حملة اعتقالات لاستئصال “الخلايا النائمة لتنظيم الدولة” في إدلب
أعلن تحالف إسلامي يسيطر إلى حد كبير على الشمال الغربي […]
11 يوليو 2017
أعلن تحالف إسلامي يسيطر إلى حد كبير على الشمال الغربي السوري الخاضع لسيطرة الثوار، الإثنين، اعتقاله لنحو 125 عنصراً من الخلايا النائمة لتنظيم الدولة خلال 24 ساعة الماضية.
زعمت هيئة تحرير الشام اعتقالها لـ 123 عنصراً من تنظيم الدولة منذ بداية الحملة الأمنية، فجر الأحد في مدينة إدلب، 35كم جنوب الحدود السورية التركية، وفق تصميم بياني نشرته وكالة إباء الإخبارية التابعة للهيئة.
وطوقت هيئة تحرير الشام مركز المحافظة ومن ثم داهمت المنازل والمقرات التي يشتبه بأنها خلايا نائمة لتنظيم الدولة.
وادعت هيئة تحرير الشام، وهي تحالف إسلامي يتضمن جبهة فتح الشام، القبض على خمسة قادة في تنظيم الدولة أثناء مداهماتها في مركز المحافظة وريفها الشمالي، حسب بيان نشرته الإثنين عبر صفحتها الإعلامية على التلغرام. وذكرت الأنباء أيضاً أن التحالف استحوذ على رزم من الأوراق النقدية وأسلحة ومواد متفجرة.
وتأتي حملة الاعتقالات التي شنتها الهيئة بعد حدوث مجموعة من التفجيرات والهجمات الانتحارية خلال الشهر الماضي في مناطق نفوذها في المحافظة.
وحدثت الهجمة الأبرز في 16حزيران، حين هاجم انتحاري قافلة في إدلب في محاولة لاغتيال الشيخ عبدالله محمد المحيسني، داعية سعودي في هيئة تحرير الشام، والمصنف كإرهابي وفقاً لوزارة الخارجية الأميركية.
هيئة تحرير الشام تقبض على عناصر تابعة لتنظيم الدولة، في مدينة سرمين. حقوق نشر الصورة لـ وكالة إباء الأخبارية.
ونجا المحيسني من محاولة الاغتيال تلك، وفي بيان لوكالة إباء الإخبارية، وكذلك في منشورات على صفحته على التلغرام، اتهم تنظيم الدولة في تنفيذ الاعتداء.
واستمرت المداهمات في الريف الشمالي لإدلب للخلايا النائمة المزعومة حتى يوم الإثنين حيث وصلت “عدة أرتال للهيئة” إلى بلدة الدانا، وفق ما قال مهند، مدني من الأهالي المحليين لسوريا على طول.
وانفجرت سيارة انتحارية مفخخة بواسطة عميل يشتبه أنه تابع لتنظيم الدولة وسط سوق في الدانا، في 25 حزيران، مما أسفر عن مقتل 10 مدنيين وإصابة العشرات الآخرين، بحسب ما ذكر موقع إعلامي محلي موالي للمعارضة أنذاك.
وأضاف مهند “حدثت عدة تفجيرات في الأسبوعين الماضيين داخل الدانا استهدفت الأسواق في البلدة”.
ولكن ما أثار حملة الاعتقالات هذه فعلياً كان هجمة على معهد قرآن في 4 تموز يشتبه أن تنظيم الدولة وراءها في الريف الغربي لإدلب، وفق ما قال عضو في وكالة إباء الإخبارية لسوريا على طول وطلب عدم ذكر اسمه، الإثنين.
وقتل خمسة شيوخ من هيئة تحرير الشام في هجمة 4 تموز بالإضافة إلى مجموعة من الأطفال طلبة العلم، وفق ما ذكر موقع أمية برس الموالي للمعارضة في ذلك الوقت.
“منذ أشهر وهيئة تحرير الشام تقوم بمراقبة ورصد تحركات مشبوهة لعناصر مشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش ضمن المناطق المحررة،” وفق ما قال عضو وكالة إباء الإخبارية.
إلى أن “وصلت قرارات للشؤون الأمنية بالهيئة بضرورة البدء بعملية ’الثأر لأشبال القرآن’ للقضاء على خلايا داعش”.
وامتنع المتحدث باسم وكالة إباء عن التعليق عند سؤال مراسل “سوريا على طول” حول كيفية دخول هذه العناصر التابعة لتنظيم الدولة ومنذ متى هي موجودة في محافظة إدلب.
ويبدو وأن الحملة الأمنية لهيئة تحرير الشام هي الخطوة الأحدث التي ينتهجها التحالف الإسلامي لينأى بنفسه عن المجموعات القتالية المتطرفة التي تقاتل حالياً في سوريا.
وفي آب 2016، قطعت جبهة فتح الشام، والتي تعرف بجبهة النصرة سابقاً، علاقاتها مع الهيئة وغيرت اسمها.
وتناحرت هيئة تحرير الشام مع لواء الأقصى السلفي المرتبط بتنظيم الدولة في شباط بعد أن اتهمت الهيئة الأخير بالتنسيق مع تنظيم الدولة، وفق ما ذكرت سوريا على طول أنذاك.
وانتهت المعارك العنيفة بين المجموعتين الثوريتين، التي راح ضحيتها العشرات من الطرفين، لاحقاً في ذلك الشهر من خلال اتفاقية بين الهيئة ولواء الأقصى والتي ارتأت مغادرة الأخير من إدلب إلى محافظة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.
ترجمة: فاطمة عاشور