حقائق قاتمة عن المشافي الميدانية في سوريا
“ماذا حدث بعد قصف المشفى؟” هذا السؤال سوف نطرحه على […]
1 سبتمبر 2015
“ماذا حدث بعد قصف المشفى؟” هذا السؤال سوف نطرحه على الدكتور كارلوس فرانسيسكو، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في سوريا.
في المقابلة التالية المؤلفة من قسمين، يناقش فرانسيسكو كيف يجبر الأطباء والممرضين السوريين على العمل تحت الأرض بسبب قصف البراميل المتفجرة، وكيف يعالجون، وما هي المخاطر التي يواجهها الاشخاص العاملون في المجال الطبي، في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
ماذا يحدث بعد قصف المشفى؟
إذا قصفت المشفى فإنها تغلق بسبب تضرر البناء، وما نراه حقا، أن المشفى تنتقل إلى مكان آخر، وتعيد فتح خدماتها بأسرع ما يمكن.
عندما تنتقل المشافي إلى أماكن أخرى، هل هناك قضايا ترتبط بأنواع التجهيزات التي يريدون إحضارها أو تشغيلها؟
الأولوية الرئيسية تكون للتعامل مع حالات الصدمات النفسية بعد القصف. عندما ينتهون، يبدؤون بتقديم خدماتهم والعناية بالأطفال والأمومة. ولكن في المشافي الميدانية، يركزون على حالات الصدمة وهذه هي الأولوية.
عليك أن تتذكر أيضا أن عائلات الكادر الطبي تعيش في مناطق يستهدف فيها المدنيون؛ فالكادر لا يشعرون أنهم فقط المستهدفون من القصف، كذلك أهلهم الذين يعيشون في حلب، وعندما يكونون في المنزل، وعندما ينتقلون في أحياء حلب، يمكن أن يستهدفوا ايضا.
شاهدنا ذلك الخوف في أعين كادرنا الطبي؛ فهم لا يعانون من استهداف المشفى فقط، بل يعانون من قصف حي مجاور للمشفى وعائلاتهم يسكنون فيه.
أحد الأطباء من إدلب قال أن المشفى التي يعمل بها لا تملك المعدات المطلوبة في قسم العناية المشددة. هل هذا النقص يؤثر على المصابين نتيجة قصف البراميل، ولماذا لا يتم التعامل مع هذا النقص؟
هنالك مشافي صغيرة، غير مجهزة للتعامل مع جميع أنواع الإصابات. وهي على الأغلب في الطوابق السفلية، أو في الطابق الأول الذي يكون آمنا نوعا ما للكادر الطبي. هنالك قضايا تتعلق بالمعدات ولكن أحيانا يكون هناك مشكلة في البناء نفسه، فالهجمات أحدثت ضررا كبيرا لبعض المشافي، حيث أصبحت الجدران والطوابق والأسطح مدمرة وغير قابلة للاستخدام.
وهنا لا أتحدث فقط عن غلاء أسعار المعدات، فأنت تحتاج إلى فني قادر على تركيبها والحفاظ عليها وصيانتها لتبقى تعمل.
في السنة الماضية في حلب، كان هنالك جهاز تصوير عرضي واحد وقد تضرر نتيجة مشكلة في الكهرباء. وأخذ منا سنة لإحضار القطعة المتضررة منه، وللحصول على فني صيانة، ليذهب إلى الآلة ويصلحها ويركب القطعة العاطلة.
ما هي المشافي الميدانية، وماذا تقدم؟
ببساطة هي أبنية، أبنية كاملة. نختار منها الأجزاء الصالحة للاستخدام في الملاجئ وربما في الطابق الأول، وغالبا ما تكون مصنوعة من الإسمنت لتكون قادرة على الوقوف إلى حد ما في وجه القصف.
كيف يعمل الكادر الطبي في المشافي الميدانية؟
في المشافي هناك بناء من خمس طوابق، ويركز الكادر الطبي عمله في الطوابق الآمنة. في الطوابق السفلية وفي الطوابق الأرضية. وبصراحة، ذلك يؤثر على الكفاءة، فنحن نراهم أحيانا موجودين في غرف الطوارئ والعناية المشددة، ويقللون من الاستشارات الخارجية.
رأينا مريضا أجرى عملية، وترك يذهب إلى البيت بعد أيام قليلة، لأن المستشفيات مستهدفة، وليست آمنة للأطباء والمرضى. إضافة إلى أنه لا يوجد مساحة كافية.
لمن يقدم العلاج؟ هل الأولوية للمواطنين المدنيين أو للثوار؟ هل الأولوية لشخص مريض بالسرطان أو لجريح الحرب؟
الجريح هو الأولوية. أعتقد أنهم لا يميزون بين مقاتل ومدني. ما رأيناه في حلب وفي ريفها أن من يعالج من مدني أو مقاتل يعود إلى لحظة وصوله للمشفى. ولا أعتقد أن هناك تمييز بين المقاتلين والمدنيين؛ فالمشافي وسيارات الإسعاب تقدم العناية للجرحى مهما كانوا.
المشافي القريبة من الحدود آمنة، فهناك بعض الخدمات المقدمة للأمراض المزمنة. في مدينة حلب لا نملك اختصاصيين يعالجون الأمراض المزمنة. وليس لدى المشافي القدرة على علاجها بسبب أنها تركز فقط على الجرحى.
ماذا عن القناصين والمتفجرات. ما هي أنواع الإصابات الشائعة التي تصلكم غالبا إلى المشفى؟
أغلب الحالات تتعلق بالصدمات النفسية. وأغلب الجرحى، وخاصة المدنيين مصابين خلال التفجير أو القصف. بعد أربع سنوات، عرف الناس مكان القناصين في حلب، ولكن لا يمكنهم حماية أنفسهم من الهجمات والطائرات والتفجيرات.