4 دقائق قراءة

عيون ثوار الجيش السوري الحر على الباب بعد جرابلس

بعد يوم واحد من طرد ثوار الجيش الحر، الذين تساندهم [...]


بعد يوم واحد من طرد ثوار الجيش الحر، الذين تساندهم تركيا، لمقاتلي تنظيم الدولة من آخر القرى التي كانوا يسيطرون عليها على طول الحدود في شمالي محافظة حلب، ذكرت ثلاثة مصادر من الفصائل المشاركة لسوريا على طول، أن خطوتهم التالية هي التقدم باتجاه الجنوب نحو الباب، “حتى لو لم تشارك تركيا معنا”.

ومنذ أسبوعين، عبر ثوار الجيش الحر مدعومين بالدبابات والقوات التركية الخاصة والطائرات الحربية إلى شمال سورية من تركيا وسيطروا في غضون ساعات على مدينة جرابلس الحدودية، التي كانت تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة.

وعنونت هذه العملية بـ”درع الفرات”، وتعد أكبر توغل لتركيا في سورية منذ بدء الحرب، وكان لها هدفين معلنين وهما: الحد من المطامع الإقليمية للقوات التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة في التوسع في مناطقهم على طول الحدود في شمال شرق سورية، ودحر تنظيم الدولة من مواقعه جنوب الحدود التركية.   

وحققت القوات المدعومة تركياً هدفها الأول، وذلك من خلال الهجوم بالإتجاه الجنوبي من جرابلس، إلى مناطق تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية قبل توقفها عند نهر الساجور، على بعد 12 كم شمال منبج.  

ولإنجاز الهدف الثاني، دخلت الدبابات التركية إلى سورية للمرة الثانية يوم السبت، 55 كم غرب جرابلس، لمساعدة الفصائل المحلية للجيش السوري الحر باستعادة السيطرة على بلدة الراعي الحدودية من تنظيم الدولة.

خريطة للثوار في شمال حلب، الأحد، تظهر المناطق التي تمت السيطرة عليها مؤخراً، وتشير الأسهم الصفراء إلى مدى بعد مناطق الجيش السوري الحر عن الباب ومنبج 20 و12 كم على التوالي. حقوق نشر الصورة للجبهة الشامية.

وكانت الغارات الجوية التركية تدعم ثوار الجيش الحر أثناء قتالهم على المحور الشرقي، وسيطرتهم على قرى حدودية من تنظيم الدولة قبل لقائهم بمجموعة ثانية من الثوار كانوا يقاتلون تنظيم الدولة على طول الحدود إلى الغرب من جرابلس.

والسؤال الآن ماذا بعد؟. تركيا لم تدلي بأي بيان رسمي يفضي إلى ذلك. ولكن بالنسبة للثوار من ثلاثة فصائل مشاركة في المعارك ممن تحدثوا لسوريا على طول، الإثنين، فالجواب كان واضحاً: مدينة الباب، في شمال حلب، الخاضعة لتنظيم الدولة.

“سنتجه إلى الباب لتحريرها” وفق ما قال محمود أبو حمزة، قائد لواء أحفاد صلاح الدين، مجموعة من فصائل الجيش السوري الحر الكردية بمجملها والتي تقاتل في شمال حلب.

وكانت الباب، والتي تقع 23 كم جنوب الراعي، تحت سيطرة تنظيم الدولة منذ آواخر عام 2013، وهي آخر ما يتشبث به تنظيم الدولة في محافظة حلب. والمدينة أشد تحصيناً واحتشاداً من جرابلس أو أية قرية أخرى على طول الحدود التركية، من تلك التي سيطر عليها ثوار الجيش السوري الحر إلى الآن خلال حملة الأسبوعين.

وفي الوقت الراهن، فإن ثوار شمال حلب مندفعين نحو الباب، ولكن فيما إذا قطع عنهم الدعم الجوي التركي، فمن غير الواضح إذا كان بوسعهم السيطرة على المدينة.

