داخل ورشة العمل في كفر نبل
أكتوبر 2, 2013
تشرين الأول/ أكتوبر 2، 2013
اذا كنت مثلنا, تتسائل عن الذين يكتبون الرسائل المضحكة, المؤثرة, الساخرة و التهكمية الصادرة من بلدة كفر نبل، فبإمكانك قراءة اللقاء التالي الذي قام به عبدالرحمن المصري مع علي سويدا البالغ من العمر 45, الذي يوجه المشاريع الفنية,و الافتات و الشعارات في مركز كفر نبل الاعلامي.
تقع قرية كفر نبل في ضواحي ادلب ويسطر عليها الجيش الحر منذ آب/اغسطس 2012. عرف المركز الاعلامي للقرية منذ انطلاقته بأنه “ضمير الثورة” بسبب رسائله الساخرة الرافضة للطائفية التي تدعو الى شمل جميع الاديان و الجماعات العرقية في الصراع ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
مؤخرا، اصدر المركز الاعلامي الاسبوع الماضي اكثر مشاريعه طموحا: فيلم قصير اسمه “الثورة السورية في ثلاث دقائق” والذي تم تصويره وسط الاثار الرومانية خارج كفر نبل. يشرح سويدا، وهو عضو سياسي سابق بمجلس قيادة الثورة في ادلب أسلوب عمل المركز ومشاريعه.
س. ماهي الرسالة التي تحاولون إيصالها من عملكم إلى العالم؟
في ظل غياب إعلام ثوري حقيقي يقدم الثورة للداخل و يحدد أهدافها سواء في الداخل والخارج، أخذنا على عاتقنا نحن مجموعة إعلاميي كفرنبل إبراز الوجه الحقيقي للثورة داخليا و خارجياً، عملنا وبشهادة الجميع لنكون وجه الثورة الإعلامي و نبض الشارع الحقيق. تتلخص الرسالة التي نسعى الى ايصالها للعالم في إبراز البعد الحضاري للمواطن السوري الذي ورث نتاج بلده الحضاري على مر آلاف السنين. إننا نريد أن نؤكد أن الانسانية مشتركة في جميع القيم و يجب أن ندافع عن القيم السامية منها بغض النظر عن الدين أو العرق أو اللون.
حقوق نشر الصورة ل لافتات كفر نبل
س. كيف يمكنك قياس تأثير أعمالكم؟
بداية كان لدينا همين متلازمين. الهم الأول هو إيصال رسائلنا التي نحتاج ايصالها للداخل و الخارج بكل وضوح وشفافية وبإسلوب شيق لجذب اهتمام المشاهد والقارئ. الهم الثاني هو التأكد من نجاحنا في تحقيق الهدف الأول من خلال متابعة وسائل الاعلام لما نقدمه و ملاحظة حجم هذا الاهتمام. سأعطيك أمثلة عن بعض اللافتات التي حققت رواجا عظيماُ و كانت صدمة “حقيقة ” للعالم، تلك التي نادينا فيها بإسقاط جميع المنظمات و الهيئات الدولة والعربية والدينية. يمكن ان تراها هنا.
في نيسان/ ابريل أعلنا تعاطفنا مع ضحايا تفجيرات بوسطن الارهابية فكتبنا لافتة لاقت انتشارا هائلا على مواقع التواصل الاجتماعي لدرجة انها وصلت اهالي بوسطن وحملوا بدورهم لافتات تشكر كفرنبل و تؤيد الثورة السورية ضد الطاغية بشار الاسد، وهذا مؤشر ضروري و هام درجة التفاعل و القبول الذي نحققه بالاضافة الى وسائل الاعلام العالمية المسموعة و المقروءة.
س. من يقوم بهذه الأعمال الفنية من لافتات وأفلام قصيرة في كفرنبل؟
هناك فريق صغير من كفرنبل يقوم بكل هذه الأعمال. ويعتبر رائد الفارس عصب الاعمال الفنية و مخرجها، اذ الذي يقوم بتنسيق المظاهرات و الاشراف على اللافتات وكتابة اللافتات باللغة العربية، كما يقوم هو بإبتداع افكار واخراج الافلام الابداعية القصيرة. أنا اقوم بتحويل الافكار المطروحة عن الحالة السياسية الراهنة الى لافتات باللغة الانجليزية. كما يشارك الكاريكاتور السياسي أحمد جلل و الكاريكاتورة السياسية إيمان أحمد في وضع الرسومات. أما العمل الابداعي الحقيقي فيتمثل في التفاعل الرائع من قبل اهالي كفرنبل مع هذه الاعمال الفنية، والتي عملوا على إنجازها في اقسى الظروف.
س. تحمل غالبية اللافتات والافلام التي تواكب الثورة السورية عبارات تنبذ العنصرية والطائفية، ولكن ما السبب وراء تمييز لافتات كفرنبل ورواجها؟
تألقت كفرنبل لعدة اسباب. أحد هذه الاسباب يعود للحس المرهف لدى الفريق الفني تجاه الأحداث ووعيه الشديد لأهداف الثورة، مما جعله يعبر دائما عما تريده الثورة من أبنائها. ايضا يتفاعل الفريق الفني مع الاحداث الدولية والمحلية في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة، ناهيك عن التغطية الاعلامية التي حظيت بها كفرنبل في بدايات الثورة والتي كان لقناة الجزيرة الدور الاساسي في انتشال كفرنبل من بين صخور جبل الزاوية الى العالمية.
س. بالنسبة للفيلم الذي قمتم به مؤخرا “الثورة السورية في 3 دقائق”، ماهو الإلهام الذي كان وراء هذا الفيلم؟
لعبت طريقة تعاطي العالم مع المجزرة الكيماوية الاسدية الاخيرة في ٢١ من الشهر الماضي دوراً كبيراً على انتاج الفيلم. كان الرجوع الى العصر الحجري فقط لشد الانتباه ولتبسيط الرسالة بحيث يفهمها العالم كله. تقول رسالتنا تقول “لقد اعترضتم أيها العالم المتحضر على نوع واحد من السلاح ولكنكم شجعتم المجرم على استخدام ما يريد في قتل الشعب السوري”. في المقابل، ظهر اشقاؤنا العرب أو هكذا يفترض بهم ان يكونوا غير مبالين بما يحدث في سوريا وهذا واقع الحال.
س. رغم التغيير الذي طرأ على الثورة وظهور بوادر تطرف؟ هل تعتقد أن بإمكانكم البقاء معتدلين؟ ولماذا؟
لقد قامت الثورة على أكتاف السوريين من كل الالوان و من الجنسين من اجل نيل الحرية والكرامة. كان شعار الثورةالأول: الله، سوريا، حرية. و مازلنا نؤمن بهذا الشعار كهدف للثورة ولا يمكن لأي قوة في العالم أن تؤثر علينا لتغيير هذا الهدف مهما كانت الضغوط الإرهابية كبيرة سواء كانت من النظام الاسدي او من تنظيمات القاعدة.
لقد ثرنا ضد الاسد وهو عنوان الطغيان في العالم، فليس من الوارد ابداً الإستسلام لضغوط القاعدة، وهم ليسوا كواحد من مئة من قوة النظام الأسدي. اننا وما زلنا ندعو لنيل الحرية والكرامة لجميع السوريين دون تمييز ولا اقصاء حتى اؤلئك الذين ينتمون لطائفة النظام فنحن نرحب بهم وبغيرهم طالما انهم وغيرهم لم يشاركوا في قتل الابرياء.