حلب: اشتباكات جديدة بين جبهة النصرة وقوات سوريا الديمقراطية
بدلا من معاركها ضد تنظيم الدولة، تشتبك قوات سوريا الديمقراطية […]
29 نوفمبر 2015
بدلا من معاركها ضد تنظيم الدولة، تشتبك قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا، مع جبهة النصرة وأحرار الشام في ريف حلب.
وكان 15 فصيلا من العرب والكرد، أعلنوا الأسبوع الماضي، انضمامهم إلى قوات سوريا الديمقراطية لمحاربةالإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة وأخواتها ونظام البعث، في كل من إدلب وحلب.
وتورط جيش الثوار، أكبر فصيل سنّي مشارك في قوات سوريا الديمقراطية، بالكثير من الاستفزازات لفصائل حلب ومنها جبهة النصرة في الشمال.
ومن جهته، قال جيش الثوار أن قواته “تعرضت لهجوم من الإرهابيين نفذته جبهة النصرة وأحرار الشام”، يوم الاثنين الماضي، مما أدى إلى نشوب اشتباكات في بلدة كانت تحت سيطرتهم بالقرب من عزاز، الواقعة على بعد ستة كيلو مترات عن الحدود التركية، وسقط عدد من الضحايا من الجانبين.
ولم يوضح جيش الثوار، المنضوي تحت راية التحالف العربي السني في قوات سوريا الديمقراطية، كيف حدث الهجوم المزعوم، ولكن أحد قادة الثوار عبر عن شكوكه في رواية التحالف.
وأفادأبو البراء، قائد القوة المركزية في غرفة عمليات مارع، لموقع زمان الوصل المعارض، أنه لم يحدث أي هجوم للنصرة. ويذكر أن قوات أبو البراء موجودة قرب مدينة عزاز. وجبهة النصرة ليست عضوا في غرفة عمليات مارع، ولكنها تشترك بجبهة موحدة تضم خليطا من ألوية الجيش الحر في حلب.
وتعقيبا على ما جرى، قال أبو البراء أن مقاتلين من جيش الثوار أطلقوا النار على مقاتلين من الجبهة الشامية، أكبر فصيل عسكري في شمال حلب، وحدث اشتباكات على إثرها بالقرب من عزاز الاثنين الماضي.
بينما أفادتمصادر إعلامية كردية، أن جيش الثوار هوجم من قبل جبهة النصرة وأحرار الشام، واستمرت الاشتباكات عدة ساعات، ولم تقدم هذه المصادر معلومات أكثر عن أسباب الهجوم.
ولم تستطع سوريا على طول التأكد من مصدر مستقل عن سلسل الأحداث التي جرت بالقرب من مدينة عزاز.
ويبدو أن جيش الثوار استغل فرصة الهجوم المزعوم ليبرر تباطؤه في التقدم للمعركة المفترضة ضد تنظيم الدولة.
ونشر جيش الثوار إعلاناعلى موقعه الرسمي، يقول “نحن قيادة جيش الثوار ندين الهجمات الإرهابية، في الوقت الذي نحضر فيه للبدء بعملية ضد تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي“.
وفي نفس السياق، قال خالد زينو، المتحدث باسم جيش الثوار، لسوريا على طول، أن قوات سوريا الديمقراطية، الذي يعد جيش الثوار مكونا رئيسيا فيها، “كانت تخطط لشن معركة كبيرة وواسعة ضد تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي“.
وأضاف “هذه الحملة لا تشمل جبهة النصرة في الريف الحلبي، فنحن نحاول تحرير الأراضي في الشمال من سيطرة تنظيم الدولة“.
أما وحدات حماية الشعب الكردي، الفصيل المهيمن على قوات سوريا الديمقراطية، فلم تعلق رسميا على اشتباكات جيش الثوار في ريف حلب الشمالي. ونقلت وسائل الإعلام الكردية المحلية اقتباسات عما قالت إنها مصادر مقربة من الوحدات الكردية تؤكد معرفتها بالتوتر الحاصل، دون أن تقدم أي توضيح.
النصرة تهاجم مجددا
وبينما كانت الدوافع للقتال بين جبهة النصرة وجبهة ثوار سوريا غير معروفة، قال الكثير من الناشطين والإعلاميين في حلب أن قوات سوريا الديمقراطية تتجه نحو مسار تصادمي مع جبهة النصرة.
وأفاد مصطفى سلطان، إعلامي من حلب، لسوريا على طول، بأنه “إذا تعاون أي فصيل من الجيش الحر في مدينة حلب أو ريفها مع قوات سوريا الديمقراطية، سوف تهاجمه جبهة النصرة“.
بينما ذهب المتحدث باسم جيش الثوار أبعد من ذلك بقوله أن أحداث الاثنين الماضي ليست فقط بسبب انضمام الجيش إلى قوات سوريا الديمقراطية.
وفي السياق ذاته، قال الزينو “جبهة النصرة وأحرار الشام تتهمنا بالردة، وهذا ينطبق على جميع فصائل قوات سوريا الديمقراطية“.
ويذكر أن جبهة النصرة كانت شنت هجوما، الثلاثاء الماضي، ضد قوات YPG/YPJ في قرية كردية يزيدية في ريف حلب الشمالي وفي حي الشيخ مقصود أحد أحياء مدينة حلب.
وفي هذا السياق، ذكرتصفحة قرية باصوفان، أن “هجوما بالأسلحة الثقيلة”، انطلق من قرية قريبة يسيطر عيلها عناصر من جبهة النصرة وأحرار الشام، تعرضت له قرية صوفان، التي تبعد 18 كيلو مترا عن مدينة عفرين، “واستطاعت وحدات حماية الشعب الكردية صد هجوم النصرة وأحرار الشام“.
وبالتزامن مع عمليات عفرين، أمطرت جبهة النصرة حي الشيخ مقصود، الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردي، وحاولت اقتحامه، بحسب ما أفادتبه آرا نيوز الكردية.
ونقلت آرا نيوز عن مصدر، لم تسمه، قوله أن “العملية أدت إلى مقتل تسعة مدنيين على الأقل ودمار في المباني،” بينما منعت الوحدات جبهة النصرة من التقدم في الحي. وأضاف المصدر “فرضت جبهة النصرة حصارها على الحي، وقطع الطرق المؤدية إلى الشقيف والكاستيلو”، وتعتبر هذه الطرق شرايين الحياة للحي.
ومن جانبها، لم تعلق جبهة النصرة بعد على عملياتها ضد وحدات حماية الشعب الكردي وجيش الثوار في شمال حلب.
وكانت اشتباكات متقطعة حدثت بين جبهة النصرة وكل من جيش الثوار ووحدات حماية الشعب الكردي في عفرين وفي مدينة حلب في الأشهر الماضية، ومن غير الواضح فيما إذا كان القتال مرتبط تشكيل قوات سوريا الديمقراطية في حلب وإدلب الأسبوع الماضي.
وعلى الرغم من إعلان جيش الثوار ووحدات حماية الشعب الكردي ومجموعات أخرى انضمامها على قوات سوريا الديمقراطية إلى أن فاعلية هذه الجماعات لم تختبر في حلب بعد، ويمكن أن تعتبر على أنها تهديد خطير في ضوء التحالفات الجديدة في الحسكة المدعومة أمريكيا بطائرات التحالف وشحنات الأسلحة.