ثوار الجيش السوري الحر القادمون من جرابلس وهم يلتقون برفاقهم الآتين من الراعي، مساء الأحد، بعد طرد تنظيم الدولة من الحدود الجنوبية. حقوق نشر الصورة لـفرقة الحمزة

وجاهد الثوار أنفسهم لأخذ بلدة الراعي الحدودية وإحكام السيطرة عليها، فاستولوا عليها مرتين في نيسان، وحزيران ومرة في آب قبل أن تساندهم تركيا في استعادتها يوم السبت.

وأكد المتحدث العسكري في حركة نور الدين الزنكي، النقيب عبد السلام عبد الرزاق أهمية الدعم التركي لمقاتليه في تحقيق التقدم الآخير في شمال حلب.

وقال لسوريا على طول، يوم الاثنين، “استفدنا من الغطاء التركي، ولا سيما الجوي، ومن التجهيزات التقنية (…) وخاصة في فتح ثغرات في خطوط دفاع العدو وتحصيناتهم، فنحن لا نملك أية وسيلة لهذه المهمة الدفاعية”.

وفي حين مايزال الدعم التركي الحيوي لثوار شمال حلب مستمراً حالياً، إلا أنه “ليس لدينا حتى اللحظة اي معلومات عن نية القوات التركية التقدم معنا  باتجاه منبج والباب، فهذا الأمر يخص تركيا ولم يتم ابلاغنا باي شيء حتى اللحظة، وفق ما قال مصدر إعلامي من الجبهة الشامية، لسوريا على طول، وطلب عدم ذكر اسمه.

وكان بن علي يلدريم، رئيس الوزراء التركي قال في خطاب متلفز، الأحد، “نحن هنا لحماية حدودنا (…) لحماية أرواح وممتلكات مواطنينا ولضمان وحدة سورية”.

كما قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لمراسلين في الصين، على هامش مشاركته في قمة العشرين، إن بلاده “لن نسمح بإنشاء معبر للإرهاب على حدودنا الجنوبية”.

ويبدو أن الإنتصار الذي حققه الثوار، الأحد، ضد تنظيم الدولة يصب في ذلك الهدف: فتنظيم الدولة لم يعد يسيطر على مناطق على الحدود الجنوبية التركية مع سورية. لكن الأمر الذي ما يزال غامضاً هو إلى أي مدى سيمتد عمق المنطقة العازلة والبالغ طولها 90 كم، التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر والتي أنشأتها أنقرة، غرب نهر الفرات.

وتشير خريطة للمنطقة تم التقاطها في عطلة نهاية الأسبوع، ونشرتها وكالة الأناضول للأنباء الرسمية في تركيا  أن “المنطقة الآمنة يتوقع اتساعها”.

وقال المتحدث العسكري في حركة نور الدين الزنكي النقيب عبد السلام عبد الرزاق، لسوريا على طول إن “عملية درع الفرات لم تنته، وسوف نتابع العمل حتى تحقيق كامل الأهداف لهذه العملية والوصول إلى مدينة الباب وتحريرها، ليكون كامل الريف الحلبي الشرقي محرراً من كافة التنظيمات الإرهابية”.

وليست فصائل الثوار التي تدعمها تركيا وحدها من تسعى للسيطرة على الباب؛ فبينما يمتلك مقاتلي الجيش السوري الحر مواقعاَ على بعد 20 كم إلى شمال هذه المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، فإن قوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأأكراد، وهي على خلاف مع تركيا، تسيطر على مواقع على نفس البعد تقريباً إلى الشرق، بالقرب من منبج. وصرحت قوات سورية الديمقراطية عن نيتها في السيطرة على المدينة من قبل في هذه السنة.

إلى ذلك، قال محمود أبو حمزة ، قائد لواء أحفاد صلاح الدين، “عند تحريرنا لجرابلس وتوجهنا إلى منبج وصلنا إلى بعد 12كيلو مترا من منبج، ومنعنا البتاغون من التقدم أكثر باتجاه منبج والباب، لكننا سنتجه إلى الباب لأنها مدينة سورية، وهذه قرانا ومدننا حتى لو لم تشارك تركيا معنا.”

 

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال