عشرات القتلى إثر نزاع بين فصائل تدعمها تركيا في مدينة الباب
التزم أهالي مدينة الباب، معقل سابق لتنظيم الدولة، في شمال […]
13 يونيو 2017
التزم أهالي مدينة الباب، معقل سابق لتنظيم الدولة، في شمال محافظة حلب، منازلهم يوم الإثنين بعد 24ساعة على اقتتال داخلي نشب بين ثوار تدعمهم تركيا، وأسفر عن عشرات الضحايا.
وتبادلت ثلاثة فصائل ثورية محلية إطلاق النار الكثيف، مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة مقاتلين ومدنيين ومن بينهم ضابط شرطة، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
وهذه الاشتباكات التي حدثت يوم الأحد هي المرة الثانية خلال فترة أقل من شهر التي توجه فيها فصائل المعارضة أسلحتها بوجه بعضها البعض في مدينة الباب.
ففي آواخر أيار، اشتبكت فصائل المعارضة في الباب في صراع على السلطة المحلية رغم أن عدد الضحايا كان أنذاك أقل بكثير مما كان عليه في يوم الأحد.
ويفضي الاقتتال الثوري الذي لا يلبث أن يدور من جديد في إلى انتكاسات في جهود تدعمها أنقرة لإعادة أعمار مدينة الباب، شمالي حلب بعد أن طردت القوات المسلحة التركية وفصائل الجيش الحر تنظيم الدولة منها في شباط.
ومنذ ذلك، والصراع الثوري الداخلي على السلطة، والبنى التحتية المتهاوية وعجز الحكومة المحلية عن تأمين الخدمات المدنية الأساسية يهدد المخطط التي ترمي إليه تركيا للسيطرة على المدينة السورية في الشمال التي تضم أكثر من 100 ألف نسمة.
باعة يعرضون منتجاتهم في مدينة الباب في 10 أيار. حقوق نشر الصورة لـ Zein Al-Rifai/AFP
وهناك روايتان عن سبب اندلاع الاقتتال في الباب، 40 كم شمال شرق مدينة حلب، في يوم الأحد؛ إذ اتهمت فرقة حمزة، التابعة للجيش السوري الحر عناصر من الفوج الأول بـ”التجول حول الباب والهتاف للجولاني”، قائد جبهة فتح الشام، التي كانت تابعة للقاعدة سابقاً. وحين تواجها، وجه مسلحون ملثمون من الفوج الأول، كما قيل، أسلحتهم على المدنيين، مما أدى إلى نشوب نزاع مسلح على نطاق المدينة.
واحتج الفوج الأول أن لا علاقة له بالمسلحين الملثمين، وفق ما جاء في بيان للفوج الأول نشر يوم الأحد.
فيما انحازت أحرار الشام، الفصيل الإسلامي الأكبر، والحركة الثورية الأقوى إلى رواية الفوج الأول. وادعت أن فرقة حمزة بدأت العداوة وهاجمت الفوج الأول وذلك بسبب خلافات طويلة الأمد بينهما كما أنها أطلقت النار على حركة أحرار الشام حين حاولت التدخل.
وتتميز أسباب أالمواجهات الداخلية بين الثوار في داخل مناطق المعارضة، كما الباب، بمستواها المتدني، ففي بعض الأحيان يشعل فتيلها بعض أقاويل ومحض إشاعات، ويستمر التصعيد ليتطور إلى نزاع قاتل على نطاق أوسع وذلك بسبب نظام التحالفات؛ فهجوم على الفوج الأول يعتبر هجوماً على حليفهم الأكبر: أحرار الشام. إذ أن المجموعتين على صلة منذ أكثر من عام، وفق ما قالت عدة مصادر لسوريا على طول.
وحين تنضم قوى كبرى كأحرار الشام إلى النزاع، سرعان ما تسبدل الأسلحة الثقيلة بالأسلحة الفردية. وسرعان ما ينحرف النزاع عما كان عليه.
وفي صباح يوم الإثنين، أظهرت التسجيلات المصورة في الباب الشوارع الخالية بعد أن التزم المدنيون منازلهم خوفاً من عودة الاقتتال فجأة؛ ففي اليوم السابق وجد عشرات المدنيين أنفسهم في مرمى النيران المتبادلة وأصيب عدد منهم إلى جانب الثوار المقتتلين.
إلى ذلك، قال عبد الله الراغب، ممرض بمشفى الحكمة في الباب، لسوريا على طول، الإثنين أن “عدد القتلى الذين وصلوا إلينا فقط يفوق العشرة، بينهم شرطي، قتل عن طريق الخطأ. وهناك 15 إصابة من المدنيين والعسكريين”.
وعاد الهدوء الحذر إلى الباب، الإثنين، إذ عمل شرعيون من الفصائل السياسية المحايدة والممثلون الأتراك على توسط النزاع، وفق ما قال جمال عثمان رئيس المجلس المحلي في مدينة الباب.
وأضاف عثمان “تم إيقاف الاقتتال ونعمل الآن لحل المشكلة من جذورها ويتم الآن تسليم الأسرى من كلا الجانبين. كما أن الأخوة الأتراك لعبوا دوراً سلمياً لفض النزاع”.
ولا يحبذ جميع الأهالي الانخراط التركي في المنطقة، إذ أنه ومنذ طرد الثوار الذي تساندهم تركيا مقاتلي تنظيم الدولة في شباط “والأتراك يرون الفوضى ولا يتحركون”، بحسب ما قال عمر، من أهالي الباب، لسوريا على طول، الإثنين.
وأضاف عمر “نحن كسكان المنطقة نطلب مساعدة الأتراك ليخلصونا من هذه الفوضى الموجودة بالمدينة”.
ومنذ شباط وعشرات آلاف الأهالي يتوافدون عائدين إلى مدينتهم الباب، ليجدوا المدينة في دمار. والألغام البرية التي زرعها مقاتلو تنظيم الدولة أثناء خروجهم تملأ الشوارع. وكيف أن منازلهم قد سويت أرضا، وأن ممتلكاتهم نهبت.
وفي أذار، قال أحد العائدين للمدينة لسوريا على طول أن ما يقارب “75%” من المدينة باتت أنقاضاً.
ترجمة: فاطمة عاشور