تسجيل حالتي وفاة جديدتين في مضايا من الجوع، رغم الهدنة مع النظام
بعد بدء المفاوضات في الأسبوع الماضي، وافق النظام السوري، يوم […]
12 يناير 2016
بعد بدء المفاوضات في الأسبوع الماضي، وافق النظام السوري، يوم الإثنين، على السماح لقوافل الأمم المتحدة والهلال الأحمر، بتسليم المعونات الغذائية إلى مضايا الواقعة تحت سيطرة الثوار، في الغوطة الغربية. وأمام هذا التنازل، وافقت الفصائل الثورية على السماح بإدخال المواد الإغاثية مباشرة، إلى قريتي الفوعة وكفريا، المواليتين للنظام واللتين يحاصرهما الثوار.
وكانت المفاوضات قد انتهت بعد كثير من الأخذ والرد، في آواخر أيلول الماضي، باتفاق بين ثوار الجيش الحر ولجنة المفاوضات الإيرانية كممثل للنظام، وجاء في بنوده: هدنة لمدة ستة شهور، ما تزال قيد التنفيذ، اشتراط إدخال المواد الإغاثية إلى الفوعة وكفريا اللتين يسيطر عليهما النظام، مقابل أن يقوم النظام بمثل ذلك في مناطق الزبداني وماحولها الواقعة تحت سيطرة الثوار(بما فيها مضايا) في الغوطة الغربية.
واستطاعت سوريا على طول، التأكد من أن المواد الإغاثية التابعة للأمم المتحدة والمتوجهة إلى مضايا، وصلت إلى البلدة المحاصرة، وتم توزيعها على الأهالي، بعد تأخر دخولها لعدة ساعات، وفق ما قال عمر الشيخ، عضو في هيئة الإغاثة ببلدة مضايا، لمراسل سوريا على طول، عمار حمو.
وقال الشيخ بضع شاحنات من الغذاء ليست حلاً. ” فاليوم صباحاً سجلنا حالتين لوفيات بسبب الجوع (رجل وامرأة)، ليبلغ بذلك العدد الكلي لقتلى الجوع الستين شخصاً.” فالمحاصرين في مضايا لا يهمهم وصول المعونات بقدر ما يهمهم فتح الطريق، وإنهاء وتسوية الحصار بشكل كامل، وكان بإمكاننا أن نطلب فتح الطريق قبل وصول المساعدات، لولا حالات الوفيات، وحجم المأساة على المدنيين”.
1- تناولت وسائل الإعلام دخول قوافل مساعدات الأمم المتحدة إلى مضايا، فما تفاصيل ذلك؟
نعم دخلت المساعدات مساء الاثنين، بعد تأخر دخولها لعدة ساعات، ولكن بعد ذلك دخلت، وكان اليوم حافلاً كان مليئاً بالانتظار، وبعد دخول القوافل قام معظم أهالي البلدة بعمليات التحميل والتنزيل من االشاحنات، وإفراغها في المستودعات داخل مدينة مضايا.
2- بعد الحملات التي أطلقها ناشطون وسياسيون وجمعيات إغاثية هل تحسن الوضع وخفت وطأة الحصار؟
بالعكس الوضع ازداد سوءاً، فدخول المال دون الطعام دفع التجار إلى رفع الأسعار بشكل كبير جداً، فوصل الأمر أن مصروف العائلة الواحدة للطعام فقط يومياً 250 دولار أمريكي، في مضايا 4000 عائلة محاصرة، وبالتالي المال لن يجدي نفعاً إذا وضعت بعين الاعتبار أن كل عائلة بحاج 250 دولار.
فسعر الكيلو الواحد من أي مادة (رز أو سكر أو برغل أو عدس) قد يصل إلى 200 دولار إن وجد، أما حليب الأطفال سجل أعلى ارتفاع 400 دولار مع ندرة وجوده، فقد تجد كيلو واحد عن تاجر هنا، وكيلو آخر عند تاجر آخر، فالمواد الغذائية شحيحة جداً.
ولذلك فإننا نطالب بفتح الطريق بأقرب وقت، وبشكل عاجل جداً، فالمحاصرين في مضايا لا يهمهم وصول المعونات بقدر ما يهمهم فتح الطريق، وإنهاء وتسوية الحصار بشكل كامل، وكان بإمكاننا أن نطلب فتح الطريق قبل وصول المساعدات، لولا حالات الوفيات، وحجم المأساة على المدنيين.
3- هل لديكم إحصائية عن أعداد الوفيات نتيجة الجوع، وكيف الوضع الطبي في ظل الحصار؟
بلغ عدد الوفيات 60 حالة قضوا جوعاً، ولكن هناك 5 حالات ماتوا بعد أن أعلن النظام عن موافقته بدخول المساعدات، واليوم صباحاً سجلنا حالتين لوفيات بسبب الجوع (رجل وامرأة)، وهنا نحمل الأمم المتحدة مسؤولية الوفيات الجدد، فكل حالة وفاة بعد موافقة النظام على دخول المساعدات تتحمل مسؤوليته الأمم المتحدة.
أما الوضع الطبي سيء جداً، ولكن الجوع والوفيات نتيجة نقص الطعام شغلتنا عن أي شيء، المواد الطبي منعدمة بشكل كلي في مضايا، مواد تخدير، معقم، أدوية كلها معدومة، فمضايا خالية من أي مادة طبية، ولك أن تتخيل أنه إذا تعرض أحدهم لجروح غير متوفر خيوط طبية، أو ضماد أو تعقيم!!.