دوما قصص معاناة لا تنتهي
فتاة صغيرة يسحبها الدفاع المدني من تحت الأنقاض، يوم الاثنين، […]
18 نوفمبر 2015
فتاة صغيرة يسحبها الدفاع المدني من تحت الأنقاض، يوم الاثنين، بعد غارات لطائرات النظام على دوما. مصدر الصورة: الدفاع المدني في دوما.
بعد غارات النظام الجوية على دوما، يوم الاثنين، استطاع الدفاع المدني إنقاذ طفلة وعائلتها من تحت أنقاض بيتهم المهدم، حسب فيديو نشرته قوى الدفاع المدني على صفحتها، يوم الاثنين.
وشرح محمود آدم، الناطق الإعلامي لقوى الدفاع المدني، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، الموقف بقوله “في البداية، تضرر البيت جزئيا، وبعد فترة قصيرة انهار. بحثنا وحفرنا لساعة حتى استطعنا الدخول لغرفة الطفلة وعائلتها المحاصرتين تحت الأنقاض، وسحبناهم للخارج”.
وفي الفيديو تقول الطفلة الصغيرة لأحد عناصر الدفاع المدني وهي في سيارة الإسعاف “هل أخرجتم أمي؟، هل أخرجتم أبي؟، أين أخي وأين أختي؟”.
“هل أخرجتم أبي، هل أخرجتم أمي، وماذا عن أختي وأخي؟” تسأل الطفلة. “نعم أخرجناهم جميعا”، يجيب عنصر الدفاع المدني. مصدر الصورة: الدفاع المدني في دوما.
ويجيب العنصر، وهو يغطي مكان الحنجرة ليتمكن من الكلام “نعم، أخرجناهم جميعا”.
وتتابع الطفلة كلامها في وصف المشهد “أمي رأت سقف البيت ينهار، وقالت يا ربي، وبدأت أنا بالدعاء لله”.
ويضيف محمود “تلك لحظات عشناها، عندما تجد شخصا تحت الأنقاض، تراه يطلب المساعدة من أحد ما لإخراجه للعالم، وهذا ما يجعلنا نعمل على مدار الساعة، على الرغم من مخاطر الموت والقصف وانهيار الأبنية فوقنا”.
ويتابع محمود “كلمة الخوف لم تعد موجودة في قواميسنا”.
ولا تكفي شجاعة وتفاني فرق الدفاع المدني لسحب المتضررين من تحت البيوت المهدمة، فهم بحاجة إلى أدوات ترفع الأنقاض والجدران الإسمنتية.
ويؤكد أنس الطعان، أحد عناصر الدفاع المدني في عربين “لدينا فقط الأدوات الأساسية التي تقتصر على الكسارة وقاطعات الإسمنت، والمطارق الثقيلة، وطفايات الحريق”.
ويضيف “لا يوجد لدينا أي من المعدات الثقيلة، والتي نحتاجها بشدة عندما ينهار البناء ويكون هناك أشخاص داخله. ففي حادثة سابقة سقط أربعة صواريخ للنظام على بناء ودمره، اضطررنا لاستعارة حفارة من فرق الدفاع المدني في بلدة مجاورة، وبدأنا بسحب الجثث من تحت الأنقاض (…) وبعد ساعتين وصلنا إلى الناجي الوحيد المحاصر تحت أنقاض المبنى”.
بعد الكارثة: موتى وناجون
على الرغم من أن الدفاع المدني في الغوطة الشرقية استطاع إنقاذ العديد من الناس، إلا أن الموت تحت الأنقاض مستمر.
يقول أبو باسل، طبيب ميداني في دوما، لسوريا على طول “في آب الماضي، ضربت صواريخ النظام مبنى مكونا من أربعة طوابق، وهو بيت لعائلة عيسى، انهار البيت، وبعد يوم من البحث، لم نجد أي من الأفراد الـ 18 الذين كانوا موجودين في البيت”.
ويضيف “في البداية سمعت أصواتهم ينشدون المساعدة (…) ولكن بعد فترة، صمتت أصواتهم تماما”.
ويروي عبد الحق همام، ناشط إعلامي من دوما، لسوريا على طول، قصة أخرى لعائلة ماتت ببطء تحت الأنقاض.
“ضربت طائرات النظام منزلا لعائلة صديق لي، وبحثنا تحت الأنقاض يوما كاملا، وأخيرا وجد عناصر الدفاع المدني جثثهم وقد فارقوا الحياة”.
ويعاني الناجون من القصف من مشاكل نفسية وجسدية فأغلبهم يكون مصابا أو مذعورا من الحالة.
وقال الدكتور غزوان بويضاني “عالجت العديد من الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية ما وجسدية بعد الصدمة، فيوم الاثنين أشرفت على علاج طفلة تبلغ من العمر الرابعة عشر، تم إنقاذها بعدما تهدم منزلها قبل عدة أيام”.
“وهذه الطفلة تخاف من اقتراب أي شخص منها (…) فهي في حالة صدمة كبيرة ولا تجيب للناس الذين يتحدثون إليها”.