تشديدات أمنية في مدينة القامشلي وسط التفجيرات المتكررة
افتتحت القوات الأمنية الكردية، الأحد الماضي، بوابتين أمنيتين من خمسة […]
15 مارس 2016
افتتحت القوات الأمنية الكردية، الأحد الماضي، بوابتين أمنيتين من خمسة ممرات، تمتد على كامل عرض الطرق الشرقية والغربية التي تفضي إلى القامشلي، المدينة القريبة من الحدود السورية مع تركيا، والواقعة في شمال محافظة الحسكة.
وتعتبر القامشلي، بحكم الأمر الواقع، عاصمة المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا، والتي تعرف بـ “روج آفا”، أو كردستان الغربية.
والحواجز التي تشبه المراكز الأمنية والمجهزة بأجهزة حديثة للكشف على المتفجرات وكاميرات المراقبة في أوقات النهار والليل، هي أخر الجهود المبذولة لحماية المدينة من التفجيرات المتكررة، والتي يتبناها تنظيم الدولة في الغالب، وراح ضحيتها عشرات المدنيين في الشهور الأخيرة.
وتحكم الإدارة الذاتية بقيادة حزب الإتحاد الديمقراطي معظم مدينة القامشلي، بينما تسيطر قوات النظام وحلفائه على عدد من الأحياء، ومطار يقع إلى الجنوب مباشرة. وبرغم التوترات التي تنشب بين القوتين أحيانا، فإنهما لايدخلان في صراع مباشر.
وآتى تفجير في القامشلي، الذي استهدف حي تقطنه الغالبية المسيحية بعد يوم واحد من تطبيق الإجراءات الأمنية الجديدة والتي كانت مهمتها “تحصين المدينة أمنياً من المنظمات الإرهابية”، وفق ما قال أراس مستو، المتحدث باسم الإدارة الذاتية الكردية في الحسكة، لمحمد عبد الستار ابراهيم، مراسل في سوريا على طول.
ولم تتبنى أي جهة مسؤولية التفجير.
أين تقع حدود تلك البوابتين الجديدتين وما أهميتهما؟
البوابتان تقعان على الحدود الغربية القادمة من مدينة عامودا ودرباسية وطريق حلب، والشرقية للقادمين من ديريك (المالكية) ورميلان والمناطق المحاذية للحدود التركية، وأهمية البوابات هو تحصين المدينة أمنياً من المنظمات الأرهابية.
يوجد خمسة ممرات لتفتيش السيارات والشاحنات والتدقيق على الهويات، وبالأساس المعبر أمني بالدرجة الأولى. طبعاً الحاجز مجهز بأجهزة حديثة للكشف على المتفجرات والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، وبكاميرات مراقبة.
لماذا لم تتخذ إجراءات مماثلة على البوابة الجنوبية القادمة من مدينة الحسكة؟ ألا تعتبرونها مهمة، في ظل سيطرة تنظيم الدولة على بعض القرى؟
هناك حواجز للنظام على طريق الحسكة، باعتبار أن المطار يقع على طريق الحسكةى القامشلي. والمطار تحت سيطرة النظام وهذا طريق دولي، ولكن هناك حواجز لقوات الأسايش بعد حواجز النظام، ولا يسمح لمرور أي طرف إلا بعد التفتيش من قبل الأسايش حتى لو كانوا قد تعرضوا للتفتيش على حواجز النظام.
هل هناك معاملة مختلفة لأبناء المناطق الأخرى القادمين إلى مدينة القامشلي، وتحديداً من مواطنين غير الكرد؟
أذكِّر بموضوع مهم، الإدارة الذاتية بمجلسها التشريعي ومؤسساتها يشارك فيها كل من الكرد والعرب والمسيحين وكافة المكونات، أما الذين يأتون من باقي المناطق يتم التدقيق على هوياتهم مثل أي مواطن آخر، وفي حال تبين أنه غير مشتبه به يدخل المدينة ويتحرك بكل حرية.
بعد يوم من افتتاح البوابتين الجديدتين، حصل انفجار آخر في يوم الإثنين في حي الوسطى الذي تقطنه الغالبية المسيحية؟ فما هو السبب وراء هذه المشاكل الأمنية الجارية؟ أهو داخلي أم خارجي؟
حي الوسطى بمدينة قامشلو. وكما هو معروف للجميع تسكنه الغالبية المسيحية وهي تعتبر المربع الأمني للنظام ومؤسساته. طبعاً قبل هذا الإنفجار، كان هناك انفجار ميامي (في عشية رأس سنة 2015، هز حي الوسطى، ثلاثة انفجارات، قتل فيها عشرات الأشخاص. ورغم أن تنظيم الدولة تبنى هذه التفجيرات، إلا أن قوات شرطة الأسايش الموالية لحزب الإتحاد الديمقراطي تتهم قوات الدفاع الوطني بالتورط فيها).
الدفاع الوطني هو المسؤول عن هذه الإنفجارات بحي الوسطى بالتعاون مع خلايا نائمة داخل المدينة، وللذكر فقط نقطة الإنفجار كانت بجانب حديقة الكندي وعلى بعد 100 متر من حاجز قوات السوتورو التابع للنظام. فكيف لم ينتبهوا إليهم وهم يزرعون القنبلة؟؟
(السوتورو ميليشيا مسيحية في القامشلي موالية للنظام، وتعمل إلى جانب قوات الأسايش الأمنية الكردية).
هم يريدون خلق بلبلة، يعملون أي شيء لأجل أن لا يسيطر الكرد أو قوات الأسايش على المربع الأمني، بالإضافة إلى أنهم يتعاونون مع خلايا نائمة مناصرة لداعش داخل المدينة ليثبتوا أن وحدات حماية الشعب الأسايش، لا يمكنهم حماية المدينة والمواطنيين والخلاصة بلبلة وفتنة بين أطياف المدينة من كرد وعرب ومسيحيين.
طبعاً، لا تنسى داعش فهم يتعاونون معها. وداعش هي المستفيدة، وبالمختصر قوات الدفاع الوطني يفتعلون بلبلة حتى لا يسيطر الكرد على المربع الأمني ولخلق فتنة بين الكرد والمسيحيين.
ترجمة : فاطمة عاشور