“تغيير” في استراتجية القتال في الرقة مع ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين والعسكريين
غيرت القوات التي تساندها الولايات المتحدة والتي تحارب تنظيم الدولة […]
19 يوليو 2017
غيرت القوات التي تساندها الولايات المتحدة والتي تحارب تنظيم الدولة في مدينة الرقة من استراتيجية القتال التي تنتهجها في الأحياء الشرقية، وفق ماقال قيادي لسوريا على طول، الثلاثاء. وذلك بجعل وتيرة المعركة أبطأ لتخفيف عدد الضحايا المدنيين والحفاظ على المواقع التاريخية من الدمار.
وقال قيادي في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لسوريا على طول من مدينة الرقة، وطلب عدم ذكر اسمه. “تم تغير استراتجية القتال حفاظاً منا على أرواح المدنيين”.
وذكر القيادي أنه تم إبطاء وتيرة المعارك على الجبهة الشرقية لمدينة الرقة لتقليل الخسائر من الضحايا المدنيين قدر الإمكان وحفاظاً على الإرث الحضاري والإنساني مثل جامع العتيق التاريخي في قلب المدينة القديمة المحاطة بالسور.
وتابع “إننا نقاتل ونتقدم بكل حرص”.
ويبدو وأن مراعاة مسألة المدنيين ليست السبب الوحيد على الأرجح في تباطؤ القتال في مدينة الرقة القديمة. ولكن “تحصينات داعش تبدو أقوى” هناك، وفق ما قال القائد، إذ أنه وعلى مدى أسبوعين من القتال، لم تحقق قوات سوريا الديمقراطية سوى تقدماً تدريجياً.
وفي المقابل، وعلى الجانب الغربي من مدينة الرقة سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على احياء اليرموك و الطيار خلال الـ72 ساعة الماضية.
ويذكر أن قسد، تحالف متعدد الإثنيات من القوات البرية يدعمه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالطائرات والمدفعيات والأسلحة والمستشارين والقوات البرية، وهو يحارب مقاتلي تنظيم الدولة داخل مدينة الرقة منذ 6 حزيران.
وأسفرت الحملة في أسبوعها السادس حالياً، عن السيطرة على ما يقارب 35% من مدينة الرقة.
ولكن لكل تقدم على الأرض ثمنه. عدا عن ارتفاع عدد الضحايا، وفق ما تواردت الأنباء، في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، رغم أن (قسد) لم تعلن رسمياً عن تعدادهم، فإن المدنيين المحتجزين في المناطق المحاصرة مع مقاتلي تنظيم الدولة كثيراً ما يقعون تحت نيران المدفعية والغارات الجوية.
ونشرت الإيرورز(الحروب الجوية)، مرصد مستقل يتعقب الضحايا والغارات الجوية للتحالف الذي تقوده أميركا في سوريا و العراق، تحقيقاً لـ الديلي بيست على الانترنت، الثلاثاء، التي وجدت أن أعداد الضحايا المدنيين جراء عمليات التحالف في العراق وسوريا تضاعفت تقريباً منذ تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه في كانون الأول.
ويعود سبب الارتفاع المذكور في عدد القتلى المدنيين، والذي يصل إلى2200 شخص على الأقل في هذه السنة وحدها، بحسب الإيرورز، في حين يذكر التحالف الذي تقوده أميركا عدد أقل يبلغ بمجمله 603 منذ عام 2014، إلى تغيير في تكتيك إدارة ترامب من “الاستنزاف…إلى الإبادة”، وفق ما قال جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي لشبكة سي بي اس نيوز في أيار.
ويتزامن الارتفاع في عدد الضحايا مع المراحل الأكثر عنفاً قي المعارك التي تشهدها الموصل بالعراق والرقة في سوريا، المدينتين ذاتي الكثافة السكانية واللتين يتركز بهما تنظيم الدولة.
وعلى الرغم من أن ازدياد عدد الضحايا لم يكن بالأمر المفاجئ بعد أن أصبحت المعارك داخل مدينة الرقة، إلا أن الأرقام التي وصلت إليها الآن تجاوزت التوقعات، وفق ما قال كريس وودز، مدير منظمة الإيرورز، لسوريا على طول، الثلاثاء.
وقال وودز “في سوريا نتحدث عن حملة تكاد تكون حصرية للولايات المتحدة.” وتابع “وعلى مدى شهور تليها الشهور ما زلنا نرى أن معدل الضحايا المدنيين أعلى بكثير وهذا لا يمكن تفسيره بمعركة الرقة فحسب،” مشيراً إلى تغيير محتمل في قواعد الاشتباكات الأميركية بخصوص عدد الضحايا المدنيين، وهذا ما تنفيه إدارة ترامب.
وقال وودز “ما زلنا قلقين من أن قوات سوريا الديمقراطية والتحالف لا يبدو وأنهما يعطيان الأولوية لحماية المدنيين خلال القصف العنيف بقدر ما ينبغي.”
صورة تظهر استخدام قوات التحالف للفسفورالابيض في الرقة، 17 تموز. حقوق الصورة لـ حملة الرقة.
وتظهر مقاطع الفيديو والصور من داخل مدينة الرقة، الثلاثاء، والتي نشرت بعضها وكالة أنباء أعماق التابعة لتنظيم الدولة استخدام الفوسفور الأبيض في مدينة الرقة بالإضافة إلى المدنيين المصابين.
والفوسفور الأبيض، هو سلاح حارق ويستخدم أيضاً للتعتيم على الحركات على الأرض، واستخدمته القوات الأميركية في كل من الموصل والرقة، وفق ما ذكرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان في حزيران.
واعترف التحالف باستخدام الذخائر في الموصل، و تظهر الصور التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست الشهر الماضي لمشاة البحرية الأمريكية المتمركزة بالقرب من الرقة تجهيزها بقذائف المدفعية التي تحتوي على الفسفور الأبيض.
وأشارت مصادر من (قسد) لسوريا على طول في الشهر الماضي أن جميع الضربات المدفعية في معارك الرقة تنفذها حالياً القوات الأميركية للتحالف براً وبالقرب من مدينة الرقة، وذكر كريس وودز، مدير الإيرورز القول ذاته.
وقال وودز “ما يمكننا قوله، إن غالبية المدنيين الذين يُقتلون في الرقة يُقتلون بالأسلحة الثقيلة والتي تصدر جميعها من التحالف وليس قوات سوريا الديمقراطية.” وأضاف “في كثير من الأحيان لا يمكنهم معرفة وجود المدنيين أو لا، حين ينفذون الضربات الجوية والمدفعية.”
وفي حين ما يزال عشرات ألاف المدنيين محتجزين داخل الأحياء القابعة تحت سيطرة تنظيم الدولة وتشكل الجبهات المشتعلة عائقا للهروب، بالاضافة الى قناصة تنظيم الدولة والألغام البرية، فإن بعضهم تمكن من الهروب من مدينة الرقة.
ففي يوم الإثنين، هرب 525، وفق ما تواردت الأنباء، من الأحياء الغربية لمدينة الرقة وغادر75 شخص من المدينة القديمة وفقاً لمنشورات على الصفحات الرسمية الإعلامية لـ(قسد) على مواقع التواصل الاجتماعي.
و ختم وودز لسوريا على طول، الخميس، “نعلم أن قوات سوريا الديمقراطية تبذل قصارى جهدها على الأرض لإخلاء المدنيين إذ أنها تحارب لأجلهم”.
و”لكننا نؤمن أن قدراً أكبر من الانتباه والمراعاة يجب أن يُتخذ لحماية المدنيين خلال القصف العنيف هذا”.
ترجمة: فاطمة عاشور