تفجير مزدوج في القامشلي ينذر باتباع تنظيم الدولة اسلوبا جديدا للانتقام من “التقدم الكردي”
من المرجح أن تنظيم الدولة يقف وراء تفجير مزدوج شهدته […]
28 يوليو 2016
من المرجح أن تنظيم الدولة يقف وراء تفجير مزدوج شهدته مدينة القامشلي، ذات الغالبية الكردية، وراح ضحيته عشرات الأشخاص صباح الأربعاء. ويخشى الأهالي من أن التفجير ينذر بنموذج قتل جديد رداً على التقدم العسكري الكردي في المنطقة.
وتم التفجير من خلال شاحنة مواش كبيرة مففخخة في شارع تجاري مزدحم في الحي الغربي بالقامشلي، والذي يقع على الجانب السوري من الحدود مع تركيا.
ويتكون الشارع في أحد جانبيه من سوق شعبي مكتظ بالمتسوقين صباحاً. وفي الجانب الآخر يعلو صف من الأبنية الحكومية، حيث مركز الأسايش (شرطة الإدارة الذاتية الكردية) وشعبة التجنيد وهيئة الدفاع والحماية الذاتية.
وانفجرت الشاحنة وسط الشارع، وتشظت عبر الأبنية المجاورة وتطايرت نوافذ الشقق السكنية حتى على بعد كيلومتر واحد، وفق ما ذكرت مصادر ميدانية لسوريا على طول، الأربعاء.
مكان وقوع التفجير الذي استهدف مركزاً للأسايش في القامشلي، الأربعاء. حقوق نشر الصورة لـ arta.fm.
وتسبب الإنفجار بإشتعال خزانات الوقود المجاورة والمولدات الكهربائية، فيما صور الأهالي الذين يعيشون على بعد عدة كيلو مترات عن الحدود التركية سحب الدخان الكبيرة المتصاعدة عقب الإستهداف، والتي تم تداولها عبر مواقع التواصل الإجتماعي بعد التفجير.
وبعد دقائق فقط من التفجير الأول انفجرت سيارة صغيرة في مسرح الحدث.
وقال مصطفى ابراهيم، أحد أهالي القامشلي لسوريا على طول، أن الانفجار كان قويا جدا.ً
وأضاف مصطفى “ويبعد منزلنا عن موقع الحدث شارعين، وشعرنا بهزة قوية، وحالة حزن وذهول كبيرة في المدينة، وكان صباحنا مفجعاً”.
وحتى وقت إعداد المادة، سجلت مستشفيات القامشلي مقتل 40 على الأقل وإصابة أكثر من 300، فيما تؤكد المصادر أن أعداد الضحايا سترتفع دون شك.
الحي الغربي في القامشلي بعد التفجير المزدوج. حقوق نشر الصورة لـ arta.fm.
وكان البحث عن ناجين أو ضحايا تحت الأنقاض مستمرا، وفق ما أعلن فرع أسايش القامشلي في منشور على صفحة الفيسبوك، الأربعاء.
وذكر أراز مستو عضو مكتب إعلام هيئة الداخلية، لسوريا على طول، “هناك ضحايا من العسكريين ولكن لم نتلق إحصائية حتى الآن ولكن أعداد ضحايا المدنيين كبيرة جداً”.
وأشادت وكالة أعماق شبه الرسمية لتنظيم الدولة بالهجوم، وذكرت مقتل أكثر من 100نتيجة ما أسمته بـ”عملية استشهادية”، ولكن تنظيم الدولة لم يتبن بعد مسؤولية التفجير.
يذكر أن الإدارة الذاتية التي يقودها حزب الإتحاد الديمقراطي تسيطر على معظم مناطق القامشلي، فيما تسيطر قوات النظام وحلفائه على عدداً من الأحياء والمطار الواقع إلى الجنوب مباشرة. ورغم تصعد التوتر بينهما أحيانا إلا أن الطرفين لا يطعنان بعضهما الآخر.
ولشهور طويلة، كانت مدينة القامشلي المشددة الحراسة، والعاصمة بحكم الأمر الواقع لمناطق سيطرة الأكراد في شمال سوريا والتي تعرف بروجآفا، تحيا بسلام.
وحواجز التفتيش في القامشلي وما حولها مجهزة بمعدات لتحري المتفجرات وكاميرات نهارية وليلية لحماية المدينة، حيث تحدث العديد من التفجيرات التي يتبنى تنظيم الدولة معظمها، والتي قتلت وأصابت عشرات المدنيين في الشهور الأخيرة.
والآن، يقول أهالي القامشلي أن تفجيرات الأربعاء ربما تنذر بهجمات مستقبلية.
وذكر مصطفى ابراهيم أن “هناك خوف يسود بين الناس من أن ينتقم تنظيم داعش المجرم الإرهابي من الكرد بعد تلقيهم ضربات موجعة من قواتنا الكردية على جميع الجبهات وتحديداً جبهات منبج”.
وأدانت الإدارة الذاتية في القامشلي تنظيم الدولة في بيان بخصوص تفجير القامشلي، الأربعاء.
و”رداً على العديد من هزائمهم (…) من كوباني في المعركة الجارية في منبج (…) لجأ تنظيم الدولة إلى الإرهاب لاضطهاد المدنيين في كردستان السورية”.
ومنذ آواخر أيار، ساعدت الغارات الجوية للتحالف، الذي تدعمه أميركا، قوات سوريا الديمقراطية المتعددة الأطياف، والتي يقودها الأكراد، في حملتها لاستعادة منبج التي سقطت بيد تنظيم الدولة في بداية عام 2014.
ترجمة: فاطمة عاشور