آب 19، 2013 بقلم كريستين غليسبي, نهى شعبان وكاثي أوتن […]
20 أغسطس 2013
آب 19، 2013
بقلم كريستين غليسبي, نهى شعبان وكاثي أوتن
عمان, الأردن وأربات, العراق
تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين عبر الحدود العراقية منذ يوم الخميس، هرباً من النزاع العنيف بين السلطات المحلية الكردية والجيش السوري الحر، وجماعات متفرعة من تنظيم القاعدة، حيث أن جميعهم يتنافسون على من سيسيطر على الممر الإستراتيجي في شمال شرق سوريا.
في يوم الإثنين فقط, عبر الحدود 3,000 سوري من أصل 30,000 في خمسة أيام، حيث اعتبرت واحدة من أكبر الحركات منذ بدأ النزاعات والصراعات في البلاد. الأمم المتحدة ومسؤولون عراقيون حذروا من أزمة أنسانية تلوح في الأفق.
قال عطا محمد “إذا استمرت أعداد اللاجئين بالإزدياد وتجاوزت 250,000, ستكون الحكومة ووكالات المعونة غير قادرة على مساعدتهم، وإن التأثير سيكون كارثي،” وهو المدير الإقليمي لمنظمة التنمية البشرية، وهي منظمة أنسانية عراقية تعمل مع وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
منذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2013، فر 1.9 مليون شخص من البلاد، ويعود السبب الرئيسي إلى القصف والإضهاد الذي يقوم بهما النظام، وفقاً للأمم المتحدة.
ولكن ما يجعل الوضع في المنطقة الشمالية لسوريا فريداً أن اللاجئين يفرون من حرب من نوع أخر، نشبت منذ عدة أشهر بعد أن سحب النظام معظم قواته من المنطقة ذات الأغلبية الكردية. حيث بدأت الميليشيات الكردية التي دعمت النظام في السابق بالقتال مع الجيش الحر من أجل السيطرة على هذه المناطق الإستراتيجية، كما أن كلا المجموعتين، قد قاتلت مجموعات متفرعة من القاعدة للسيطرة على الممر الحدودي للعراقي، الذي يعد بمثابة شريان الحياة لدى المقاتلين ويمدهم بما يحتاجون له من سلاح وتجهيزات أخرى.
وقد أرسلت الأمم المتحدة 70 شاحنة محملة بالمساعدات إلى كردستان العراق لتغطية تدفق اللاجئين. هؤلاء الذين عبرو إلى العراق في الأسبوع الماضي، قد خيموا عند الحدود لعدة أيام وكانوا “مرهقين بالكامل وفي أكثر المواقف خطراً،” قال بيتر كيسلير، المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. “أنهم خائفون وقلقون، كما أنهم متوترون.”
وقال اللاجئون أن الوضع في الشمال السوري قد أصبح غير قابل للأحتواء.
“أتينا إلى هنا بسبب المعارك التي تشنها جبهة النصرة،” قالت كريمة سليمان، وهي تشير إلى الجبهة المرتبطة بتنظيم القاعدة. تحدثت بينما كانت عائلتها المؤلفة من ستة أفراد يستلقون على سجادة ويحتسون الشاي الذي قدم لهم من قِبل الجنود المحليين الذين يحمون المخيم البديل في إحدى مدارس السليمانية والتي يلقبونها الآن باسم (منزلهم). “أتت الحرب بشكل بطيء, بطيء, إلى ديريك,” قالت كريمة عن ما حصل بقريتها في سوريا.
يلاحظ أن المسؤولين العراقيين الأكراد قلقين. في الأسبوع الماضي، حذر مسعود البرازي رئيس المنطقة العراقية الكردية المستقلة بأنه سيستخدم “كل القدرات ليدافع عن المرأة الكردية، الأطفال الأكراد، والمواطنيين في إقليم كردستان سوريا” وكان هذا في رد له على تصعيد العنف في المنطقة ووجه اللوم على عمليات الجماعات المتطرفة هناك، مثل جبهة النصرة ودولة الشام والعراق، التي تحمل بين جوانحها متطرفين أجانب ومحليين، وصفتها القاعدة على أنها فرع لها في سوريا.
قول ناشطون محليون، أن هذه الجماعات أفضل جاهزية و أكثر تنظيماً، وهي تكسب المعارك منذ مدة ضد الجيش الحر والميليشيات الكردية.
على سبيل المثال في محافظة الرقة السورية، عززت دولة الشام والعراق سيطرتها على المدينة من خلال مهاجمة حلفائها السابقين فيها ــ الجيش الحر ــ بالإضافة إلى أسر جنودها.
كما فعلت في السابق، فإن دولة الشام والعراق فرضت ما يطلق عليه الناشطون وصف قانون الشريعة الإسلامية “الطائش”، الذي اتبع اعتقال المدنيين الذين ينتهكون “القواعد”، وأخذ المئات من السكان المحليين كسجناء. لقد دمروا مخازن المشروبات الروحية وجلدوا علناً من خالف الشريعة، كما فرضت شروط لباس محتشم للنساء. في هذه الأيام، علم القاعد الأسود يرفرف فوق سماء المدينة والعلامات الإسلامية مخطوطة على جدران المدينة.
هذه المجموعات لديها طموح طويل الأمد لمرحلة سوريا- مابعد الأسد، ذكر محللون.
“طموح دولة الشام والعراق هو إقامة دولة إسلامية في العراق وبلاد الشام تمهيداً لإقامة الخلافة الإسلامية عبرالوطنية،” قال أيمن جواد التميمي، زميل في منتدى أبحاث الشرق الأوسط المحافظ.
في هذه الأثناء، الاحتجاجات والمظاهرات ضد دولة الشام والعراق في خضم أسبوعها الثالث في الرقة، تطالب بالإفراج عن مئات السجناء الذين يقولون أنه تم اعتقالهم تعسفياً من قبل دولة الشام والعراق. المتظاهرون يطالبون أيضاً بطرد الجماعات المتطرفة من المدينة ويأملون أن لا يضطروا للفرار إلى العراق.
“لقد وقعنا تحت سلطة هذه المجموعات، دخلوا المدينة بلباسهم الأسود وهم ملثمين مدججين بالسلاح،” قالت فاطمة حسين، طالبة كردية في 23 من العمر.
“هل خرجنا من تحت ظلم النظام إلى سلطة جديدة لتحتلنا؟”