3 دقائق قراءة

غارات عنيفة تخلف ليلة دموية في أحياء شرقي حلب

 استمرت الغارات الجوية بضرب أحياء شرقي حلب التي يطوقها النظام […]


18 أكتوبر 2016

 استمرت الغارات الجوية بضرب أحياء شرقي حلب التي يطوقها النظام منذ ليلة الأحد حتى صباح يوم الإثنين، مدمرةً مباني سكنية بأكملها، وسط حملة جوية وبرية للاستيلاء على نصف المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة.

وقتلت غارة روسية، كما تواردت الأنباء، 14 فرداً من عائلة واحدة في حي المرجة، شرقي حلب، الخاضع لسيطرة الثوار، في صباح يوم الإثنين، وفق ما ذكر الدفاع المدني وصفحات إخبارية محلية. وتتراوح أعمار القتلى ما بين طفل عمره 18 شهرا، ورجل في الستين من عمره.

ولم يأت الإعلام الحكومي الرسمي على ذكر أية غارات جوية على شرقي حلب، الأحد أو الإثنين.

وجاءت الغارات في الوقت الذي كانت فيه فرق الإنقاذ منشغلة بانتشال عدد مجهول من أهالي  أحياء شرقي حلب، سواء الأحياء منهم أو الموتى، والذين ما يزالون عالقين تحت الأنقاض، بعد ليلة من الغارات الجوية العنيفة التي قتل فيها عشرة على الأقل، وفق ما قال الدفاع المدني. 

عناصر الدفاع المدني في حلب وهم يحاولون انتشال طفل من بين الركام، في حي القاطرجي، الأحد. حقوق نشر الصورة لـ مركز حلب الإعلامي

وكانت الطائرات السورية والروسية، وعلى مدى الثلاثة أسابيع ونصف الماضية، تشن هجوما جويا واسعاً على أحياء شرقي حلب، الخاضعة لسيطرة الثوار، مما أسفر عن مقتل مئات المدنيين. وفي الأيام الأخيرة، بدأ الجيش السوري بالتوغل ببطء عبر هجوم بري على شرقي حلب.

وذكر مصدر عسكري معارض في شرقي حلب، لسوريا على طول، الإثنين، أن “لا تقدم للنظام” داخل المواقع الإستراتيجية المهمة هناك “رغم القصف العنيف”. ولكن الإعلام الموالي للنظام ذكر أنه سيطر على العديد من المواقع الثورية في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة.

وفي يوم الأحد، أفاد الدفاع المدني أن بعض أحياء شرقي حلب قُصفت بالطائرات الحربية الروسية باستخدام الصواريخ الفراغية والقنابل المخترقة التحصينات، المصممة لاختراق الأرض قبل انفجارها، مما تسبب بانهيار المباني وتدمير أهداف تحت سطح الأرض.  

وقال عمر عرب، ناشط إعلامي مقيم حالياً في حي القاطرجي، لسوريا على طول “أدى صاروخ ارتجاجي إلى هدم بناء سكني مؤلف من خمسة طوابق” في حي القاطرجي في شرقي حلب.

البحث عن ناجين بين الأنقاض، الإثنين، حقوق نشر الصورة لـ الدفاع المدني في حلب.

وتظهر الصور والفيديوهات  التي صورت في حي القاطرجي، والتي نشرت على الإنترنت، من قبل مركز حلب الإعلامي، فتى صغيرا، علقت ساقاه وتمسمرت في ركام منزله، وتدلى من الطابق الأعلى للمبنى المحطم بالغارات الجوية. ويبدو وكأنه فاقد الوعي، فيما يحاول عنصر من الدفاع المدني إنقاذه بواسطة الرافعة. وللمفارقة، فإن الشعار الذي كتب على كنزته الصفراء “لا تطلق النار”.

وقال أحد أهالي شرقي حلب، وهو عامل سابق في مصنع، وطلب ذكره باسم أحمد، أنه يتنقل بعائلته بين أحياء شرقي حلب المحاصرة ليتجنب الغارات الجوية.

وقال أحمد، البالغ من العمر 32 عاما، وهو أب لطفلين، لسوريا على طول، الإثنين، “أخشى باستمرار أن يقع لطفلي وطفلتي المشهد الذي نراه للأطفال يومياً، وأن يحتجزوا تحت الأنقاض”.

وفي يوم الإثنين، ذكر الإعلام الحكومي الرسمي “سقوط 49 قتيلاً ومصاباً بين صفوف التنظيمات الإرهابية التكفيرية خلال عمليات الجيش والقوات المسلحة المتواصلة على تجمعاتهم شمال شرق مدينة حلب”.

وقال أحمد، من أهال شرقي حلب لسوريا على طول، الإثنين، أن الحياة في أحياء شرقي حلب “دم وصواريخ وقصف مستمر، وهذا كل ما نراه”.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال