رمضان شمال غرب سوريا: كثير من المعاناة وقليل من بهجة
على الرغم من تردي الأوضاع الاقتصادية لغالبية سكان المخيمات، فإن كثيراً من العادات والتقاليد المرتبطة بشهر رمضان ما يزال "يتمسك بها سكان المخيمات، [من قبيل] تبادل العزائم والزيارات والسكبة.
13 أبريل 2021
عمّان – استقبل السوريون اليوم شهر رمضان العاشر منذ انطلاق الثورة السورية في آذار/ مارس 2011، في وقت تتفاقم فيه معاناتهم مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية وشحها، متضافراً ذلك مع تراجع المساعدات الدولية، وآثار جائحة وباء كورونا (كوفيد-19).
وفيما تطال نتائج الأزمة الاقتصادية المتفاقمة المواطنين على امتداد الارض السورية، تظل مخيمات النازحين شمال غرب البلاد الأشد معاناة، بحيث يبدو “رمضان هذا العام غير الأعوام السابقة”، على حد وصف مهند الزين، أحد سكان مخيم أطمة شمال إدلب، وقد “بلغت معاناة الناس ذروتها بسبب ارتفاع الأسعار، لاسيما مع دخول رمضان”.
لتوضيح ارتفاع الأسعار، يضرب الزين مثالاً بتغير أسعار لحم الخروف خلال الأيام الأخيرة التي سبقت رمضان. إذ “ارتفع سعر كيلو لحم الخاروف من 45 ليرة تركي [18,200 ليرة سورية بحسب سعر الصرف في السوق الموازية، والبالغ 403 ليرات سورية لكل ليرة تركية] إلى 55 ليرة تركي اليوم”.
ومع أن المنظمات الإنسانية العاملة في مخيمات أطمة، وزعت قبل يومين السلال الغذائية الشهرية على السكان، إلا أن كون هذه السلال لا تغطي احتياجات العائلات، فقد اضطر الكثير منها إلى بيع السلال بقرابة 190 ليرة تركية، لشراء حاجيات أخرى أساسية، بحسب ما قال الزين لـ”سوريا على طول”.
وقبل ساعات من موعد إفطاره في اليوم الأول من رمضان هذا العام، دفع الزين، كما قال، 60 ليرة تركية لأجل مائدة الإفطار، والتي شملت ثلاثة كيلوات ونصف الكيلو من الكوسا، وربع كيلو من اللحمة، وكيلو لبن، ونصف كيلو خيار ومثله من البندورة.
لكن على الرغم من تردي الأوضاع الاقتصادية لغالبية سكان المخيمات، فإن كثيراً من العادات والتقاليد المرتبطة بشهر رمضان ما يزال “يتمسك بها سكان المخيمات، [من قبيل] تبادل العزائم والزيارات والسكبة [تبادل أطباق المأكولات والمشروبات]”، بحسب الزين. مستدركاً بأن “الوضع الاقتصادي أثر على نوعية الأكل. فمثلاً، العائلة التي كانت تشتري كيلو لحمة، أصبحت تستبدله بربع كيلو، أو تستبدل لحم الخاروف بالدجاج”.