فصائل ثورية تنضم إلى تشكيلات إسلامية كبيرة نتيجة للاقتتال الداخلي
يشهد الشمال السوري ولادة تشكيلات ثورية جديدة، في الوقت الحالي، […]
1 فبراير 2017
يشهد الشمال السوري ولادة تشكيلات ثورية جديدة، في الوقت الحالي، حيث انضمت عدة ألوية صغيرة إلى كل من فصيلي المعارضة الرئيسيين في المنطقة، منذرة بانقسامات داخلية وممهدة الطريق لصراع مستقبلي.
وظهرت ثلاث مجموعات رئيسية في ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة، منذ الأسبوع الماضي: وهي جبهة فتح الشام والفصائل الصغيرة المتحالفة معها، وحركة أحرار الشام وحلفائها، وفصائل الجيش السوري الحر المتحالفة.
وحسب ما قاله أحد الصحفيين لسوريا على طول، أن ذلك يعني مزيدا من الانقسامات في الساحة العسكرية في إدلب. وبغض النظر عن الاختلافات الآيديولوجية فإن إعادة هيكلة الفصائل له “تأثير على أرض الواقع”، وفقا للصحفي المقيم في إدلب، الذي طلب عدم الكشف عن هويته.
وأوضح الصحفي أنه مع ازدياد حجم الكتلتين الإسلاميتين في إدلب، تتوسع الفجوة بين أحرار الشام وجبهة فتح الشام، المجموعتين الحليفتين سابقا ضد نظام الأسد، مما ينذر “بمرحلة جديدة من الاقتتال الداخلي والصراع على السلطة بين القيادات”.
ويبدو أن ما تسبب في ظهور التشكيلات الجديدة في إدلب وغرب حلب هو الاقتتال الذي حدث مؤخرا بين جماعات المعارضة الرئيسية هناك، والذي بدأ في بداية الأسبوع الماضي، عندما هاجمت جبهة فتح الشام، والتي عرفت سابقا باسم جبهة النصرة، مواقع ومقرات جيش المجاهدين، في إدلب وريف حلب الغربي.
شعار هيئة تحرير الشام تصوير:Al Maqalaat Pubs.
وقد يكون سبب اعتداء جبهة فتح الشام، غير المبرر، هو مشاركة بعض الجماعات الثورية، بما فيها جيش المجاهدين، في محادثات الأسبوع الماضي عن وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، التي تمت بوساطة تركيا وروسيا.
واستثني كل من جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة، من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 30 كانون الأول.
وفي غضون ساعات، أثار هجوم جبهة فتح الشام على جيش المجاهدين ردا من صقور الشام والجبهة الشامية، من بين فصائل الجيش الحر الأخرى المتحالفة. كما توسع الاقتتال الداخلي بسرعة ليشمل معظم الفصائل الرئيسية في مناطق المعارضة في شمال غرب سوريا.
ومع استمرار المعارك، الأسبوع الماضي، انضم جيش المجاهدين وستة جماعات ثورية أخرى مع حركة أحرار الشام، وهي إحدى أكبر الجماعات الثورية في سوريا، مشكلين معاهدة دفاع مشترك.
وجاء في بيان لأحرار الشام، حول التشكيل الجديد، يوم الخميس “نحن نرحب بالفصائل التي انضمت لنا، وإن أي هجوم عليها هو بمثابة إعلان حرب على أحرار الشام”.
في المقابل، ردت جبهة فتح الشام، يوم السبت، بالإعلان عن تشكيل هيئة تحرير الشام، وهو تحالف يضم جبهة فتح الشام، حركة نور الدين زنكي وثلاثة فصائل إسلامية أخرى.
وأعلنت هيئة تحرير الشام عن التحالف الجديد في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، داعيا جميع الفصائل الإقليمية للانضمام إلى التحالف “من أجل توحيد راياتنا (…) ويكون ذلك بذرة توحد نقاط القوة والإمكانيات في هذه الثورة”.
ورافق تشكيل التحالفات المتنافسة، سلسلة من الانشقاقات من حركة أحرار الشام والانضمام إلى هيئة تحرير الشام. كان أبرزها، إعلان هيئة تحرير الشام أن قائدها سيكون أبو جابر هاشم الشيخ، القائد العام السابق لأحرار الشام.
إلى ذلك، اختارت العشرات من الكتائب وقادتها، بعد إعلان يوم السبت، الانضمام إلى أحرار الشام أو هيئة تحرير الشام.
