“سوريا على طول” تطلق “شتات”: بودكاست يكشف دور قوانين “لم الشمل” الأوربية في تفريق العائلات السورية
"شتات"، بودكاست من إنتاج "سوريا على طول"، يقدم صورة حميمية لألم وغضب الأمهات والآباء والأبناء والبنات، الذين وقعوا في "كابوس بيروقراطي"، بعد أن رفضت سلطات الهجرة الأوروبية طلبات لم شمل عائلاتهم.
12 يناير 2023
بيروت- يقضي الشاب خالد وقته ملازماً هاتفه، وهو وسيلة الاتصال الوحيدة التي يتحدث بها اللاجئ السوري المقيم في بلجيكا إلى ابنته، ذات الثلاثة أعوام، المقيمة في تركيا، وكلاهما لم يلتقيا قط.
في ألمانيا، تدخل آلاء، ذات 23 ربيعاً، عامها الثامن بعيدة عن والديها المقيمين في لبنان. لم تستقر العائلة بعد، وما تزال تحلم بـ”لم الشمل” وإيجاد “وطن” لهم في أوروبا يحتضنهم جميعاً.
إلى الدنمارك، كسبت نسرين معركتها القانونية للبقاء، واستعادت إقامتها في بلد لجوئها، بعد أن كادت تفقدها بذريعة أن دمشق “آمنة” للعودة، لكنها ما تزال تكافح من أجل استقدام ابنتها نادين، ذات العشرين عاماً، التي كانت في الثانية عشرة عندما تركتها أمها.
منذ عام 2011، فرّ أكثر من 6.6 مليون سوري من الحرب والاضطهاد في بلادهم، منهم أكثر من مليون سوريّ بحثوا عن الأمان في أوروبا، وكان يأمل كثير من هؤلاء باستقدام أفراد أسرتهم لاحقاً. لكن، بالنسبة للبعض، حالت القيود المتزايدة دون إمكانية “لم شمل” الأسرة.
“شتات”، بودكاست من إنتاج “سوريا على طول”، يقدم صورة حميمية لألم وغضب الأمهات والآباء والأبناء والبنات، الذين وقعوا في “كابوس بيروقراطي”. تروي خمس عائلات قصصها، وكيف عاشت سنوات من البعد، نتيجة رفض طلبات “لم شمل” الأسرة من قبل دول أوروبية، مثل: الدنمارك، ألمانيا، السويد، وبلجيكا.
كيف تستمر الحياة عندما يفرّق “خطاب رفض” من سلطات الهجرة بين أفراد العائلة؟، وماذا يحدث لأولئك الذين تخلّفوا عن الركب؟
“شتات” قصص انتظار ومعارك غير منتهية، قصص عائلات تأثرت سقطت من خلال تصدعات أنظمة اللجوء الأوروبية، ولكنها لم تتخلّ عن آمالها في لم شملها، والبحث عن حياة موازية للحياة الطبيعية، عبر إجراء محادثة صباحية في المطبخ أثناء الإفطار، أو تناول الكعك معاً في عيد ميلاد.
ابتداء من 16 كانون الثاني/ يناير، سيتم إطلاق نسختين باللغتين العربية والإنجليزية من حلقات البودكاست الخمس، على الموقع الإلكتروني لـ”سوريا على طول”، ومنصتيّ “ساوند كلاود” و”جوجل بودكاست”.
“شتات” هو الموسم الثاني من بودكاست “قيد” لـ”سوريا على طول”. من إعداد أليثيا مدينا، وتحرير ماتيو نيلسون وعمار حمو، والرسم لرامي خوري، والموسيقى التصويرية لإيلي إسحاق وكارول أبي غانم. تم إنتاج هذا الموسم من البودكاست بدعم مالي من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية (EED)، وتتحمل “سوريا على طول” وحدها مسؤولية المحتوى، الذي لا يعكس بالضرورة آراء الجهة المانحة.