علاقات الجربا تعتمد في نجاحاها على الدعم السعودي
تموز 11, 2013 بقلم نهى شعبان و جيكوب ورتشافتر عمان: […]
12 يوليو 2013
تموز 11, 2013
بقلم نهى شعبان و جيكوب ورتشافتر
عمان: بسبب علاقاته الوطيدة مع مصادر ورؤوس أموال سعودية, تقلّد أحمد الجربا بكل ثقة وقوة منصبه كرئيس جديد للائتلاف السوري المعارض, والذي يُرى على أنه ذو قدرة على قلب موازين القوى في الحرب, وهيمنته على من سيحكم في الداخل السوري.
بينما يتأرجح الائتلاف على الحافة بسبب عدم الترابط الداخلي, قال ناشطون أنه أُسس في اسطنبول بدلاً من المناطق المحررة من قبل الثوار, لكن الجربا يتمتع بالدعم السعودي والذي من الممكن أن يُترجم على أنه دعم سريع للثوار على الأرض.
“أحمد الجربا كان مرشحاً للمنصب وكان قد بنى قاعدة دعم له ضمن الائتلاف خلال الأشهر السابقة,” هذا ما صرح به مراقب مستقل لانتخابات واجتماعات الائتلاف. “لقد وعد الجربا بأنه يستطيع أن يقنع الملك السعودي بإرسال أسلحة حقيقة للثوار بشكل سريع.”
الرئيس الجديد للائتلاف السوري أحمد الجربا (يسار) مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلوا بعد اجتماع يوم الثلاثاء في اسطنبول. الصورة من الائتلاف الوطني.
الاقتراع, والذي يقول المحللون أنه كان نكسة بالنسبة لهؤلاء المقربين من الإخوان المسلمين, أقيم نهاية الأسبوع السابق في اسطنبول, فاز الجربا فيه بـ ٥٥ صوتاً على منافسه مصطفى الصبّاغ الحاصل على ٥٢ صوت.
ترشح الصباغ الذي كان مدعوماً من قطر, والذي كانت تتحدى السعودية على أنه سيدير ويتحكم برؤوس المعارضة السورية.
متحدث رسمي بأسم الإخوان المسلمين لم يُعر أهمية لانتخابات الائتلاف والتي تمت نهاية الاسبوع.
“لا يهمني ما يحصل في الائتلاف.” أوضح زهير سالم, المتحدث الرسمي لجماعة الأخوان المسلمين – سوريا.
الإخوان يشغلون ست كراسي رسمية في الكتلة المؤلفة من ١٤٤عضواً مع أنه يوجد عدد آخر من الأعضاء يعتبرون كحلفاء لجماعة الإخوان.
“الناس ذاهبون الى هناك وأكثرهم يائس وهو كالخشبة الطافية على سطح الماء,” أضاف سليم,”إنهم مفصولون عن الواقع.”
ولد الجربا في عام 1969 الحاصل على شهادة في الحقوق من جامعة بيروت, الجربا شارك في منظمات مدنية انسانية في محافظتي القامشلي والحسكة, حيث تعاون مع عناصر من المعارضة الكردية إلى حين لاذ بالفرار من النظام السوري في أواخر عام 1990.
اعتقل الجربا لأول مرة من قبل المخابرات السورية في دمشق وسجن من عام 1996 إلى 1998 بتهمة المعارضة السياسية للنظام.
مجموعة من الصحف الالكترونية الداعمة للنظام ومنها سوريا بريس, تانيت بريس, وسيريان تلغراف قاموا بالرد على قرار الائتلاف بتعيين الجربا رئيساً لهم بنشر ادعاءات أنه كان سجيناً في آذار 2011 بتهمة تزويده المخدرات لموظفي السفارة السعودية في دمشق.
في قصة مشابهة, زعم الناشرون أن الجربا قد أطلق سراحه في عام 2011 بسبب الضغط الموجّه من قبل السعوديون.
وبإزدياد الشكوك من أطراف المعارضة الآخرى في الائتلاف إضافة الى القيادة المنقسمة وناشطين قلقين مطالبين بنتائج فورية, السوريون في المعارضة يقولون أنه يجب على الجربا أن يثبت رؤية واضحة في اختيار الطريق وإظهار نتائجه مع الالتزام في المواعيد.
“أمام أحمد الجربا الكثير من التحديات, أولها أن يفوز بثقة الشارع السوري بتوحيد أطيافه” يقول جوان يوسف, ناشط سوري كردي وعضو سابق في الائتلاف الوطني السوري. “على الجربا أن يثبت أنه قادرٌ على تشكيل حكومة انتقالية لقيادة المناطق المحررة من الداخل وليس من خلال السكايب.”
الجربا أخبر الناشطين في حمص أنه سيرسل مليون دولار كمساعدة نقدية, تبعاً لموقع حلب اليوم الإخباري المعارض. في وقت سابق من هذا الأسبوع, أكد رئيس الائتلاف الجديد لمقاتلي الجبهة الأمامية في مدينة إدلب أن الأولوية تكمن بتسليحهم للحد من التوسع العسكري للنظام.
وقد صرح الجربا أيضاً أن مشاركة الائتلاف في مؤتمر جنيف 2 الغير مجدّوَل بعد, سيؤجل لحين تمكن الجيش الحر من السيطرة على مناطق أكثر.
أخبر الجربا راديو روزنة المعارض الموجود بباريس يوم الإثنين “لن نذهب إلى جنيف لحين أن نحصل على موقف عسكري قوي,” مؤكداً على هذا الموضوع والذي يقول ناشطون أنه يتردد داخل الوسط السياسي.
وأوضح ناشطون أن علاقات الجربا العشائرية قد تزيد من احتمال نجاحه في تقديم المساعدات للائتلاف السوري.
قال محمّد زكوان باج, الأمين العام لمؤتمر أحرار سوريا, والتي تعتبر جماعة علمانية معارضة سورية “السيد الجربا الذي يمثل التيار الديمقراطي في الائتلاف ينحدر من قبيلة شمر العربية والتي ترتبط بعلاقات جيدة مع المملكة العربية السعودية وكذلك لها امتداد في العراق.”
وقد أضاف زكوان, المهندس ذو 50 عاماً من حمص, والعضو في التحالف الديمقراطي الوطني بأنه “من الممكن أن يكون ذلك عنصر قوة في حلحلة الأمور في سورية.”
ومن السيرة الذاتية للجربا حسب الائتلاف “الجربا كان منذ البداية ومازال يدعم الثورة السورية ويوفر الدعم الطبي والعسكري.”
الناشطون التي تمت مقابلتهم في هذا المقال يقولون أنهم يتخذون موقف -انتظر وراقب- قبل رسم استنتاجات.
“إذا استطاع الجربا أن يجذب الناشطين الحقيقيين إليه والذين يمثلون الثوار المنتخبون في سوريا, بأن يمثلهم داخل الائتلاف من خلال عمل أجندة وجيش وطني فإن هذا سيؤكد نجاحه.” هذه ما قاله بدران, محامي من حلب.
تقارير إضافية مقدمة من عبد الرحمن المصري.