عضو الائتلاف: النظام يسعى إلى حل عسكري
شباط / فبراير ١٨، ٢٠١٤ إنتهت الجولة الثانية من محادثات […]
18 فبراير 2014
شباط / فبراير ١٨، ٢٠١٤
إنتهت الجولة الثانية من محادثات سلام جنيف الثاني في مطلع الأسبوع من دون أي تقدم ملموس. حيث واصلت وفود كل من النظام والمعارضة تبادل الإتهامات، وفشلت في نهاية المطاف في التوصل إلى إتفاق حتى على وضع أجندة لمحادثات في المستقبل. من إخفاق محادثات جنيف، يبدو أن المعارضة المدعومة سياسياً وعسكرياً من الغرب بدأت بتعزيز موقفها داخل سوريا.
الأسبوع الماضي، أعلنت ٤٩ جماعة معارضة مسلحة مرتبطة بالجيش السوري الحر المعتدل أنهم سيتوحدون تحت راية واحدة، وأطلقوا على أنفسهم إسم “الجبهة الجنوبية”. في هذه الأثناء زار رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا محافظة إدلب في شمال غرب سوريا للقاء قيادة جبهة ثوار سوريا المرتبطة بالجيش الحر، في محاولة واضحة لتعزيز وجود قوات التحالف في سوريا. وتتزامن هذه التحركات مع زيادة الدعم من الغرب والعرب: يقال أن المملكة العربية السعودية قد وافقت على تزويد الثوار بصواريخ مضادة للطيران، في حيث كثفت الولايات المتحدة الأمريكية من دعمها المالي، وتوفير ملايين الدولارات لدفع رواتب الجنود.
سمير نشار عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض. قال لـ محمد الحاج علي من سوريا على طول أن المجموعة ستسعى من الآن إلى “إتصالات وتعاون أفضل” بين مختلف جبهات الثوار، بما في ذلك الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين، وغيرها.
فقط تهديد عسكري سيجبر النظام على التراجع، يقول نشار، “كما كان الحال مع صفقة الأسلحة الكيميائية“.
س: ماذا بعد فشل مؤتمر جنيف 2؟
ج. اعتقد ان على المعارضة السورية أن تعمل باتجاهين: الاول، ان تعيد ترتيب بيتها الداخلي، خصوصا بعد التصدعات التي لحقت بالمعارضة السورية و الائتلاف على اثر القرار بالمشاركة بمؤتمر جنيف. و ثانياً، أن تعيد القراءة السياسية لمواقفها على ضوء فشل التجربة في جنيف، لذلك عليها ان توسع دائرة النقاش على محورين.
عليها تعزيز قوى المعارضة من خارج الائتلاف وخصوصا جبهة الثوار، عليها ان تكون اكثر تواصلاً، و اكثر تشاوراً مع جميع جبهات الثوار سواء كان الجبهة الاسلامية، او جيش المجاهدين، او اجناد الشام، او جبهة ثوار سوريا، او حتى الكتائب و المجالس العسكرية في المحافظات. ويجب ان يكون هناك توافق ما بين القوى السياسية، وأيضا رؤية موحدة من قضية جنيف.
أيضاً على الائتلاف ان يوسع دائرة النقاش مع مجموعة اصدقاء الشعب السوري، وان يضعهم في حقيقة ان النظام السوري ليس جادًاعلى الاطلاق لإيجاد حل سياسي، يؤمّن انتقال سوريا من دول استبدادية تحكمها طغمة فاسدة يرأسها بشار الاسد، الى دولة مدنية ديمقراطية.
اعتقد يجب على الائتلاف ان يقنع مجموعة اصدقاء الشعب السوري، أنه آن الأوان لتزويد الثوار السورين بأسلحة مضادة للدبابات وأسلحة مضادة للطيران، كي تستطيع ان تعدل موازين القوى على الارض. خصوصا ان النظام السوري كان يحاول خلال فترة مؤتمر جنيف تغيير موازين القوى باستخدام حملات القصف الجوي بالقنابل و البراميل المتفجرة على المدن السورية وخصوصا حلب، كما انه يحاول الان اجتياح يبرود، وتشريد ما لا يقل عن عشرات آلاف من المواطنين السوريين، في محاولة لبسط سيطرته في المناطق المحررة في القلمون.
هذا يعني ان النظام السوري اعتمد الحل العسكري. في المقابل يجب على قوى المعارضة والائتلاف أن يرسلوا رسالة واضحة لمجموعة اصدقاء الشعب السوري، على أنه يجب تزويدها بجميع انواع السلاح، التى تستطيع صد الهجوم الذي يقوم به النظام السوري، وتعديل موازين القوى. الان التجربة تقول مع هذا النظام، لا يمكن ان يقدم اي تنازلات سياسية، ما لم يشعر بتهديد عسكري، مثلما حصل بصفقة الاسلحة الكيميائية يبدأ بتقديم التنازلات لمصلحة الشعب السوري.
س: ماذا عن نقل اعمال الائتلاف الوطني السوري من اسطنبول الى القاهرة. ما هو رأيك في هذا الموضوع؟
ج: انا لم اتأكد من هذا المعلومات ان كانت دقيقة. ولكن يجب علينا التفكير ملياً في خلفيات هذا الموضوع وما هي الاسباب الداعية الى هذا القرار. أننا نعرف بأن التواصل مع الداخل السوري عبر الحدود التركية ضرورة، ليس فقط لوجستية، وانما ايضاً ضرورة للتواصل مع الشعب السوري و الاطلاع على حاله، وعلى ارسال المعونات الانسانية والاغاثية، و بنفس الوقت تدعيم قوى الثوار من خلال الحدود التركية الطويلة.
انا اعتقد أن الإنتقال إلى القاهرة سيجعل الإتصالات مع سوريا أصعب. ليس فقط بسبب الظروف السياسية المتقلبة في القاهرة، ولكن لا يوجد تواصل حدودي ما بين مصر وسوريا. وهذا يعني أن مسافة بين الدولتين سوف تترتب عليها اعباء حقيقية بالنسبة للناشطين السوريين الذين يخرجون و يدخلون إلى سوريا وانه سوف يكون هناك الكثير من المعوقات التي لن تخدم الثورة السورية.
انا اعتقد ان تركيا هي المكان المناسب لبقاء قوى المعارضة و الائتلاف.