“سوريا على طول” تخرج الدفعة التاسعة من الصحفيين
خرجت منظمة سوريا على طول دفعتها التاسعة من الصحفيين السوريين […]
17 يناير 2018
خرجت منظمة سوريا على طول دفعتها التاسعة من الصحفيين السوريين الطموحين، يوم الأحد، بعد إكمال دورة مدتها ثلاثة أشهر حول أساسيات الصحافة، والتي أقيمت في مكتبنا بالعاصمة الأردنية عمان.
وخلال عدة محاضرات استمرت لأسابيع تعلم متدربو الدورة الأخيرة، المؤلفة من 12 متدرباً (6 ذكور و6 إناث)، كيفية إعداد تقارير موضوعية وشفافة، ومن ثم انتقلوا إلى التطبيق العملي من خلال العمل جنباً إلى جنب مع موظفي سوريا على طول الأمريكيين والسوريين.
وينحدر المتدربون، المقيمون حالياً في عمان، من أماكن مختلفة من سوريا بما في ذلك دمشق، درعا، اللاذقية، وحمص كما أنهم ينتمون إلى خلفيات دينية وثفافية واقتصادية مختلفة الشيء الذي انعكس إيجابياً على تغطية سوريا على طول.
وانطلق برنامجنا التدريبي الحالي بدعم من وزارة الخارجية الأمريكية، وتدرب سوريا على طول الصحفيين منذ عام 2014، كما أن معظم موظفينا الحاليين هم متدربين سابقين.
وفي الواقع، فإن 60 في المائة من خريجي سوريا على طول يعملون الآن في مجال الصحافة والإعلام.
ومن داخل غرفة أخبار سوريا على طول قمنا بمقابلة بعض الشباب والشابات ممن ساهموا بإعداد التقارير التي نشرناها خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
تقديم الشهادات لمتدربون سوريا على طول، يوم الأحد. تصوير Aaron Weintraub/سوريا على طول.
مها محمد، 25 سنة، أول صحفية من مدينة اللاذقية الواقعة على طول الساحل الشمالي الغربي لسوريا، درست القانون الدولي وحقوق الإنسان في جامعة دمشق قبل أن تأتي مع عائلتها إلى الأردن عام 2013.
قالت مها “القانون لا يتعلق مباشرة بالصحافة، ولكن عندما يرتبط الأمر بقانون حقوق الإنسان يصبح الإعلام جزء أساسي من [حماية] حقوق الإنسان، وباعتقادي أن حقوق الإنسان والصحافة مرتبطين ببعض حالياً في سوريا، خاصة بمرحلة الحرب”.
ساهمت مها، خلال فترة جودها مع سوريا على طول، بإعداد العديد من التقارير الهامة ومنها تقرير نشر في تشرين الثاني حول هدم الحكومة السورية عشرات المنازل في مخيم للاجئين الفلسطينيين في مدينة اللاذقية، حيث ترك سكان المخيم بلا مأوى، وفقاً لماً ذكرته سوريا على طول في وقت سابق.
تعتبر مها واحدة من السوريين القلائل الذين ينتمون إلى الطائفة العلوية في الأردن، ومنحتها خلفيتها بعض المزايا وبعض التحديات حيث كان لديها إمكانية معينة للوصول إلى مصادر في مناطق سوريا لا يمكن لأصدقائها الوصول إليها، لكنها كانت أيضا ضحية الطائفية، وتعمل مها اليوم مع المنظمات الإنسانية التي تدعم اللاجئين في عمان، الأردن.
ما دور الصحافة المحايدة في سوريا من وجهة نظرك؟
للإعلام دور كبير في سوريا الآن، حيث يجب على وسائل الإعلام أن تنقل الصورة الكاملة لما يحدث من تفاصيل وأرقام والأشخاص المشاركين في القتال والأماكن التي لم نسمع عنها من قبل.
هناك أشخاص لا يعرفون سوى القليل عن الصحافة ولم يعملوا أبداً في وسائل الإعلام، ولكنهم أجبروا على أن يصبحوا نشطاء أو صحفيين (بسبب الحرب) لأن الوضع الحالي يجبرك على التقاط الكاميرا أو كتابة تقارير لتنقل ما يحدث.
هل تعتبرين نفسك واحدة من هؤلاء الناس الذين أجبرهم الوضع أن يصبحوا صحفيين؟
لا لست كذلك، داخل سوريا كنت طالبة، ولكن خارج سوريا، نعم. عندما غادرت سوريا بدأت العمل مع اللاجئين في الأردن، وأردت أن أنقل للعالم ما يحدث معهم، وأثناء العمل مع سوريا على طول شعرت بأنه من واجبي نقل ما يحدث داخل سوريا أيضاً وليس فقط مع اللاجئين.
