عمليات الإجلاء مستمرة في ريف دمشق والنظام يقترب من السيطرة الكاملة على العاصمة
أخلى آلاف المدنيين ومقاتلي المعارضة مدينة الضمير المحاصرة، شمال شرق […]
22 أبريل 2018
أخلى آلاف المدنيين ومقاتلي المعارضة مدينة الضمير المحاصرة، شمال شرق دمشق، يوم الخميس الماضي، وبذلك يكون النظام قد اقترب من السيطرة الكاملة على العاصمة وضواحيها.
إلى ذلك، غادر حوالي ١٨٠٠ مدني و٧٠٠ مقاتل من فصائل جيش الإسلام وقوات الشهيد أحمد العبدو الضمير على متن حافلة متوجهة إلى جرابلس الخاضعة لسيطرة المعارضة، شمال سوريا، وفقا لما قاله سعيد سيف، المتحدث باسم قوات أحمد العبدو من الأردن، لسوريا على طول، يوم الخميس.
وجاء إجلاء يوم الخميس ضمن اتفاقية تسوية بين جيش الإسلام والحكومة السورية، تم الإعلان عنها في البداية عبر وكالة الأنباء الرسمية سانا، يوم الثلاثاء، عندما بدأ مقاتلو المعارضة بتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وبمجرد انتهاء عمليات الإجلاء من الضمير، ستقوم وحدات الجيش السوري بالدخول ل “تمشيط البلدة وتطهيرها من الألغام الأرضية”، استعدادًا لعودة جميع مؤسسات الدولة، حسبما أوردته “سانا” يوم الثلاثاء. وقدرت وكالة سانا عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بنحو ٥ آلاف شخص، من بينهم ١٥٠٠ مقاتل و٣٥٠٠ مدني.
مدنيون ومقاتلون يستعدون لمغادرة الضمير، يوم الخميس. تصوير: سانا.
وجاء استسلام الضمير بعد أيام قليلة من سيطرة النظام السوري الكاملة على ضواحي الغوطة الشرقية- معقل المعارضة لسنوات – بعد سلسلة من صفقات الإجلاء المماثلة.
لكن على عكس الغوطة الشرقية، كانت مدينة الضمير الخاضعة لسيطرة المعارضة- والتي تقع بجوار قاعدة جوية عسكرية تابعة للنظام عند سفح سلسلة جبال القلمون الشرقية على مسافة ٤٠ كم شمال شرق دمشق- هادئة نسبيا منذ عام ٢٠١٦، عندما بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار هناك.
وقال قتيبة نقرش، مدني من الضمير، أن الضمير كانت في حالة “ارتباك وفوضى” صباح يوم الخميس، حيث حاول الشبان اتخاذ القرار بالبقاء وتسوية وضعهم مع النظام أو المغادرة إلى أجل غير مسمى.
وكان نقرش، الذي تحدث إلى سوريا على طول عبر الواتساب، قد اتخذ قراره بالمغادرة لأنه مطلوب للخدمة العسكرية الإلزامية.
وقال الشاب البالغ من العمر ٢٤ عاماً “عانقت والدتي مودعا، بينما كانت الدموع تسيل على خديها، تريدني أن أبقى معها، ولكن بنفس الوقت تريد أن أبقى سالما”.
قال المدني سعد حسين، أحد سكان الضمير يوم الخميس، إن المطلوبين للخدمة العسكرية، وهي إلزامية لجميع الذكور السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و ٤٢ عاما، أمامهم ستة أشهر لتسوية أوضاعهم مع الحكومة إذا اختاروا البقاء في الضمير.
وأضاف الحسين، ٣٠ عاماً، ومطلوب أيضاً للتجنيد، لسوريا على طول أنه يخطط للبقاء في المدينة على الرغم من سماعه أنباء تفيد بأن ضمانات مماثلة تم “انتهاكها” في مناطق أخرى تمت فيها عمليات الإجلاء.
وأ كد “الخياران سيئان”، إذا غادرنا إلى الشمال، سنواجه حياة قاسية للغاية وإذا بقينا سنعيش في خطر.
حافلة تقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الضمير، يوم الخميس. تصوير: سانا.
وبينما غادرت الباصات الضمير، يوم الخميس، أحرزت قوات النظام وحلفائه تقدما ضد فصائل المعارضة المتمركزة في المنطقة المجاورة، وحاصرت منطقة القلمون الشرقي، حسبما ذكرته وكالة أنباء دمشق الآن الموالية للنظام.
وجاء التقدم بعد يوم واحد من غارات جوية مكثفة شنها النظام، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص في القلمون الشرقي، بحسب ما أورده الدفاع المدني المحلي.
وبالرغم من تصاعد وتيرة العنف على الأرض في القلمون الشرقي، استمرت المفاوضات بشأن مصير المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في دمشق يوم الخميس، حسب ما قاله سيف ناطق باسم المعارضة لسوريا على طول.
ووفقا لسوريا على طول بدأت المفاوضات الرسمية بين ممثلين عن روسيا والقيادة الموحدة للمعارضة، والتي تضم كتيبة أحمد العبدو، يوم الثلاثاء.
ترجمة: سما محمد