تنظيم الدولة يفتح أكبر سدود سورية: منسوب مياه الفرات يرتفع لأعلى مستوى في 20 عاما والأراضي الزراعية مهددة بالاختفاء
غرقت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في محافظة دير الزور، […]
24 يناير 2017
غرقت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في محافظة دير الزور، شرق سوريا، يوم الاثنين، بالمياه بعد أن قام تنظيم الدولة بفتح ثلاث عنفات لأكبر السدود في سوريا في اليوم السابق، مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه في نهر الفرات القريب إلى أعلى مستوى له في أكثر من 20 عاماً.
وفتح تنظيم الدولة العنفات، يوم الأحد كخطوة تكتيكية لردع قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف، بقيادة أمريكية، عن قصف أو تنفيذ غارات جوية على مواقع تنظيم الدولة القريبة من السد، عن طريق إظهار الأضرار التي يمكن أن تلحق بالسكان الذين يعيشون على طول النهر في حال انفجر السد.
ونتيجة لذلك ارتفع منسوب المياه في نهر الفرات، خلال الـ24 ساعة الماضية، بمقدار عشرة أمتار، ما أدى إلى إغراق المناطق الممتدة على طول مجرى النهر. وكان ريف دير الزور الشرقي، الخاضع لسيطرة التنظيم، من بين المناطق التي تأثرت بارتفاع منسوب المياه.
نهر الفرات في محافظة دير الزور. تصوير: عمر أبو ليلى، دير الزور 24.
وقال عمر أبو ليلى، المدير التنفيذي لشبكة دير الزور 24، لسوريا على طول، يوم الاثنين إن “التخوفات بدأت تصبح أمرا واقعيا (…) وإذا استمر الأمر على هذا النحو ستزداد مساحة الأراضي الزراعية المغمورة على طول الفرات”.
ويأتي فتح عنفات سد الطبقة، الواقع تحت سيطرة التنظيم، في محافظة الرقة بالتزامن مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها الولايات المتحدة، باتجاه السد، الذي يعرف أيضا باسم سد الفرات. وهذا التقدم هو جزء من حملة عسكرية للسيطرة على مدينة الرقة، العاصمة الفعلية لتنظيم الدولة في سوريا.
وانتزع عناصر تنظيم الدولة السيطرة على سد الطبقة من الجيش السوري في عام 2013.
وغير أن مياه النهر غمرت مساحات من الأراضي الزراعية، فإن فتح عنفات السد قيدت حركة الأهالي في محافظة دير الزور شرقاً.
الأراضي الزراعية بعد أن غمرتها مياه النهر. حقوق نشر الصورة لـ عمر أبو ليلى، Deir Ezzor 24
وقال أبو ليلى إن “ارتفاع منسوب المياه بالنهر تسبب بتوقف حركة “البركات” (تسمية عامية، وهي سفن كبيرة تقوم بنقل السيارات والمدنيين بين ضفتي الفرات).
وفي الريف الشرقي لدير الزور، تقع 13بلدة تحت سيطرة تنظيم الدولة على ضفتي نهر الفرات؛ سبع بلدات على الضفة الشرقية للنهر، وست بلدات على الضفة الغربية.
وكان أهالي دير الزور والمقاتلون يعتمدون على “البركات”، منذ آواخر أيلول عام 2016، إلى أن ضرب التحالف بقيادة الولايات المتحدة الجسور الرئيسية التي تربط ضفتي نهر الفرات ببعضهما، وفق ما ذكرت سوريا على طول آنذاك.
وأوضح أبو ليلى أن “العمل بات مقتصراً فقط على نقل الأفراد عبر الطرادات (القوارب الصغيرة) إلا أن الآليات التجارية لن تستطيع العبور، وستتوقف التجارة بين ضفتي النهر”.
وقال المدير السابق في مؤسسة سد الفرات، عبد الجواد سكران في تصريح لـ”العربي الجديد”، إن “الأشد خطورة على السد، هو تزامن المعارك مع موسم فيضان نهر الفرات، وفي حال أصاب السد خلل فهناك كارثة متوقعة”.