“خفض التصعيد” جنوب دمشق يشعل اشتباكات بين تنظيم الدولة والجيش الحر
لم ينه اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب دمشق المبرم […]
24 أكتوبر 2017
لم ينه اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب دمشق المبرم برعاية دولية العنف هناك، إذ أن قوات المعارضة وتنظيم الدولة يشتبكون لليوم الثاني على التوالي على خط جبهة يفصل ما بين جيبين متجاوريين لهما، وفق ما قالت مصادر على الأرض لسوريا على طول.
واشتبك مقاتلو الجيش السوري الحر في منطقة يلدا بجنوب دمشق مع مقاتلي تنظيم الدولة في مخيم اليرموك المجاور وتبادلوا إطلاق نيران المدفعية ورشقات القناصة ، الإثنين، وفق ما قال ضياء محمد، ناشط مدني من يلدا لسوريا على طول.
وقال محمد”هذا الشكل من الشراسة لم يحدث منذ زمن طويل”.
ولا يعتبر تبادل إطلاق النار بين مخيم اليرموك الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة والأراضي التي يسيطر عليها الجيش الحر والواقعة إلى الشرق منها مباشرة، بالأمر الجديد. فدائماً ما تطلق القناصة – من الطرفين- على الجانب الآخر من خط المواجهة الذي يفصل الحيين المتجاورين الذين يحاصرهما النظام.
وما هو جديد هو شراسة الاقتتال خلال الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى اتهام الجيش الحر لتنظيم الدولة بالهجوم الكيماوي على المقاتلين الثوار في يلدا مساء الأحد.
تم ضرب “قذائف وحشوات تحوي غاز الكلور” على مقاتلي الجيش السوري الحر في يلدا مساء الأحد أثناء الاشتباكات التي وقعت على الخطوط الفاصلة هناك، وفق ما قال مصدر من فصيل أكناف بيت المقدس التابع للجيش السوري الحر، لسوريا على طول، وطلب عدم ذكر اسمه. وقدّر أن عشرة من مقاتلي الجيش السوري الحر أصيبوا في الهجوم.
مخيم اليرموك في جنوب دمشق، الأحد. حقوق نشر الصورة لـ لواء شام الرسول.
وشكّك مسؤول إعلامي في الهيئة الطبية التي تديرها المعارضة في يلدا “أن يكون الغاز السام المستخدم هو غاز الكلور”، بحسب ما قال لسوريا على طول، الإثنين.
ولم يعلق تنظيم الدولة على هجوم الكيماوي المزعوم.
واندلعت الاشتباك على خلفية عمليات قنص قام بها التنظيم لمقاتلين من الجيش السوري الحر ومدنيين في يلدا، وفق ما قال لسوريا على طول الناشط عمر القيصر من داخل مخيم اليرموك.
ويهدف الاتفاق الذي أُعلن في وقت سابق من هذا الشهر في القاهرة إلى الحد من المعارك بين المعارضة وقوات النظام من أجل تحقيق نوعاً من الهدوء في أطراف العاصمة. ويشمل الاتفاق، الذي تدعمه روسيا ومصر، ثلاثة فصائل تابعة للجيش السوري الحر موجودة داخل يلدا. ويعتبر هذا الاتفاق جزءاً من اتفاق أوسع لخفض التوتر الذي يهدف إلى إيقاف المعارك في ضواحي دمشق بما فيها ضواحي الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها الثوار شمال شرق العاصمة.
ولم يشمل اتفاق وقف التصعيد في جنوب دمشق الذي عقد في هذا الشهر المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في جنوب العاصمة والتي تبلغ نحو تسعة كيلومترات.
وغالباً ما تقع الاشتباكات في هذا الجزء من دمشق بين التنظيم والجيش الحر، دون تدخل للنظام أو بوجود قوة بالكاد تذكر. ولم يتغير شيء على الأرض تقريباً بدخول اتفاق خفض التوتر حيز التنفيذ، إذ أن هجمات التنظيم على الجيش السوري الحر تقع خارج إطار اتفاق وقف إطلاق النار المبرم حديثا.
مقاتل من الجيش السوري الحر على خطوط التماس جنوب دمشق-اليرموك، الأحد. حقوق نشر الصورة لـ تجمع ربيع الثورة.
وكان محمد علوش، قيادي سياسي في جيش الإسلام، إحدى الفصائل الثلاثة التي وقعت على الاتفاق، أعلن الاتفاق في وقت سابق من هذا الشهر في القاهرة، وذكرت وكالة أنباء المصري اليوم المعارضة آنذاك أن الاتفاق ينص على أن تبقى حواجز التفتيش التي يسيطر عليها النظام المحيطة بيلدا مفتوحة وأن تصل المساعدات الى الجيب الذي يسيطر عليه الثوار، ولا تزال تفاصيل أخرى عن الاتفاق كالفترة والمناطق التي يشملها تحديداً غير واضحة.
يذكر أن مخيم اليرموك هو أحد أصغر معاقل تنظيم الدولة وأكثرها انعزالاً في سوريا. وكان سابقاً مخيم للاجئين الفلسطينيين. وهواليوم في منأى عن العالم الخارجي إلى حد كبير. ونادراً ما تدخل المساعدات الإغاثية إليه ، ويصعب التواصل مع آلاف الأهالي الذين يحتجزون فيه، والذين يقيمون على بعد أربعة كيلومترات فقط جنوب وسط مدينة دمشق التي يسيطر عليها النظام، وذكر عمر قيصر، ناشط في اليرموك، لسوريا على طول يوم الاثنين من داخل المخيم، إن أسرته المكونة من سبعة أفراد تعيش على “العدس والأرز والبرغل”، منذ 18شهراً.
ويفضي المعبر الوحيد من اليرموك إلى جيب محاصرصغير مثله يقع إلى الشرق مباشرة تسيطر عليه المعارضة. ويسيطر الجيش السوري الحر على عدد من البلدات هناك، ومن بينها يلدا المحاذية لمخيم اليرموك.
ولكن اليوم وفي ظل الاشتباكات العنيفة على خط تماس يلدا-اليرموك فإن ذلك المعبر مغلق، وفق ما ذكرت مصادر على الأرض لسوريا على طول.
وختم القيصر”لاشك أن إغلاق المعبر له تأثير سلبي كبير على الأهالي في المخيم”
“وباتت الحياة صعبة جداً بالنسبة للأهالي الموجودين هنا. ومن بينهم عائلتي”.
ترجمة: فاطمة عاشور