باعتبارك من خلفية اجتماعية ودينية معينة، كيف أثر ذلك على عملك كصحفية؟
لأنني من طائفة معينة من الساحل السوري، يمكنني الوصول إلى مصادر في اللاذقية كان من الصعب على زملائي أن يصلوا إليها.
لدي أيضاً أقارب ومعارف في جميع مناطق سوريا، وكنت أستطيع أن أحصل على مصادر منهم جميعاً، وكنت موثوقة من كلا الجانبين، والدتي من درعا وعاشت هناك لمدة معينة، مما مكنني من الحصول على الأخبار من معارفي هناك أيضاً .
وبما أن اسمي هو “كذا وكذا” وأنا من اللاذقية، كان من السهل بالنسبة لي أن أحصل على المعلومات من هناك.
هل واجهتك مشكلات بسبب الخلفية الخاصة بك؟
كان هناك بعض الصعوبات عندما كنت أتحدث إلى بعض السكان في اللاذقية خصوصاً عند طرح أسئلة حساسة وخاصة وهم يعلمون أنني في الأردن.
وبما أن والدتي من درعا وكنا نعيش هناك لفترة من الوقت فكان بعض سكان اللاذقية يعتبرونني في منطقة معادية، أما الاشخاص المقربين لي كانت الثقة موجودة بيننا وكانوا يتعاونون معي.
أما في الأردن، واجهت بعض الصعوبات مع بعض الأشخاص، فكان الكثير من الناس يبتعد عني ولا يثق بي في بداية الأمر، ويقولون أن لدي مصادر من النظام فقط، ولكن مع مرور الوقت تغيرت وجهة نظرهم.
هل تنوين مواصلة العمل كصحفية؟
على الرغم من كل التحديات، نعم.
ربما تدريب واحد لا يكفي حتى أطلق على نفسي اسم صحفية محترفة، لكن هذا التدريب علمني أساسيات ومبادئ هذا المجال.
عمر البلخي، 32 عاماً
عندما اندلع الصراع في مدينة درعا منذ سبع سنوات، كان سلاح عمر الوحيد هاتفه الخلوي، وقال عمر “كنت ناشطاً ولم يكن لدي أي خلفية عن الصحافة، وأردنا أن نبث ما يحدث من خلال هواتفنا الخليوية”.
عمل عمر كمصور في درعا حتى عام 2013، إلى أن أصيب بقذيفة دبابة أثناء الإبلاغ عن هجوم للقوات الحكومية بالقرب من الحدود الأردنية وفقد عمر ساقيه وتم نقله إلى الأردن لتلقي العلاج.
واليوم يعمل عمر كصحفي مستقل في الأردن، وكان يتابع عن كثب التطورات في جنوب سوريا خلال الفترة التي قضاها في سوريا على طول، كما كان متدرباً نشطاً من غرفة الأخبار لدينا.
لماذا بدأت العمل كصحفي؟ كيف يختلف العمل في سوريا عن العمل في الأردن؟
في سوريا، كنت ناشطاً ولم يكن لدي أي خلفية في الصحافة ولم يكن لدي خبرة بكتابة التقارير الدقيقة، وكان عملنا عشوائياً إلى حد ما أو بدأ بشكل عشوائي.
كنت فقط أسرد مايحدث عن طريق الهاتف، وكنا كنشطاء نجهز التقرير ثم نتواصل مع الصحفيين الذين سيستخدمون تلك الصور والفيديوهات لاحقاً.
لم يكن لدي أي فكرة أنني سأواصل العمل في هذا المجال، ولم أكن أتوقع بأنني سأستمر في حضور دورات وأصبح صحفياً بالفعل.
عندما بدأت التدريب في سوريا على طول كان هناك فرق كبير بطريقة العمل، حيث كان العمل هنا منظماً، بينما كان ارتجالياً في السابق حيث لم يكن لدي أسلوب الصحفي أو حس صحفي. كنا ننقل الأخبار أو الصورة كما هي، ولكن عندما تدربت في سوريا على طول، أدركت الكثير من الأخطاء التي كنا نرتكبها [عندما كنا نشطاء] فيما يخص التصوير و حقوق النشر.
