شمال حلب: تقلص مساحة سيطرة الثوار بعد تقدم تنظيم الدولة
واصل الثوار السوريون القتال في ريف حلب الشمالي، للحفاظ على [...]
1 يونيو 2016
واصل الثوار السوريون القتال في ريف حلب الشمالي، للحفاظ على مناطقهم، يوم الثلاثاء، وذلك بعد فقدان جزء كبير من أراضيهم أثر هجوم مفاجئ يشنه تنظيم الدولة منذ يوم الجمعة.
وبدأ مقاتلوا تنظيم الدولة هجومهم، يوم الجمعة، باتجاه الغرب بدءاً من معاقلهم شمال شرق مدينة حلب وسيطروا على عدة قرى من المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل الجيش الحر والفصائل الإسلامية بالقرب من مدينة اعزاز، جنوب الحدود التركية.
كما استطاعوا قطع الجزء الشمالي المتمثل بمدينة اعزاز، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، عن مدينة مارع، الواقعة على بعد 20 كم شمال مدينة حلب، وعن بلدة الشيخ عيسى المجاورة، يوم الجمعة.
وسلمت فصائل الثوار المتواجدة في الشيخ عيسى البلدة، يوم السبت، إلى قوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف، متعدد الاعراق، تقوده وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، المتمركزة شمال غرب مدينة حلب. ونتيجة لذلك، أصبحت مارع حاليا عبارة عن جزيرة للثوار محاطة بقوات سوريا الديمقراطية من الغرب، وتنظيم الدولة من الشمال والشرق والجنوب.
إلى ذلك، قال أحد المقاتلين، المتواجدين في مدينة مارع والذي طلب عدم الكشف عن هويته، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، إن وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، دعت فصائل الثوار إلى تسليم المدينة، مضيفاً “يأتي الضغط على الثوار من تنظيم الدولة من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية من جهة اخرى, والوضع صعب جداً”.
الصورة: هروب المدنيين من مناطق سيطرة المعارضة إلى مناطق الأكراد. الصورة من صفحة Mustefa Ebdi
وأكد المقاتل، أن مقاتلي المعارضة حالياً “يحاولون فك الحصار عن مارع” من الشمال.
وتعود العداوة بين فصائل الثوار في مارع وقوات سوريا الديمقراطية، منذ اعلان تشكيل الأخيرة، في أواخر عام 2015. وفي شهر شباط الماضي، شنت كل من قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة هجمات منفصلة، على مدينة مارع، الخاضعة لسيطرة الثوار، من ثلاثة اتجاهات، وذلك بعد رفض الفصائل عرضاً قدمته قوات سوريا الديمقراطية، يتضمن تسليم المدينة دون قتال، وذلك حسب تقرير نشرته سوريا على طول، في وقت سابق.
وأضاف المقاتل، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن “الثوار لن يتنازلوا عن مارع حتى الرمق الأخير”.
مناشدات غير مستجابة
مع تقدم عناصر تنظيم الدولة إلى الجهة الشرقية، أصبح أكثر من 100 ألف شخص، ممن بقي في اعزاز، محاصرين لا مفر لهم تزامناً مع اغلاق الحدود التركية من الشمال.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى مناطق سيطرة الأكراد من الغرب والجنوب، يوم الأحد، رداً على قصف المعارضة لمنطقة الشيخ مقصود في حلب، ذات الغالبية الكردية، نهاية الأسبوع.
ولم يعد باستطاعة المدنيين الهروب من مناطق سيطرة التنظيم إلى مدينة اعزاز أو الاقتراب منها، بعد أن أصدرت المحكمة الشرعية في مدينة اعزاز، الأحد، قراراً نص على منع دخول النازحين إلى المنطقة خوفاً من تسلل خلايا تابعة لتنظيم الدولة.
إلى ذلك، قال يعقوب الحلو، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، في بيان نشر يوم الاثنين “إننا ندعو جميع أطراف النزاع إلى العمل على ضمان عدم إعاقة حركة المدنيين وحمايتهم أثناء محاولتهم الوصول إلى الأمان”.
بدوره، قال كيفن كينيدي، منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأزمة السورية، في البيان نفسه “نذكر جميع أطراف النزاع، وأولئك ممن لهم تأثير عليه، بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بحماية المدنيين”.
ترجمة بتول حجار