صدمة وخوف في اليوم التالي للقصف في حرم جامعة حلب
حين بدأت القذائف تتساقط على حرم جامعة حلب، في صباح […]
6 أكتوبر 2016
حين بدأت القذائف تتساقط على حرم جامعة حلب، في صباح يوم الثلاثاء، كان الطلاب كما في كل الجامعات يمشون في أرجاء الجامعة بانتظار بدء محاضراتهم، ويشربون القهوة، ويقرأون الملاحظات التي كتبوها بخط أيديهم، ويتسائلون عمَا سيأتي به الإمتحان من أسئلة.
وحين زالت غشاوة الغبار، تبين أن ثمانية قذائف وقعت في الجامعة. وقتل خمسة طلاب، وأصيب 12، وبعضهم إصابته حرجة. وفي حين لم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن قصف يوم الثلاثاء، ولكن الجامعة في مناطق النظام غربي حلب، وتواردت الأنباء عن قصف الفصائل الثورية لثمانية أحياء أخرى للنظام على الأقل في اليوم ذاته.
وتظهر الصور التي التقطت داخل الحرم الجامعي، يوم الثلاثاء، الدماء التي انسكبت على الأرض والسيارات المحروقة، والأبنية المتضررة، والأوراق الحمراء المتناثرة على الأرض. وانتشرت صور ثلاثة من الشباب الذين قتلوا في القصف، وفق ما تواردت الأنباء على نطاق واسع عبر شبكة الإنترنت.
وخلال الأسبوعين الماضيين، شنت قوات النظام والقوات الروسية هجوماً جوياً وبرياً عنيفاً ضد أحياء شرقي حلب الخاضعة لسيطرة الثوار والتي تضم نحو 250 ألف نسمة. وفي المقابل، بين الفينة والأخرى يقصف الثوار الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام. وأسفر قصف الثوار لأحياء غربي حلب، التي يقطن فيها نحو 1.5 مليون نسمة، عن مقتل 25 شخصا، وإصابة عشرات الآخرين، فيما قتل قصف النظام والقصف الروسي وأصاب المئات.
وكان قصف جامعة حلب، ثاني أكبر جامعة في سورية، جزءاً من قصف أوسع طال أحياء حلب الغربية وأصاب 67 كحصيلة كلية. وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.
وبعد يوم من القصف، جاء الطلاب والكادر التدريسي يجرجرون أنفسهم إلى الجامعة، مثقلين بالخسارة التي تركها الهجوم ليس فحسب بخصوص ما حدث، وإنما تأثيره على تطلعاتهم الدراسية وأحلامهم، وفق ما قال أحمد، عضو الهيئة التدريسية في جامعة حلب، لـ محمد حاج علي، مراسل في سوريا على طول.
وقال أحمد “أغلب الطلبة غير متواجدين، وحتى الموظفين، لانها شكلت صدمة وخوف للجميع.” ومن بين الذين قتلوا سيدة وأربعة شباب، من طلاب الهندسة والحقوق والعلوم.
وختم إلى “أولئك المسؤولين عن الجريمة: إن الله كان على كل شيء شهيدا”.
هل من الممكن أن تصف لنا ما جرى يوم الثلاثاء في الحرم الجامعي بجامعة حلب؟
عند ما يقارب الساعة ١١ ظهراً، سقطت أول قذيفة في محيط كلية الصيدلة، تلتها قذيفة ثانية جانب كلية الاقتصاد كانت في جهة الحراج. كانت الحصيلة بتلك اللحظة احتراق سيارة واستشهاد طالبين بالإضافة لأربعة جرحى.
عند حلول الساعة ١١:٤٥ سقطت واحدة في محيط امتداد السكن الجامعي وكلية العلوم، تبعها أيضا سقوط واحدة على كراج سيارات كلية الصيدلة ومركز الحاسوب، استمر السقوط المتقطع حتى الساعة ٣ ظهرا، البقية سقطت في ساحة طب الأسنان وكلية التمريض والمعهد الزراعي، ومحيط كافيتريا الزراعة وهنا خلفت بقية الشهداء والجرحى.
الحصيلة غير النهائية، 5 شهداء، و12 جريحا منهم في حالات حرجة جداً، ومنذ عدة دقائق وردنا عن استشهاد طالبين احدهم من كلية الحقوق والثاني من الزراعة.
حرم جامعة حلب يوم الثلاثاء. حقوق نشرة الصورة لـ شبكة أخبار حي الزهراء بحلب
كيف هو الوضع حالياً بالجامعة، هل الداوام طبيعي؟
الحركة اليوم مستقرة، لايمكن القول بأنها طبيعية، أغلب الطلبة غير متواجدين حتى الموظفين لأنها شكلت صدمة وخوف للجميع، الحركة تعادل ٣٥٪ فقط مقارنة بالسابق. والدوام مستمر، الطلبة تطالب بإيقاف الدوام، على الأقل لفترة قصيرة. وإلى الآن لا يوجد أي إجراء من قبل الجامعة. ربما مستقبلا حاليا لانستطيع الجزم.
من هم الطلاب الذين استشهدوا بسبب هذه القذائف، وماذا كانوا يدرسون؟
جميع الطلاب هم من مدينة حلب: ميرنا طويل طالبة هندسة مدنية، محمد عتو طالب في كلية الحقوق، محمد سالم طالب في كلية العلوم، وغيث طبق ومحمد قصير. والبقية لم يرد تحديد اختصاصهم. بعد ننتظر تقرير التأكيد.
هل هذه أول مرة يتم فيها قصف جامعة حلب، ومن هي الجهات المتهمة، وبرأيك كيف ترى قصف الجامعات؟
هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف جامعة حلب للأسف، لا يوجد لدينا أي معلومات أو إحصاءات عن الاستهدافات السابقة للجامعة، دوما كانت النتائج محزنة، وفي كل مرة كان هناك سقوط قتلى.
لا نستطيع اتهام أي جبهة بهذه الجريمة، ونقول لهم إن الله كان على كل شيء شهيدا.
هل هناك تخوف للدارسة في جامعة حلب، كم هي نسبة الطلاب الآن مقارنة بنسبة الطلاب بعد قبل الأزمة السورية، وكيف هي الحياة الإجتماعية للطلاب في الجامعة؟
الطلاب يوجد لديهم بشكل دائم شعور الخوف من الدارسة في الجامعة، اغلب الطلبة غادروا والاعداد قليلة مقارنة في السابق، قبل الأزمة كان عدد الطلبة 85 الف طالب، الآن انخفض لما يقارب 20 ألفا.
حياة طلاب الجامعة مماثلة لحياة أهالي حلب الذين يعانون من الوضع الحالي في مجمل العام للمدينة.
ترجمة: فاطمة عاشور