ماذا تعني بأخطاء تخص التصوير؟
عندما تنشر شيئاً عن وضع إنساني مثل صور للأشخاص تعرضوا للتعذيب أو القصف أو صور القتلى فهذه الصور ليست ملكاً لنا وكنا ننقلها بشكل عادي دون التفكير ما اذا كان هذا الشيء صحيحاً أو خطأ.
والآن بدأت العمل بدقة أكثر، هناك صور لا ينبغي نشرها لحماية خصوصية الناس وحقوقهم، ولا سيما صور الجرحى أو القتلى.
بالإضافة للاخبار الكتابية، كنا نكتفي بمصدر واحد عندما كنا ننقل أي خبر، حتى لو لم أكن موجوداً أثناء وقوع الحدث كنا نتواصل مع مصدر واحد فقط ونستخدم المعلومات التي منا نعرفها سابقاً.
هنا في سوريا على طول فالأمر مختلف، فيجب أن نحصل على عدد من المصادر، وتحديداً الناس الذين كانوا هناك أثناء وقوع الحدث أو الذين تأثروا به، بدلاً من الأشخاص الذين سمعوا عن الحدث وهذا فرق كبير.
هل ترى هذا إيجابياً أم سلبياً؟
إيجابي بالتأكيد، لأنني أصبحت أنقل الأخبار بدقة أكثر، وأصبح الخبر غني بالأحداث، وفيه دقة ومصداقية، وهذا يعني أصبحنا نتحرى عن الخبر أكثر من الأول.
هل تشعر أنك تخدم بلدك بشكل اكبر من خلال هي المهارات الجديدة يلي تعلمتها؟
بالتاكيد. الصحافة مهمة للغاية في أي بلد وخاصة في بلد مثل سوريا، فإذا لم تكن الصحافة موجه بطريقة صحيحة تفيد السوريين بشكل عام ستكون سلبية جداً، واذا كانت الصحافة موجهة لجهة خاطئة ستؤثر على جميع السوريين، وبالنسبة لنا إذا تحسنت الصحافة فإنها تعود بالفائدة على السوريين بشكل عام.
ولهذا السبب، يجب على الصحفي أن يكون دقيقاً في عمله، ومحايداً يقف على مسافة واحدة من الجميع، ويكون أيضاً مبدعاً وإيجابياً وموثوقاً.
آلاء مكاوي 18 عاماً
آلاء أحد أصغر المتدربين في سوريا على طول، غادرت مدينة حمص عام 2012، وجاءت مع عائلتها إلى عمان، الأردن، حيث عاشت فيها منذ ذلك الحين.
أنجزت آلاء دراستها الثانوية في الأردن، ثم تقدمت بطلب للحصول على التدريب في سوريا على طول وقالت إنها تأمل أن تعمل معنا وبصفتها صحفية ستكون قادرة على تسليط الضوء على ما يحدث في بلدها، سواء إن كانت الأخبار جيدة أو سيئة على حد قولها.
ما هي المقابلات والتقارير التي استمتعت بالعمل عليها؟ هل كان هناك أي عمل تقتخري بأنجازه ؟
هناك تقرير نقص الإمدادات الطبية في الغوطة الشرقية، كان التقرير الأول الذي شاركت بكتابته.
أتذكر أنني من أجل إعداد هذا التقرير تحدثت مع امرأة شابة، اسمها روان، كانت تعاني من شلل دماغي، وهي واحدة من القصص التي أثرت بي كثيراً، وأنا فخورة جداً لكتابتها.
لماذا أثرت قصة روان بك؟
لأنني عندما تعمقت بتفاصيل حياة هذه الفتاة، استطعت أن أشعر وأتفهم وضعها تماماً، ولم يكن هناك علاج [للشلل الدماغي] إلا خارج الغوطة الشرقية، التي هي محاصرة بشكل كامل، وعندما رأيت [صور] منزلها وكيف يعيشون، أدركت مدى صعوبة وضعهم بالفعل.
ما هي التحديات التي واجهتها أثناء تغطية الحرب في سوريا؟
واجهت صعوبة في بناء الثقة مع جهات الاتصال وإيجاد مصادر موثوقة، لأنه بطبيعة الحال نحن بحاجة أيضاً إلى الحصول على تصريحات من أكثر من جانب لتأكيد الأمور، هنا كنا نواجه بعض صعوبات لأن بعض المصادر قد لا ترغب في التصريح. ، بالإضافة إلى صعوبة التواصل من خارج سوريا.
كما أن المشكلة العامة كانت مشكلة الاتصال بالإنترنت في الداخل.
ترجمة : بتول حجار