3 دقائق قراءة

صحفي من مناطق تنظيم الدولة: نقل ما يجري يستحق أن أضحي بحياتي

قبل ثلاثة شهور، نفد صبر مجاهد الشرقي، وما عاد يطيق […]


14 ديسمبر 2015

قبل ثلاثة شهور، نفد صبر مجاهد الشرقي، وما عاد يطيق الحياة تحت حكم تنظيم الدولة، وهو  صحفي ميداني، أخذ على عاتقه مهمة فضح جرائم التنظيم في بلدته الواقعة بريف دير الزور الشرقي.

بدأ الشرقي بالتواصل مع سوريا على طول في أواخر 2014، ولكنه انقطع عن الاتصال منذ ثلاثة شهور.

تمكن مجاهد الشرقي من الهروب من بلدته والخروج منها، إذ أن تنظيم الدولة يمنع من هم دون الأربعين من المغادرة، ومضى متجهاً إلى مناطق سيطرة النظام في شمال شرق محافظة الحسكة، ولكن الأسعار الباهظة، والبطالة، ومضايقات أجهزة مخابرات النظام للقادمين من مناطق تنظيم الدولة، جعلت “الشرقي” يفكر ثانية في العودة، و تكبد عناء محاولة دخول دير الزور من جديد، وليس مفاجئاً أن يعتقل الشرقي من قبل تنظيم الدولة.

وقال الشرقي مشيراً إلى سبب غيابه عن وسائل التواصل الاجتماعي، “اعتقلني تنظيم داعش، عقب خروجي إلى الحسكة وعودتي، وخلال فترة اعتقالي أجبرت على خضوع دورة شرعية مغلقة لمدة 40 يوماً وبعدها أطلق سراحي”.

وأطلق سراح الشرقي لأن تنظيم الدولة لم يكتشف عمله الصحفي، وهو العمل الأخطر الآن من أي زمن آخر. ففي بداية هذا الشهر نفذ تنظيم الدولة حكم الإعدام بأربعة من الناشطين المدنيين، ومقاتلو التنظيم يقومون اعتيادياً بحملات مداهمة فجائية على المقاهي بدوريات منتظمة، ويطالبون الموجودين على الحواسيب أن يرفعوا أيديهم عن  لوحات المفاتيح، ويقومون بتفتيش دقيق على الملفات وسجلات التصفح و الجوالات وجميع الأجهزة المتواجدة معهم.

وقال الشرقي رغم الخطر الهائل، “قناعتنا قوية بأن التنظيم على باطل ويجب فضحه”

وأنه مستعد لمنح حياته ثمنا لإيمانه وقناعته، وفي هذه المقابلة يقول لعمار حمو، مالذي يدفعه لذلك.

نشرت صفحات التواصل عن إعدام عدد من الناشطين في دير الزور، فهل حققت هذه الخطوة مساعي التنظيم في التعتيم على ما يجري في مناطق سيطرته؟

لا أتوقع نجح أو سينجح التنظيم في ذلك، مع العلم أن الناشطين يدركون أن مصيرهم القتل في حال طالتهم يد التنظيم، ولكن قناعتنا قوية بأن التنظيم على باطل ويجب فضحه.

نقل ما يجري يستحق أن أضحي بحياتي، لأن التنظيم يمارس انتهاكاته وجرائمه بحق أهلي في دير الزور وخصوصاً مدينتي.

بما أنك أحد ناشطي الداخل، هل أثرت سياسة التنظيم الأخيرة عليك، وماهي احتياطاتك الأمنية؟

سياسة التنظيم الجديدة أجبرتني على الابتعاد قدر المستطاع عن الأماكن العامة، وعدم استخدام الإنترنت إلا لمرات قليلة ولفترة زمنية قصيرة، طبعاً إذا كان الجو العام في المقهى وما حوله مريحاً.

وبعد انتهائي من استخدام النت أخفي صفحتي على الفيس بوك، وكذلك المسنجر قبل الخروج من المقهى.

هل تعرضت للخطر أثناء نشاطك في نقل ما يجري داخل مناطق سيطرة التنظيم للخارج؟

عن الخطر الذي نتعرض له حدّث ولا حرج، ومن تلك المواقف، كنت في أحد مقاهي النت، فوقفت أمامه سيارة من نوع (كيا ريو) وفيها عناصر أمنية للتنظيم، دخلوا المقهى وأخذوا جوالات من كان في المحل.

ولحسن حظي أن جوالي توقف عن العمل، حاولوا تشغيله أكثر من مرة ولكن لم يفلحوا، ولو أنهم استطاعوا تشغيله والبحث في داخله لكنت ذهبت إلى غير رجعة، وفي الحادثة ذاتها أخذوا أحد الشباب الذين كانوا يستخدموا النت ولا أعرف ما حلّ به بعدها.

هل استطاع نشطاء دير الزور نقل معاناة أهلهم وتحقيق أهدافهم من نشاطهم الإعلامي؟

بالنسبة لنا نصور ما يجري في دير الزور باستمرار للعالم، ولكن الحقيقة أنه لا حياة لمن تنادي، فلا يوجد تحرك فعلي لإنقاذنا وإنهاء معاناتنا، لا من ائتلاف وطني ولا جيش حر ولا جبهة نصرة، وأصبح التونسي والليبي والمصري يحكموننا والشعب هم الضحية.

شارك هذا المقال