حلب: أخطر مدن العالم تتمسك بالحياة وتواصل عروض المسرح وسط الأنقاض
أطلقت مجموعة من الهواة والفنانين، من وسط أنقاض المباني التي […]
13 أبريل 2016
أطلقت مجموعة من الهواة والفنانين، من وسط أنقاض المباني التي دمرها القصف في مناطق الثوار في مدينة حلب، عدة مسرحيات للأطفال والكبار، مستخدمة مسارح بدائية داخل الأقبية والمرائب.
وتعمل تلك المجموع ضمن فرقة “طريق الخبز”، التي تشكلت في تموز عام 2014، وتم اختيار هذا الاسم دليل على أن “خبزنا هو الفن، الوعي، والفكر، وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”.
وتتألف الفرقة من 15 عضوا من مختلف المحافظات، بمن فيهم أطباء ومدرسين وطلاب جامعات ومقاتلين من الجيش السوري الحر.
وشرحت مسرحيتها الأخيرة “حفلة عربية من أجل الحرية”، كيف تم فهم الحرية في البلاد العربية، التي ثارت شعوبها ضد الطغاة، بحسب ما قاله سلمان الإبراهيم, كاتب ومخرج في الفرقة، لمراسل سوريا على طول محمد عبد الستار إبراهيم.
ويوجه الابراهيم سؤالاً للجمهور مفاده “هل سنعيد إنتاج الطغاة؟”
لماذا اخترتم هذا الاسم للفرقة؟
أصبح حال الشعب السوري وكأنه شعب يستجدي الإغاثة والمواد الغذائية فقط. وقضيتنا كرامة الإنسان وليس خبزه اليومي؛ فخبزنا هو الفن والوعي والفكر، وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. لهذا اخترنا اسم طريق الخبز.
لوحة تعبيرية عن اعلان مسرحية “حفلة عربية من أجل الحرية” لفرقة طريق الخبز. حقوق نشر الصورة لفرقة طريق الخبز.
ما العروض التي قدمتموها؟ وما الرسالة التي تحملها كل مسرحية؟
مسرحية دكاكين: تناول النص فكرة تحول العاملين في الشأن الثوري من مناضلين إلى موظفين يقومون بإنشاء جمعيات ومؤسسات ظاهرها تقديم المساعدة للشعب وجوهرها سلطة وأموال طائلة توجه بما يخدم المصالح الشخصية، وهدفها إرضاء المانح حتى لو كانت تضر بالثورة والبلد.
مسرح العرائس: شخصية الشاطر حسن، ولكن بقالب مختلف؛ فحسن في هذه النصوص ليس الشاطر حسن، ولكنه حسن المشاكس الذي يرتكب الأخطاء.
والفكرة كيف يتحول في كل مرة من مشاكس إلى شاطر، ليكون في النهاية الشاطر حسن.
حفلة عربية من الحرية: تحكي قصة صحفي يتعرض للاعتقال، بسبب مواقفه وقيمه الأخلاقية، ويأتيه ضيوف فيوزع عليهم بوالين فيها هواء الحرية، ومن خلال هذا الهواء تكشف كيف تم فهم الحرية في البلاد العربية التي ثارت شعوبها ضد الطغاة، والسؤال الموجه للجمهور هل سنعيد إنتاج الطغاة؟.
ما أهم الصعوبات التي تواجهكم عند تحديد فكرة مسرحية؟
بكل تأكيد الوضع الأمني والمادي والامكانيات المتاحة. البحث عن المسرح بحد ذاته صعوبة.
كيف تقومون بتجهيز المسرح؟ وأين تقيمون العروض؟
أولاً نحن نقيم العروض المسرحية في أماكن تحت الأرض، ولا نكرر المكان أكثر من مرة، حتى نترك خلفنا مسرحا يمثل عليه غيرنا. وبكل تأكيد لاعتبارات أمنية، ويتم صناعة اللوحات والمشاهد من خلال مهندسي عمارة ورسامين يتواجدون معنا وهم داخل مدينة حلب المحررة.
أما أرضية المسرح؛ فيتم تجهيزها من عند النجار، من خلال خشب يصلح للوقف عليه ويصبح مسرحاُ، بالمختصر نحن نستخدم طرقا بدائية حتى نقدم ما نستطيع تقديمه.
من أين يأتيكم تمويل المسرح؟
الجهات التي تدعم عن طريق جهات تؤمن بالثورة والفن، ومن خلال أفراد يقومون بجمع التبرعات، وليس من جهات قد تستغل ما نقوم به أو جهات تريد تسيسنا، وما نقوم به هو لأجل الفن لا لأجل الارتزاق.
أنتم تعيشون في أخطر مدينة بالعالم كما تم تصنيف مدينة حلب، وتحكم مناطقكم جهات متصارعة واحياناً تسيطر جهات لا تؤمن بفكرة الفن والمسرح، أليس هذا خطر مضاعف عليكم؟
نعم هناك خطر كبير، كما قلت سابقاً نحن لا نكرر العرض في مكان واحد، ولكن إيماننا بفكرة الفن ما يجعلنا نقدم على المخاطرة. وهذه الثورة قامت لأجل ترسيخ مبادئ معينة لابد من أن نتمسك بها مهما بلغ الأمر، ومن خلال المسرح نستطيع أن نتطرق لمثل هذه المواضيع والمبادئ، مثل مسرحيات يغلب عليها الطابع السياسي والكوميديا السوداء أحياناً. وهناك جهات تحاول أن تمنعنا ولكن الظروف لا تساعدها.
ما أهمية المسرح في ظل هذه الظروف؟ وما مدى تأثيره على المجتمع؟
محاولة التأثير على الواقع قد تنجح وقد تفشل، ولكن بالنسبة لنا والنقطة الأهم الفن وثيقة تاريخية وأدبية للمستقبل، والتاريخ غداً سيروي للأجيال عن الثورة وما حل بها من الكوارث. كما نسعى أن يذكر التاريخ الايجابيات والشئ الجميل في هذه الثورة، لإن اللحظات التي تخلَد هي اللحظات الفنية لأنها لحظات صادقة، والصدق هو من يؤثر بالمجتمع.
هل هناك تجاوب وحضور من المجتمع في ظل الحصار والجوع والقصف؟
نعم؛ هناك رغبة للحياة.
ترجمة : بتول حجار