ومنذ يوم الاثنين، أعلنت أربعة فصائل ثورية، في محافظة إدلب، انضمامها إلى هيئة تحرير الشام، في حين انضم فصيل واحد إلى صفوف أحرار الشام.
وقال الصحفي، المقيم في إدلب، لسوريا على طول “لم يبق مكان في الشمال للفصائل الصغيرة (…) سيكون هناك ضغط على الفصائل الصغيرة للانضمام إليهم أو إنهائهم”.
“علاقة حذر شديد”
ووصفت كل من أحرار الشام وهيئة تحرير الشام تشكيلاتها الجديدة بأنها خطوات إيجابية نحو الوحدة ثورية. ومع ذلك، يبدو أن التوتر مستمر بين المجموعتين الرئيسيتين مما يثير المخاوف بشأن قتال مستقبلي وعلى نطاق واسع، بين التحالفات الإسلامية المتعارضة حاليا.
وقال النقيب عمار الواوي، أمين سر الجيش الحر، لسوريا على طول، أنه منذ الإعلان عن التشكيلات الجديدة، الاقتتال “لم يتوقف بشكل كامل، إنما توقف فقط عبر البيانات والإعلانات”.
مضيفا “ولكنه مستمر بالبغي والاعتقالات لكل من لم ينضم لهم (أحرار الشام أو هيئة تحرير الشام)”.
أبو جابر هاشم الشيخ، قائد هيئة تحرير الشام. تصوير: مرآة سورية الإخباري.
وتنازعت كل من أحرار الشام وهيئة تحرير الشام، يوم الاثنين، من خلال التصريحات بعد أن اتهمت أحرار الشام الأخيرة بالاستيلاء على مبنى محكمة الأحرار ونقاط التفتيش في دارة عزة، في ريف حلب الغربي، ليلة الأحد.
وطالب بيان أحرار الشام قيادة هيئة تحرير الشام “بوقف الظلم والتصرفات غير المسؤولة”. وتخلت حركة أحرار الشام عن السيطرة على نقاط التفتيش والمحكمة، يوم الثلاثاء وفقا لمفاوض في أحرار الشام.
وبالرغم من الخلاف مع أحرار الشام، تقول قيادة هيئة تحرير الشام أنها واثقة من أن التشكيل الجديد يشكل خطوة واعدة نحو توحيد الثوار في إدلب، وهي المحافظة السورية الوحيدة الخاضعة لسيطرة المعارضة بالكامل.
وقال النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المتحدث باسم نور الدين الزنكي، لسوريا على طول إن “إعلان التشكيل الجديد هو النواة الجامعة لوحدة الفصائل الثورية، التي باتت ضرورة أكثر من أي وقت مضى”.
وأضاف “جاء إعلان التشكيل الجديد كخطوة أولى نتائجها وقف الاقتتال المدمر للثورة”.
من جهته، أعرب النقيب عمار الواوي، أمين سر الجيش الحر، عن قلقه تجاه التشكيلات الجديدة، بالرغم من الحديث عن الوحدة الثورية، محذرا من أن العلاقة بين أحرار الشام وهيئة تحرير الشام “ستكون علاقة حذر شديد”.
وفي وقت مضى، قاتل أحرار الشام وجبهة فتح الشام جنبا إلى جنب، العدو ذاته. كما أن جيش الفتح، الذي أخرج قوات النظام من محافظة إدلب، في آذار 2015، كان مؤلفا من الفصيلين الإسلاميين السابقين.
وتعتنق كل من حركة أحرار الشام وجبهة فتح الشام الفكر السلفي، وتربطهما علاقات بتنظيم القاعدة، كما عبرت كل منهما سابقا عن نيتها في إقامة دولة إسلامية. ولم تعبر أي منهما عن استعدادها للدخول في أي محادثات بشأن وقف إطلاق النار أو المصالحة مع النظام السوري.
ومع نمو حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام، انضمت كتائب الجيش السوري الحر الصغيرة في إدلب إلى تحالفات إسلامية أكبر.
وقال الواوي “شاهدنا المظاهرات ورفع علم الثورة في إدلب (…) وهي تطالب بعودة الجيش الحر”.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن “الحاضنة الشعبية هي حاضنة الثورة وليست حاضنة للإرهاب”.
ترجمة: سما محمد