حلب: المدنيون يحشرون في الزاوية مع استعادة النظام لمساحات جغرافية أكبر واشتداد الحصار
خسر الثوار مزيداً من الأراضي في شرقي حلب، الأربعاء، بما […]
8 ديسمبر 2016
خسر الثوار مزيداً من الأراضي في شرقي حلب، الأربعاء، بما فيها حلب القديمة، وعدداً من الأحياء الشرقية الإضافية، وظلت مناداتهم بإخلاء جماعي مدني، بدون أي جواب من قبل سلطات النظام السوري والروسي، وفق ما قالت مصادر محلية لسوريا على طول.
ودخل الجيش السوري والميليشيا الحليفة له النصف الشرقي لمدينة حلب القديمة في ليلة الثلاثاء، لأول مرة منذ سيطر الثوار عليها في عام 2012. ومع التقدم الذي أحرزه في يوم الأربعاء، بات النظام السوري يسيطر على 75% من شرقي حلب، وسط حملة للنظام السوري والروسي مستمرة منذ ثلاثة أسابيع لانتزاع السيطرة على ثان أكبر مدينة من قوات المعارضة.
وفي حين تدعي مصادر ثورية على خطوط الجبهات أن “المعارك الآن هي كر وفر ولا يمكن تثبيت النقاط لأي طرف من الأطراف”، أظهر الجيش السوري خلال الثلاثة أسابيع الماضية، أنه لا يتراجع عن المناطق التي استطاع السيطرة عليها مؤخراً.
وترتكز الحملة الجارية للنظام بشدة في استردادها لحلب على مئات الغارات الجوية التي تمطرها الطائرات الحربية الروسية والسورية لتمهد الطريق أمام التقدم البري. وحالما تمكن الجيش السوري والميليشيا الأجنبية الحليفة من اختراق الخطوط المحصنة للمدينة في شرقي حلب، قبل أسبوعين، بات الثوار ينسحبون بكل ما فيهم أمام القوة النارية والجوية والبشرية الأعلى للنظام.
و”يسعى النظام عبر تقدمه في تلك الأحياء لفصل أحياء حلب المحاصرة عن بعضها”، وفق ما قال عبد السلام عبد الرزاق، الناطق العسكري باسم نور الدين الزنكي، لسوريا على طول، الأربعاء. وأضاف الناطق، وكلما تقدم النظام، قضم مساحات جغرافية من حلب المحررة وزاد في تضييقه الحصار أكثر وأكثر.
ويقف الثوار الذين يفتقرون إلى السلاح عاجزين أمام استنزاف أراضيهم، والتي تقلصت إلى منطقة صغيرة بمساحة 16 كم مربعا بعد أن تركوا أكثر من 26حيا للنظام، خلال الأيام الماضية.
نقل الجرحى في شرقي حلب بواسطة الكراسي المتحركة في 1كانون الأول. حقوق نشرالصورة لمركز حلب الإعلامي.
ومع تحول المعارك في حلب إلى حرب شوارع مدنية دموية، باتت الصور التي تأتي من الجبهات مروعة بما تحمله من الضحايا المدنيين المتكدسين في الشوارع.
“الضحايا مازالت بالأراضي”، وفق ما قال إبراهيم الحاج مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في حلب، لسوريا على طول، الأربعاء. “وعشرات الضحايا تحت الأنقاض وهناك قتلى من المدنيين مازلوا في الأحياء التي سيطر عليها النظام”.
وأضاف “الوضع سيء ولا يمكن وصفه”.
وبينّ الحاج أن “أعداد الضحايا ستتضاعف الآن بشكل كبير جداً نظراً لتقدم قوات لنظام الواسع وحصر المدنيين بأحياء قليلة”.
وفي يوم الأربعاء، نشرت الفصائل الثورية، مجتمعةً، مبادرة على الانترنت تنادي بـ”هدنة إنسانية فورية” مع تقدم النظام السريع وتضييقه الحصار على ما يقدربعشرين ألفا من الأهالي.
وطالب البيان بالإضافة إلى وقف عمليات العنف لخمسة أيام، بإخلاء المصابين وأهالي شرقي حلب الراغبين بالخروج إلى ريف حلب الشمالي الخاضع لسيطرة الثوار.
و”وافقت كل الفصائل العسكرية داخل حلب على المبادرة وكلها يهمها أمر الاطفال والنساء والجرحى”، وفق ما قال الناطق العسكري عبد السلام عبد الرزاق، لسوريا على طول. و”جاءت المبادرة لإنقاذ الأطفال والنساء المصابين من الموت”.
وذكر عبد الرزاق لسوريا على طول، أنهم لم يتلقوا أي رد حتى الآن من النظام السوري أو روسيا.
وأسفر قصف النظام على شرقي حلب، الثلاثاء، وفق ما تواردت الأنباء، عن مقتل أكثر من 45 شخصا، وفق ما قال يحيى أبو ماهر، متطوع بالدفاع المدني في حلب، لسوريا على طول.
“للآسف حملة الحصار الخانقة والهجمة الشرسة شلت إمكانياتنا بشكل كبير جداً”، بحسب ما قال أبو ماهر لسوريا على طول، مضيفا “وبعد التصعيد في قضم مناطق من حلب الشرقية وتقدم قوات النظام أصبح الوضع مأساوياً على المدنيين وأصبح النزوح مستمراً”. وقال “غداً لا يعلم أين نكون غير الله”.
إلى ذلك، أكدت وزارة الشؤون الخارجية الروسية يوم الأربعاء أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف سيلتقي مع وزير خارجية أمريكا، جون كيري ونظيرهم الالماني، فرانك فالتر شتاينماير، في هامبورغ، في وقت لاحق في هذا الأسبوع لمناقشة الوضع في حلب.
وحذر وزير الخارجية الروسي، يوم الثلاثاء، أن أي شخص “يرفض مغادرة (حلب) بالحسنى وفقاً للبنود، سيتم القضاء عليه”، حسب ما ذكر سبوتنيك، موقع إعلامي موالي لروسيا. وأضاف “فليس هناك من مخرج آخر”.
وفي يوم الاثنين، عارضت روسيا والصين قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي دعا إلى وقف إطلاق النار في حلب لمدة سبعة أيام في حلب من أجل تسهيل وصول الإمدادات الغذائية والطبية الملحة، والتي لم تدخل النصف الشرقي من المدينة منذ أيلول.
ويعنوّن تصويت الإثنين، الاستخدام السادس لروسيا لحق النقض (الفيتو) فيما يتعلق بقرارات مختصة بسوريا منذ عام 2011.
ومع نزوح آلاف الأهالي من المدينة التي ترزخ تحت وابل القصف مع الزحف اليومي للنظام، ما يزال الدفاع المدني في شرقي حلب “متحيراً في أمر بقائه”.
وفي ذلك، قال براهيم الحاج مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في حلب “لم يتخذ الدفاع المدني أي قرار حتى اللحظة ببقائه أو خروجه في حال خروج المدنيين من حلب”.
وختم “لكن وجودنا مرتبط بوجود المدنيين”.
ترجمة: فاطمة عاشور