“ضربني حتى لم أعد أشعر بيدي وساقي”
كانون الأول / ديسمبر 17، 2013 في سبتمبر 25، 2012، […]
18 ديسمبر 2013
كانون الأول / ديسمبر 17، 2013
في سبتمبر 25، 2012، إعتقلت قوات الأمن السوري بيان رحيم، ناشطة في المعارضة تعيش في ضواحي الغوطة الشرقية في دمشق، بعد أن إخترق العملاء حساب سكايب لأحد أصدقائها. تم خداعها لتصل إلى شارع بغداد في مركز دمشق، بيان وإثنين من رفاقها. تم اعتقالهم وتم نقلهم الى فرع لواء المداهمة 215 في حي كفر سوسة في العاصمة.
بعد قضاء شهر في زنزانة 2 متر مربع مع ثمانية نساء اخريات تتراوح اعمارهم بين 16 و 65، أطلق سراحها في عملية تبادل أسرى لثمانية وأربعين عضو من الحرس الإيراني الثوري كانوا تحت سيطرة الثوار.
يوم الأحد، وصفت بيان أحتجازها بشكل مفصل لمركز توثيق الإنتهاكات (VDC)، مركز يوثق انتهاكات النظام، الذي تديره رزان زيتونة التي تم اختطافها الأسبوع الماضي، في إشارة على المخاطر التي يواجهها الناشطين الإنسانين، يعتقد أن زيتونة تم إختطافها من الدولة الإسلامية في العراق والشام، وليس النظام السوري. في مقطتفات من شهادة بيان، الناشطة البالغة من العمر 26 عام عن تفاصيل إعتقالها وتعذيبها من قبل قوات الحكومة.
الكمين:
تم الكمين بعد ان تمكنت قوات االأمن من اختراق حساب سكايب لأحد أصدقائي.
حيث كنت أقوم بترتيب لقاء عمل معه، لكنني كنت حقيقة أتكلم مع ضابط أمن بعد أن قام باختراق حسابه قبل ليلة من الكمين وبعدها اخترقوا حسابي أيضا. اتفقنا على الموعد في شارع بغداد فقاموا بتيسير المرور على الحواجز المؤدية الى شارع بغداد وأوقفوا التدقيق بالاسماء على الكمبيوتر.
وعند مروري في شارع بغداد كما هو مخطط، تم اعتقالي وتوجيه السلاح علي انا وصديق وصديقة اسمها (نور الهدى حجازي) كانوا معي.
كانوا مجهزين بباص وسيارة مع تواجد أكثر من 31 عنصر مسلح. وكانهم وبهذه التحضيرات يريدون القبض على عصابة مخدرات او عصابة تهريب سلاح وليس على ناشطيين مدنيين.
تم اعتقالي في الساعة الحادية عشرة صباحا، وتعرضت لسباب وشتم مهين جدا من قبل الضابط المسؤول.
وتم التعرض بالضرب العنيف للشاب الذي كان برفقتنا –وأتحفظ عن ذكر اسمه لعدم رغبته في االافصاح عنه.
تم اقتيادنا بواسطة باص الأمن لفرع سرية المداهمة 215 في كفرسوسة ونحن معصوبي الأعين، وصلنا الى الفرع خلال 10 دقائق، وتم اقتيادنا الى الطابق السادس ودخلنا الى مكتب يوجد به ثالثة محققين وضباط من الجيش و ثالثة تقنيين (للدخول الى حسابات الفيسبوك والسكايب
التعذيب:
استدعوني للتحقيق مرة أخرى و قام المحقق بمراجعة اعترافاتي ومحادثاتي على السكايب التي حصلوا عليها و سألني لم لم
أكتب قصة اعتقالي السابق وان لي ملفا في فرع الخطيب ؟ فأجبت مبررة انكم تعرفون كل شيء !
هنا بدأ المحقق بالشتم، فقلت له (ما بسمحلك). فغضب من كلامي وقال “كيف تجرأتي”، فأتى بعصا حديد وبدأ بضربي على كتفي الايسر، وكنت أحاول أن أغطي
وجهي وأحميه من الضرب واستمر بضربي حتى تخدرت يدي ورجلي.
كنت وحدي في غرفة التحقيق معه، قام بوصل جهاز التعذيب بالكهرباء وبدأ بصعقي بالكهرباء عند توجيه كل سؤال.
فبدأت بفقدان التركيز وبدأ يهددني بأنه سوف يقتل صديقتي وانا أحب صديقتي جدا فكان التعذيب النفسي أصعب بكثير من
التعذيب الجسدي. حتى دخل محقق آخر وقال اعترفي كي لا نعذبك. فقلت له أنا أعترف، مع العلم انه لم يسمح لي بالكلام. ثم أحضر لي كوب شاي وقام بشق أوراق الاعتراف وطلب مني اعادة الكتابة من البداية. هنا أصبحت الساعة حوالي السادسة مساءا تقريباً .
و في كل مرة يقرؤون اعترافاتي التي كتبت، يقومون بشق االاوراق ويطلبون مني اعادة الكتابة حتى بدأت يدي تؤلمني من كثرة الكتابة.
في اليوم التالي ويحدود الساعة 9:30 صباحا نادى السجانون على اسمي للتحقيق، ومن هذا اليوم ولمدة ستة أيام ونصف
كنت أستدعي يوميا لجلسة تحقيق مدتها تتراوح بين 10 الى 12 ساعة يومياً، حتى أن المحقق كان يتعب وأنا لا أتعب.
لم أتعرض للضرب خلال هذه الجلسات، فقط التعذيب النفسي والتهديد.
تعذيب المعتقلين الذكور في الفرع:
كان التركيز على تعذيب المعتقلين يتم مساءاً بعد الساعة الحادية عشر ليلاً، وخاصة المعتقلين الجدد حيث يأجلون تعذيبه لفترة
الليل، بعد اغلاق جميع الزنزانات.
لم نكن نستطيع النوم من شدة صراخ المعتقلين وكنت أذكر شاباً معتقالً من كلية الهندسة –على ما أعتقد- استمروا بتعذيبه
قريبا من باب زنزانتنا. قاموا بتعذيبه حتى أغمي عليه فأخذوه الى الحمامات لرش الماء عليه ثم أعادوه وبدأو تعذيبه بالصعق
الكهربائي فأغمي عليه مرة ثانية فأعادو الكرة ورشو عليه الماء مرة أخرى وأعادو تعذيبه واستمر هذا التعذيب حتى وقت متأخر من الليل، تقريبا الساعة الثالثة صباحًا. وكان تعذيبه قد بدأ منذ الساعة العاشرة والنصف. كان يتعرض لضرب لا انساني.
لم استطع معرفة أسمه لكن هو من منطقة الغوطة الغربية بيبلا أو يلدا.