علم الثورة يشعل فتيل جولة جديدة من الاقتتال بين الفصائل في إدلب
اندلعت اشتباكات بين أكبر فصيلين معارضين في شمال غرب سوريا، […]
20 يوليو 2017
اندلعت اشتباكات بين أكبر فصيلين معارضين في شمال غرب سوريا، يوم الأربعاء، في محافظة إدلب، بعد أن تحول النزاع بشأن استخدام علم الثورة السورية إلى حرب شاملة بين الطرفين.
إلى ذلك، بدأ القتال يوم الثلاثاء، بعد أن رفع أحرار الشام علم الثورة السورية فى مدينة إبلين، جنوب إدلب، مما أغضب هيئة تحرير الشام المرتبطة بالقاعدة. ويعد هذا النزاع آخر موجة من التوترات القائمة بين كلا الفصيلين، منذ فترة طويلة.
وأحرار الشام، هو واحد من أقوى الفصائل المعارضة في سوريا، والذي بات يستخدم علم الثورة، إلى حد كبير، في وسائل إعلامه الرسمية، في الأسابيع الأخيرة، ويختلف بذلك عن الهيئة، التي تستخدم علم التوحيد الإسلامي الأسود الذي يحمل عبارة التوحيد.
في السياق، يدعي أحرار الشام أن هيئة تحرير الشام، هاجمت إبلين بعد رفع العلم الثوري على المدينة. وفي الوقت نفسه، تتهم الهيئة أحرار الشام بإصابة اثنين من مقاتليها في إبلين قبل بدء الاقتتال الداخلي.
ولكل من أحرار الشام والهيئة حضور قوي في محافظة إدلب، لا سيما في الريف الشمالي على طول الحدود السورية التركية وفي منطقة جبل الزاوية الجنوبية.
المتظاهرون في كفرنبل يطالبون بوقف الاقتتال، يوم الأربعاء. مصدر الصورة: محمد (ناشط إعلامي من جبل الزاوية).
وتركز القتال على مدى اليومين الماضيين بالقرب من جبل الزاوية، فضلا عن سلسلة من البلدات على طول الحدود.
وشكلت مدينتي سرمدا والدانا، وهما مدينتان تقعان شمال إدلب على بعد ستة كيلومترات جنوب معبر باب الهوى مع تركيا، نقطتي اشتباك بين الطرفين، يوم الأربعاء.
وإلى جانب القوات البرية، استخدم الجانبان الدبابات والمدفعية الثقيلة ضد بعضهما، في آخر جولة من الاقتتال.
وقال محمد، ناشط إعلامي من جبل الزاوية، لسوريا على طول، الأربعاء أن “حركة المدنيين شبه مشلولة في أغلب المناطق” في إدلب، بسبب الاشتباكات بين الطرفين.
وأشار محمد إلى أن السكان في المناطق القريبة من القتال، يلتزمون منازلهم “ويتجنبون التنقل غير الضروري خوفا من أي رصاصة طائشة ممكن أن تصيبهم”.
في سياق متصل، قالت عدة مصادر في محافظة إدلب لسوريا على طول، الأربعاء، إن 12 شخص قتلوا حتى الآن، فضلا عن وقوع عشرات الجرحى، منذ موجة الاقتتال الأخيرة التي بدأت يوم الثلاثاء. وقال متحدث باسم الدفاع المدني لسوريا على طول، إنه لا يستطيع تأكيد عدد الضحايا.
وخرج المئات من السكان في ثلاث مدن على الأقل إلى الشوارع في إدلب، يوم الأربعاء، مطالبين بإنهاء الاشتباكات بين الفصائل وحماية المدنيين.
و سبق هذا الاقتتال الداخلي أسابيع من التوتر بين الفصيلين الإسلاميين بشأن حشد القوات العسكرية في المنطقة.
وقال عماد الدين مجاهد مدير العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام، لسوريا على طول، الأربعاء إن “الاجتماع الأخير الذي جمع بين قيادة الهيئة وقيادة الأحرار تمخض عن اتفاق شامل يرتكز على إيقاف الحشد العسكريوالتجييش”.
وأضاف المتحدث أن كليهما وافق على “تشكيل لجنة لمناقشة الأمور العالقة”.
وبالرغم من الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان، إلا أن كلا الجانبين استولى على أراضٍ وخسر جزءا من مناطق سيطرته لصالح الطرف الآخر. كما أقام الفصيلان المتنازعان نقاط تفتيش في مناطق سيطرتهما.
ترجمة: سما محمد.