تركيا تعيد فتح معبر باب الهوى وجيشها يؤسس نقاط مراقبة له في الشمال السوري
أعادت السلطات التركية فتح معبر باب الهوى الحدودي في إدلب، […]
19 أكتوبر 2017
أعادت السلطات التركية فتح معبر باب الهوى الحدودي في إدلب، يوم الأربعاء، مما أتاح عودة “الحركة التجارية المعتادة التي كانت قبل الاقتتال بمحيط المعبر قبل شهرين تقريباً”، وفقاً لما قاله مازن علوش مدير المكتب الإعلامي في الجانب السوري لمعبر باب الهوى، لسوريا على طول.
وقال علوش أن عشرات الشاحنات التجارية المحملة بمواد البناء والمواد الغذائية توجهت إلى محافظة إدلب، من تركيا يوم الأربعاء، حيث سمحت إعادة فتح الحدود للسلع التركية بالوصول مباشرة إلى مناطق سيطرة المعارضة في سوريا، موضحاً أنه “سيتم إدخال كل المواد التي كان منع دخولها الشهر الماضي”.
واندلعت الاشتباكات في محافظة إدلب في تموز بين هيئة تحرير الشام وأحرار الشام بعد نزاع حول استخدام الأحرار للعلم الثوري السوري، وأثناء الاقتتال الداخلي، استولت الهيئة على معبر باب الهوى، مما دفع السلطات التركية إلى إغلاقه تماماً، ومنذ ذلك اليوم الهيئة هي الفصيل المسيطر في إدلب.
وكان معبر باب الهوى نقطة تبادل رئيسية للسلع – وبدرجة أقل نقطة دخول وخروج للمدنيين – الذين يسافرون بين سوريا وتركيا، وعندما أغلق المعبر في شهر آب، تم منع دخول الإسمنت والمواد الغذائية، ما دفع السوريين إلى الاعتماد على معبر باب السلامة على بعد حوالي ٦٠ كيلو متراً شمال شرق باب الهوى، حيث يمر الطريق من باب السلامة إلى إدلب عبر الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في ريف حلب، وفرض الأكراد نقاطاً تفتيشية ورسوماً على البضائع قبل وصولها إلى إدلب..
الشاحنات تصل إلى باب الهوى يوم الأربعاء. تصوير: معبر باب الهوى.
وقال مصدر من الحكومة السورية المؤقتة في إدلب، لسوريا على طول “إعادة فتح معبر باب الهوى سيخفض أسعار المواد التي ارتفعت خلال الشهرين الماضيين”. وطلب المصدر عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
وأضاف “كان سعر طن الإسمنت 55 دولاراً في إدلب عندما كان يدخل من معبر باب الهوى وبعد إغلاقه أصبح سعر الطن يتجاوز 100 دولار”.
ومن جهته أوضح مازن علوش أنه حتى يوم الأربعاء لم يسمح للمدنيين بالسفر عبر المعبر.
القوات التركية في إدلب
أصبحت إدلب موطناً لحوالي مليوني نسمة من السكان، حيث جاء الكثير منهم من أماكن أخرى في سوريا، وتحكم هيئة تحرير الشام، التي تقودها جبهة فتح الشام التابعة لتنظيم القاعدة سابقاً، غالبية مناطق إدلب وفقاً لمنهج إسلامي متشدد..
وفي أيلول، تضمن اتفاق توصلت إليه تركيا وروسيا وإيران في أستانا إدراج إدلب كمنطقة رابعة وأخيرة من مناطق “خفض التصعيد” في سوريا والتي تم تنفيذها منذ أن أعلنت روسيا عن الخطة لأول مرة في أيار.
ووفقاً لبنود اتفاق استانا في أيلول الماضي، ستقام “نقاط تفتيش ومراكز مراقبة” تشرف عليها القوات التركية والروسية والإيرانية في محيط محافظة إدلب لمنع المعارك بين النظام والمعارضة بحسب ما جاء في بيان صادر عن الوزارة التركية للشؤون الخارجية.
بعد أيام قليلة من ذلك، شن النظام والقوات الروسية حملة غارات جوية عبر الريف الجنوبي للمحافظة، وفقاً لما ذكرته سوريا على طول، في ذلك الوقت.
وقال قيادي في إحدى جماعات المعارضة المدعومة من جانب أنقرة، في شمال إدلب، وطلب عدم الكشف عن هويته، لسوريا على طول، يوم الاثنين أن القوات التركية تقوم بدورها في تطبيق وقف إطلاق النار.
وأضاف “بدأت تركيا تأخذ نقاطاً لها” على الحدود السورية في ريف إدلب ومناطق حلب المجاورة الأسبوع الماضي، وقد حصنت ثلاث قواعد عسكرية على الأقل وتعمل على تأسيس “٥ نقاط سيطرة في ريف إدلب الشمالي”.
وتقع مراكز المراقبة في الريف الخاضع لسيطرة المعارضة شمالي إدلب وحلب، وتطل ثلاثة منها على الأقل على مقاطعة عفرين، وهو جيب يمتد على مساحة ٢٠٠٠ كيلومتر مربع من الأراضي التي تحكمها الإدارة الذاتية ذات الغالبية الكردية شبه المستقلة.
وتثير حركة العناصر الأتراك داخل الأراضي السورية الشمالية، التي تسيطر عليها المعارضة، تساؤلات في شمال سوريا عن الدافع الحقيقي لتواجد أنقرة على طول الحدود الشمالية الشرقية لسوريا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، نقلت صحيفة Hurriyet التركية عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إعلانه بأن عملية “مهمة” تقوم بها المعارضة السورية المدعومة من جانب أنقرة تجري حالياً في إدلب وأن القوات التركية ستشارك في هذه العملية.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي، عقد في شرق تركيا، إن العملية تهدف إلى منع إقامة “ممر إرهابي” على طول الحدود الشمالية الغربية لسوريا مع تركيا.
وتعتبر أنقرة أن الإدارة الذاتية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي شن هجمات مسلحة داخل تركيا على مدى الثلاثين عاماً الماضية.
ويقول ناشط كردي يقيم في مناطق حكم الإدارة الذاتية إنه يخشى أن تشكل مراكز المراقبة تهديداً لعفرين، نظراً لموقف أنقرة المعلن ضد حزب العمال الكردستاني.
وقال أزاد معمو، وهو إعلامي كردي من عفرين، لسوريا على طول “لا أخفي تخوفاتي من السياسة التركية الطائشة في المنطقة وخاصة ضد مناطق الكورد”.
وأعلن وزير الخارجية التركي ميفلوت كافوسوغلو الأسبوع الماضي أن هدف أنقرة هو “منع الصراع” بين الأطراف في إدلب، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء التركية الأناضول، ولم يشر إلى الوجود التركي في الأراضي الكردية.
وقال حسن بيرم، رئيس الهيئة الداخلية في عفرينلسوريا على طول، في تصريح يوم الأربعاء “إن ما تقوم به الدولة التركية ندركه تماماً ونعي ما معنى هذه السياسات”، وأضاف “الدولة التركية تعتمد على سياسة الاستفزاز لكافة مكونات الشعب الكردي”.
ترجمة: سما محمد