سيطرة النظام على القلمون شيء مخيف، مخيف جداً
تشرين الثاني/نوفمبر 25، 2013 منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 15، شهدت […]
25 نوفمبر 2013
تشرين الثاني/نوفمبر 25، 2013
منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 15، شهدت جبال القلمون السورية إشتباكات عنيفة على نحو متزايد في حين تسعى حكومة الأسد بالتقدم إلى المنطقة الحيوية من الناحية الإستراتيجية على طول الحدود السورية اللبنانية وتأمين طريق من دمشق للموالين في اللاذقية ، على ساحل البحر المتوسط، في الوقت نفسه الثوار يحتاجون إلى المنطقة بسبب قربها من البلدات السنية عبر الحدود اللبنانية، وبها طرق الإمداد لأجزاء سوريا الأخرى. تجمع عشرات الآلاف من قوات الثوار في منطقة القلمون بعد هزيمتهم بمدينة القصير الحدودية في 8 حزيران، ليستعدوا لهجوم النظام.
بعد جملة جوية ومدفعية إستمرت لمدة خمسة أيام، تحركت قوات الحكومة إلى بلدة قارة، التي تقع غرب طريق دمشق-حمص السريع. أثار الهجوم الصرخات الإنسانية، حيث إضطر ما يقارب 18,000 مواطن سوري للفرار عبر الحدود اللبنانية إلى قرية عرسال السنية. ودافعت قوات الثوار مرة أخرى يوم الأربعاء، وإدعوا السيطرة الجزئية على بلدة دير عطية، عشرة كيلومترات جنوب قارة على طريق دمشق-حمص السريع الذي يحافظ عليه النظام منذ بداية الثورة.
تحدث محمد ربيع من سوريا على طول مع عامر، 23 المتحدث الإعلامي بإسم مركز القلمون الإعلامي المعارض، عن تداعيات سيطرة النظام على المنطقة الحدودية والمخاوف في المعارضة السورية.
س. ماذا تعني خسارة القلمون للجيش الحر؟
خسارة القلمون هي خسارة الخط الخلفي للثورة في العاصمة وريفها ولن يعد هناك من يحمي الخط الخلفي للثوار في العاصمة، وإن النظام يسعى لمنع امتداد الجيش الحر باتجاه العاصمة.
لكن لن يستطيع النظام السيطرة على القلمون. سيطرة النظام على القلمون شيء مخيف، مخيف جداً.
س. ما أهمية قاره بالنسبة لجيش النظام؟ لماذا شن النظام حملة عسكرية عليها؟
النظام الآن يسعى إلى النصر مهما كان، وكما نلاحظ أن هناك ضخ إعلامي كبير “لمعركة القلمون”،كما حدث في معركة القصير. كان هناك جنيف 1، ولكن عندما انتصر النظام وسيطر على القصير وقدم نفسه على أنه سيد الأرض وسيد الموقف العسكري، فشل جنيف 1.
يسعى الأسد لتحقيق الأمر نفسه، فإنه يسعى للحصول على أكبر قدر من النصر العسكري ليعيد السيناريو نفسه. وإذا كنت تلاحظ أنه الآن عندما يسيطر على أي مكان، حتى وإن كان حارة في مدينة، فإنه يجعل لها ضجة إعلامية كبيرة.
س. لماذا يحرز النظام تقدم عسكري كبير وملحوظ في الآونة الأخيرة، هل هناك استراتيجيات جديدة من قبله؟
هناك الكثير من الخيانات التي تحدث في الجيش الحر من قبل كتائب – أنا لا أعتبرها من الجيش الحر – هي من أعمال النظام (كتائب تابعةللمخابرات بالكامل وهي من صنع النظام، ففي المعارك تقوم هذه الكتائب بالانسحاب من إحدى الجبهات المسؤولة عنها، فيصبح الظهر مكشوفاً لقوات النظام وبالتالي نخسر المعركة).
مقاتل من المعارضة في كهف بجبال القلمون. حقوق نشر الصور لـ تنسيقية القلمون
س. ماذا يحدث الآن في القلمون؟
الآن هناك اشتباكات عنيفة جداً على الأوتوستراد الدولي دمشق-حمص. أعلن الجيش الحر أن الأوتوستراد أصبح منطقة عسكرية، ويعد هذا الأوتوستراد شريان النظام الحيوي والوحيد.
سابقاً إذا أُطلقت رصاصة واحدة على هذا الأوتوستراد من قبل الجيش الحر فكان النظام يحرم القرى التي تقع على الطريق من المواد الغذائية (طحين، مازوت) لمدة العشرة أيام تقريباً.
س. ماذا حدث في قارة؟ متى؟ ولماذا؟
حدثت خيانة للجيش الحر، هي التي سمحت للنظام بالسيطرة عليها. قارة هي نقطة ضعف بالنسبة لمنطقة القلمون وهي منطقة كلها مدنيين ولم يكن فيها تركيز على الأمور العسكرية ويوجد فيها الجيش الحر بأعداد قليلة ولم تكن جاهزة للمواجهة. بدأ النظام حملته العسكرية في 15 تشرين الثاني، يوم الجمعة، من عدة جبهات،ولكن منجهة لبنان هي محررة وتحت سيطرت الجيش الحر وصعبة الاختراق لأنها جبال. حاوطت قوات النظام المدينة من جهة الأوتوستراد الدولي، ومن الجهة الشمالي عناصر من حزب الله اللبناني التي شاركت في الاقتحام، وكانت هي أخطر جبهة على المدينة.
كان هناك كتيبة لجيش الإسلام وهي المرابطة على الجبهة الشمالية (المسؤولة عن حمايةالجهة الشمالية)، أما الجهات الأخرى فتولتها الكتائب الأخرى. الذي حدث هو أن كتيبة جيش الإسلام انسحبت وأخذت معها قاعدة الكونكورس، ولم يعلم أحد لماذا انسحبت؟ هذه خيانة! أن تنسحب دون أن تخبر أحد بانسحابك وأن تأخذ معك قاعدة الكونكورس التي كانت أساس الدفاع في قاره. طلبنا من جيش الإسلام أن يعطينا قاعدة الكونكورس ولكنه لم يوافق ولهذا أصبح هناك إشارات استفهام حوله.
التفت دبابات النظام حول قارة بالإضافة إلى القصف الكثيف لصواريخ أرض-أرض، فأصبح الوضع صعب جداً فاضطر كل الثوار إلى الانسحاب.
س. أين مدنيين قاره الآن؟
هربوا إلى عرسال في لبنان ودير عطيةبأعداد كبيرة جداً.