3 دقائق قراءة

تنظيم الدولة يتقدم في دير الزور.. والمدنيون يتخوفون من مجازر جماعية

بات المدنيون المحاصرون في أحياء مدينة دير الزور، الخاضعة لسيطرة […]


بات المدنيون المحاصرون في أحياء مدينة دير الزور، الخاضعة لسيطرة النظام، وعددهم 100 ألف، يخشون وقوع “مجازر جماعية”، يوم الأربعاء، وذلك مع اقتراب معارك تنظيم الدولة لفرض سيطرته على المنطقة.

وشن تنظيم الدولة، الذي يسيطر فعلياً على معظم مناطق دير الزور، الأسبوع الماضي، حملة هي الأشرس منذ عام، للسيطرة على المناطق المتبقية التي يسيطر عليها النظام في المدينة، إضافة إلى المطار العسكري الاسترتيجي، والذي يقع مباشرة في الجنوب الشرقي منها.

وعلى مدى الأعوام الماضية، عاش النظام وتنظيم الدولة مرحلة توتر في المحافظة التي تقع في الصحراء، والتي تبعد 100 كم من الحدود العراقية، وكل منهما يحاول إلغاء وجود الآخر. وفرض تنظيم الدولة طوقاً واسعاً حول المطار، لكنه لم يتمكن من اقتحامه رغم أن حملته الأخيرة ضمت عدداً من الانتحاريين والقصف المدفعي الثقيل، وغيرها من تكتيكات القتال المعتادة.

وقبل حملة يوم الجمعة، كان خط الإمدادات، N4، يربط المطار بعدد قليل من المناطق التي يسيطر عليها النظام في المدينة. وبسبب الحصار، كان يتم إنزال المواد الغذائية وغيرها من المعونات منذ عام 2014 في المطار، الذي تبلغ مساحته 6 كم مربع، ثم توزع على سكان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

إلى ذلك، قطع تنظيم الدولة، يوم الاثنين، خط الإمدادات N4، الذي يربط المطار بمناطق سيطرة النظام في مدينة دير الزور. وهذه هي المرة الأولى التي يسيطر فيها التنظيم على مساحات واسعة من المحافظة الصحراوية الغنية بالنفط، منذ تقدمه السريع في صيف عام 2014، عقب السيطرة على الموصل في العراق.

وتمكن التنظيم من السيطرة على عدة كيلومترات مربعة من الأراضي منذ بداية حملته يوم الجمعة، من خلال شنه لهجمات مستمرة على مناطق سيطرة النظام.

“القلب النابض” للنظام في دير الزور

ومن خلال تقسيم المحافظة، عبر معارك السيطرة التدريجية منذ عام 2014، تمكن التنظيم من عزل الجورة والقصور، بشكل فعلي، وهما منطقتان يسيطر عليهما النظام، وتقعان على بعد أقل من 5 كم من المطار العسكري.

وكونه محاط بمناطق التنظيم من كل الاتجاهات، حرص النظام على جعل المطار العسكري مركزا لقواته في المنطقة. وعلى مدى أكثر من عامين، استخدم النظام المطار لشن ضربات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة، جاعلا من المطار محطاً لمطامع التنظيم.

إلى ذلك، قال عمر أبو ليلى، المدير التنفيذي لشبكة دير الزور ٢٤، والتي تمتلك شبكة مراسلين داخل المحافظة، لسوريا على طول، الثلاثاء، إن الأسلحة الموجودة في مطار دير الزور العسكري هي “القلب النابض” لوجود النظام في المحافظة الصحراوية.

وأضاف أبو ليلى إنه “النقطة العسكرية الأهم التي تعتبر القلب النابض لاستمرار تواجد قوات الأسد في دير الزور (…) وسقوط المطار العسكري يعني أن الاسد سوف يخسر دير الزور”.

وقتل العشرات من الطرفين منذ بدء حملة تنظيم الدولة، يوم الجمعة الماضي. وبينما اعتمد التنظيم بشكل كبير على الهجمات الانتحارية بالسيارات الملغومة، والتعزيزات العراقية المدربة بشكل جيد من نينوى، اعتمد النظام من جهة أخرى على تفوقه في الجو. وقال أبو ليلى، لسوريا على طول أنه منذ بداية القتال، شنت الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام أكثر من 100 ضربة جوية.

في الختام

امتد الهجوم الشامل على ما تبقى من وجود للنظام في محافظة دير الزور في منطقتي الجورة والقصور. وقالت إحدى المحاصرات هناك أنه لم يتبق لديهم أي لحوم أو خضار وأن معظم طعامهم الآن هو البقوليات.

وأضافت “جميعنا في البيوت لا نتجرأ على الخروج، أقفلنا الأبواب على أنفسنا ولا نسمع سوى أصوات الاشتباكات، هناك إشاعات تقول إن داعش سيعدم كل سكان حي القصور”.

وقالت السيدة التي تعيش في القصور أن الحديث عن الإعدامات الجماعية قد يكون دعاية للتنظيم مضيفة أن “الناس خائفون جداً”.

وفي السياق نفسه، قال أبو ليلى “هناك تخوف كبير ورعب حقيقي لدى المدنيين من ارتكاب مجازر من قبل داعش في حال سيطر على الأحياء المحاصرة”.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال