رسالة الجنرال الأمريكي مارتن ديمبسي الى رئيس لجنة الخدمات المسلحة
أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي، الجنرال مارتن ديمبسي، أن […]
24 يوليو 2013
أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي، الجنرال مارتن ديمبسي، أن حملة أميركية من أجل تحويل الكفة من الرئيس بشار الأسد للمعارضة “ستكون مهمة ضخمة، تكلفتها مليارات الدولارات، وقد تعود بنتائج عكسية على الولايات المتحدة.”
ووضع ديمبسي أمام مجلس الشيوخ الأميركي خمسة خيارات عسكرية متاحة لوقف “الحرب الطائفية المعقدة في سوريا” إذا قرر الرئيس باراك أوباما التدخل في هذه الحرب، موضحاً تفاصيل تتعلق بلوجيستيات وتفاصيل كل خيار منها، فأشار إلى أن الهجمات بعيدة المدى على الأهداف العسكرية للنظام السوري من شأنها أن تتطلب “مئات الطائرات والسفن والغواصات، وإمكانات مساعدة الأخرى,” وستكون تكلفتها “المليارات.” وتتنوع هذه الخيارات بين تدريب قوات المعارضة إلى شن غارات جوية وفرض منطقة حظر جوي على سوريا والسيطرة على الأسلحة الكيماوية وقصف مواقع محددة.
هذا هو نص الرسالة التي أرسلت إلى السناتور كارل ليفن, رئيس لجنة الخدمات المسلحة, مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة.
____________________
حضرة كارل ليفن
رئيس لجنة الخدمات المسلحة
مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة
واشنطن، دي سي 20510
____________________
عزيزي السيد رئيس المجلس:
في يوم 18 يوليو 2013, طلبت مني تقديم تقييم سري للخيارات الممكن استخدامها من قبل قوات الجيش الأمريكي في صراع سوريا. أقدم حكمي المستقلي تجاه هذه المعلومات السرية بأكثر قدر من الصراحة الممكنة. أني واعي بأن المشاورات قائمة داخل الحكومة حول تعزيز دور الولايات المتحدة الامريكية تجاه هذه الحرب الطائفية المعقدة. القرار حول تقديم قوات عسكرية هو قرار سياسي يتعهد به شعبنا الى قادتنا المدنين. انا أفهم أيضاً أنك تستحق أفضل نصيحة عسكرية عن كيفية إستخدام القوة العسكرية لإقرار اذ يجب استخدامها أم لا.
في هذه الأثناء, الدور العسكري مقتصر على المساعدة في توفير المساعدات الإنسانية وتوفير المساعدة الأمنية للدول المجاورة لسوريا وتوفير المساعدة الغير ميمتة ]ليست بالسلاح[ للمعارضة. يتم نشر بطاريات الباتريوت في تركيا والأردن للدفاع ضد الهجمات الصاروخية. يتم وضع مقرغرفة العمليات وإمكانيات إضافية تشمل اف-16 لحماية الأردن. ونحن أيضاً مستعدين للخيارات الموصفة أدناه التالية:
تدريب وإرشاد ومساعدة المعارضة. هذا الخيار يستخدم القوة غير المميتة لتدريب وارشاد المعارضة حول مهمات تتراوح من إستخدام الأسلحة الى التخطيط التكتيكي. وقد نستطيع أن نوفر أيضاً المساعدة بشكل من الإستخبارات والخدمات اللوجستية. العدد يتراوح من مئات الى ألاف القوات بتكلفة متفاوتة وفقاً لذلك, لكن تقدر مبدئيا بـ 500$ مليون سنوياً. الخيار يحتاج الى مناطق آمنة خارج سوريا بالإضافة إلى دعم من شركائنا الإقليميين. مع مرور الوقت, التأثير سيحسن إمكانات المعارضة. الأخطار تتضمن حصول المتطرفين على إمكانات إضافية وهجمات إنتقامية على الحدود وهجمات داخليةأو ربط غير متعمد بجرائم الحرب بسبب الصعوبات الدقيقة.
القيام بضربات محدودة عن بعد. هذا الخيار يستخدم قوة مميتة لضرب المواقع التي تمكن النظام من القيام بعملياته العسكرية ونشر الأسلحة المتطورة والدفاع عن نفسها. الأهداف المحتملة تتضمن الدفاع الجوي المهم للنظام والسلاح الجوي والأرضي والصاروخي والقوة البحرية. كذلك منشآت الدعم العسكري والنقط الإدارية. النظام الجوي والصاروخي عن بعد يمكن إستخدامه لضرب المئات من الأهداف بالوقت الذي نختاره. متطلبات القوة تتضمن مئات الطائرات, السفن, الغواصات, وإمكانات مساعدة أخرى. اعتماداً على المدة قد تصل التكلفة الى المليارات. ومع مرور الوقت, سيكون التأثير مهماً على الحط من قدرة النظام وزيادة الانشقاق في قواته. هنالك خطر من صمود النظام جراء عدد محدود من الضربات عن طريق نشر مدخراته. أيضاً هناك إحتمالية ضربات إنتقامية, وهناك إحتمال أن يصل تأثير الضرر إلى المدنيين والأجانب داخل البلد.
فرض منطقة حظر الطيران. هذا الخيار يستخدم قوة مميتة لمنع النظام من استخدام طائرات عسكرية للقصف والإمداد. حيث سيمتد التفوق الجوي فوق سوريا عن طريق إضعاف تقدم النظام وإدماج نظام دفاع جوي. الذي سيقوم أيضاً بإسقاط طائرات العدو وضرب المطارات والطائرات على الارض والبنية التحتية الداعمة. سنحتاج الى المئات من الطائرات على القواعد البرية والبحرية ودعم عسكري ذكي والكتروني ومساعدات للتزود بالوقود والاتصالات. مبدئياً تقدر التكلفة بنحو 500$ مليون ويبلغ متوسط التكلفة بمقدار مليار دولار شهرياً على مدار السنة. التأثير سيتضمن بالأغلب تدمير شبة كامل لمقدرة النظام على قصف معاقل الثوار وتعزيز قواته من الجو. الأخطار تتضمن خسارة الطائرات الأمريكية والذي يعني الحاجة الى إدخال قوات إستعادة الأفراد. وقد تفشل في تقليل العنف أو قلب تيار الحرب لأن النظام يعتمد بالأغلبية الساحقة على النيران السطحية مثل قذائف الهاون والمدفعية والصواريخ.
فرض منطقة عازلة. هذا الخيار يستخدم قوات مميتة وغير مميتة لحماية المناطق الجيوغرافية, بالأغلب على طول الحدود التركية والأردنية. المعارضة قد تستخدم هذه المناطق للتدريب و التنظيم. هذه المناطق يمكن أن تخدم كأماكن آمنة لتوزيع المعونات الإنسانية. القوة المميتة ستكون لازمة لحماية هذه المناطق من سلاح الجوي, الصاروخي والهجمات الأرضية. والذي سوف يحتم فرض منطقة حظر الطيران, مع الموارد اللازمة والمرتبطة بها. سنحاج أللاف من القوات الأرضية الأمريكية حتى لو تمركزنا خارج سوريا, لدعم من يدافع عن هذه المناطق جسمانياً. فرض منطقة حظر جوي مرفقة مع القوات الأرضية الأمريكية سيرفع التكلفة الى أكثر من مليار دولار شهرياً. مع مرور الوقت سيكون التأثير تحسين إمكانات المعارضة. وقد يقلل المعاناة الإنسانية, وسيزيح بعض الضعظ عن الأردن وتركيا. الأخطار مثل أخطار منطقة حظر الطيران مع المشاكل المضافة بسبب أن الأسلحة الأارضية للنظام قد تستهدف المناطق لتقتل المزيد من المدنيين بسبب تركزهم في هذه المناطق. وقد تصبح هذه المناطق قواعد تشغيلية للمتطرفين.
التحكم بالأسلحة الكيميائية. هذا الخيار سيستخدم قوة قاتلة لمنع إستخدام وتوزيع الأسلحة الكيميائية. سنفعل ذلك عن طريق تدمير أجزاء كبيرة من مخازن سوريا, عن طريق اعتراض حركتها وتوصيلها أو عن طريق حجز وتأمين عناصر البرنامج. كحد آدنى, هذا الخيار سيحتاج الى منطقة حظر طيران بالإضافة إلى ضربات من سلاح الطيران والصواريخ والذي يتضمن المئات من الطيارات, السفن, الغواصات ووسائل المساعدة الآخرى, وآلاف من قوات العمليات الخاصة والقوات الأرضية الآخرى ستكون لازمة للهجوم وتأمين مواقع حساسة. متوسط التلكفة الشهرية أيضاً أكثر من مليار دولار شهرياً. التأثير سيكون السيطرة على بعض وليس كل الأسلحة الكيميائية. وسيساعد بمنع توزيع الأسلحة في أيدي المجموعات المتطرفة. عدم مقدرتنا على السيطرة الكاملة لمخزون سوريا وعلى نظام التوصيل سيمكن المتطرفين من الوصول بشكل أسهل لتلك الأسلحة. الأخطار مثل أخطار فرض الحظر الجوي بالإضافة إلى الخطر على القوات الأمريكية على الأرض.
معظم الأحيان, هذه الخيارات تأخد بعين الاعتبار فردياً. لكن من الأفضل أن يتم تقييم هذه الخيارات ومناقشتها في سياق استراتيجية الحكومة الشاملة لتحقيق أهداف سياستنا بالتنسيق من الحلافاء والشركاء. حتى هذه اللحظة, لقد دعمت الحل الإقليمي الذي سيعزل الصراع لتجنب زعزعة الإستقرار الإقليمي وتوافر الأسلحة. في نفس الوقت, يجب أن نساعد في تعزيز المعارضة المعتدلة بما فيها إمكاناته العسكرية مع إستمرارية الضغط على نظام الأسد.
جميع هذه الخيارات ستقوم بالأغلب بتعزيز الهدف العسكري المحدود بمساعدة المعارضة وزيادة الضغط على النظام. لقد تعلمنا في 10 سنوات السابقة. بالرغم عدم كافية تغيير ميزان القوة العسكرية ببساطة بدون آخد الاعتبار بعناية عن ما هو لازم للحفاظ على دولة عاملة. يجب علينا أن نتوقع ونستعد للعواقب الغير مقصودة لأفعالنا. هل يجب أن تنهار مؤسسات النظام في غياب معارضة فعالة, قد نتمكن من غير قصد المتطرفين أو نطلق العنان للأسلحة الكيميائية التي نحاول السيطرة عليها.
أعلم بأن لا أحد منا يستخف بقرار إستخدام القوة.حيث أنه فعل حرب. أثناء تفكيرنا بخياراتنا, يجب أن نكون قادرين على أن نتحلى ببعض الثقة أن استخدام القوة سيدفعنا تجاه النتيجة المقصودة. يجب علينا ايضاً أن نفهم أن الخطر ليس تجاه قوتنا قفط بل تجاه مسؤولياتنا العالمية الآخرى. هذا أمر حساس بشكل خاص فنحن نخسر إستعدادنا بسبب التخفيضات في الميزانية والشك المالي. بعض الخيارات قد لاتكون ملائمة في هذا الوقت أو قد تعرض أمننا في مكان آخر للمساومة. عندما نأخذ الاجراءات يجب أن نستعد لما سيأتي بعد “للعواقب”. من الصعوبة تفادي التورط العميق ويجب علينا أيضاً العمل وفق القانون الى أقصى حد ممكن مع اتفاق الحلفاء والرفاق لمشاركة الأعباء وترسيخ النتيجة.
شكراً جزيلاً لهذه الفرصة لمشاركة تقييمي. قد تم عرض هذه النسخة السرية للخيارات الموصوفة هنا على هيئة الأمن القومي الأمريكي للنظر فيها من قبل الرئيس والمدراء. وقد عرضت أيضاً على الكونغرس الأمريكي خلال عدة موجزات, بما فيه واحد مؤخراً زودت من مساعد رئيس هيئة الأركان المشتركة.
مارتن ديمبسي
جنرال في الجيش الأمريكي