فصيل جديد ينتزع مجموعة من البلدات والقرى من هيئة تحرير الشام شمال غربي البلاد
تمكن فصيل جبهة تحرير سوريا، الذي تم تشكليه حديثاً، من […]
27 فبراير 2018
تمكن فصيل جبهة تحرير سوريا، الذي تم تشكليه حديثاً، من انتزاع السيطرة على مدينة رئيسية في حلب الغربية إضافة إلى نصف البلدات والقرى الأخرى في مناطق شمال غرب سوريا، الخاضعة لسيطرة المعارضة، من هيئة تحرير الشام، يوم الاثنين.
وقال محمد أديب، ناطق باسم الفصيل، لسوريا على طول، أن جبهة تحرير سوريا “حررت” دارة عزة، إحدى أكبر المدن التي تسيطر عليها المعارضة في حلب الغربية، يوم الاثنين، والتي يقدر عدد سكانها بنحو ٤٠ ألف نسمة.
وأضاف الناطق أن الفصيل استولى على ست مدن أخرى في حلب الغربية ومحافظة إدلب من التحالف الإسلامي المتشدد، هيئة تحرير الشام، في اليوم ذاته.
وأصبح مقاتلو جبهة تحرير سوريا، بعد تطورات يوم الاثنين التي شهدتها حلب الغربية وإدلب، على بعد ١٠ كم من باب الهوى، وهو معبر حدودي رئيسي مع تركيا تسيطر عليه هيئة تحرير الشام منذ تموز ٢٠١٧. ويبدو أن مكاسب جبهة تحرير سوريا الأخيرة هي واحدة من أهم التحديات التي تواجه هيمنة هيئة تحرير الشام على شمال غرب سوريا، الخاضع لسيطرة المعارضة، منذ أن سيطر الأخير على محافظة إدلب بشكل كامل تقريباً وعلى المناطق المجاورة في حماة وحلب من فصائل منافسة له، في تموز ٢٠١٧.
واندلع الاقتتال في بداية الأسبوع الماضي بعد أن أعلن فصيل جبهة تحرير سوريا عن تشكيله من اندماج فصيلي أحرار الشام وحركة نور الدين الزنكي، ودارت اشتباكات بين الفصيلين وهيئة تحرير الشام، في وقت سابق، ضمن سلسلة من الاشتباكات التي عانت منها صفوف المعارضة في شمال غرب سوريا لأكثر من عام.
مقاتلو جبهة تحرير سوريا مع سكان دارة عزة، يوم الاثنين. تصوير: إدلب بلس.
وتقود جبهة فتح الشام – جبهة النصرة سابقاً – تحالف هيئة تحرير الشام الإسلامي “المتهم بالتشدد” الذي تشكل في كانون الثاني ٢٠١٧، وتسيطر الهيئة إلى حد كبير على محافظة إدلب والمناطق المجاورة الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظتي حلب وحماة.
في السياق، أكد عماد الدين مجاهد، مدير العلاقات الإعلامية للهيئة، أنهم فقدوا السيطرة على دارة عزة والقرى المجاورة يوم الاثنين، وأنهم “يحاولون استعادة السيطرة على المدينة والرد على اعتداء الزنكي”.
ولم تعترف الهيئة باندماج أحرار الشام ونور الدين الزنكي كما لم تستخدم مسمى “جبهة تحرير سوريا” في وسائل الإعلام الرسمية أو البيانات.
واستولى مقاتلو الهيئة على دارة عزة من أحرار الشام في تموز ٢٠١٧ عقب اشتباكات واسعة النطاق اندلعت بسبب استخدام علم الثورة السورية، وانشق فصيل الزنكي، الذي كان فصيلاً رئيسيا في الهيئة، عن التحالف الإسلامي نتيجة لذلك.
ووقعت اشتباكات يوم الاثنين بين جبهة تحرير سوريا وهيئة تحرير الشام بالقرب من دارة عزة جنوب نقطة مراقبة تابعة للقوات المسلحة التركية تم إنشاؤها مؤخراً، في ريف حلب الغربي، ولم تعلق وسائل الإعلام التركية بشأن الاشتباكات الجارية بين المعارضة في شمال غرب سوريا.
“الحركة مشلولة”
في الوقت الذي انتشرت فيه الاشتباكات بين الهيئة وجبهة تحرير سوريا عبر مناطق سيطرة المعارضة في محافظتي حلب وإدلب، قال اثنان من سكان المنطقة لسوريا على طول، يوم الاثنين، إن المدنيين عالقين في منازلهم.
وقال اسماعيل محيي الدين، أحد سكان بلدة حزانو في شمال ادلب، لسوريا على طول، يوم الاثنين “لم نغادر منزلنا خلال يومين… الحركة مشلولة”.
وقال الأب البالغ من العمر ٢٨ عاماً “إن ما يحدث الآن لا يتحمله العقل”.
وانتزعت جبهة تحرير سوريا السيطرة على حزانو من الهيئة، يوم السبت، وتقع البلدة على الطريق الذي يربط معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا ومحافظة إدلب، وتسيطر الهيئة على كل منهما.
بدورها قصفت الهيئة واقتحمت بلدة حزانو في محاولة لاستعادة البلدة يوم الاثنين، بحسب ما قالته جبهة تحرير سوريا عبر التلغرام.
وتواصلت سوريا على طول مع اثنين من المتحدثين باسم الدفاع المدني السوري – أحدهما في محافظة إدلب والآخر في غربي حلب – فضلاً عن عضو في مديرية صحة إدلب التي تديرها المعارضة للحصول على معلومات عن الإصابات في صفوف المدنيين يوم الاثنين، إلا أن المصادر رفضت التعليق على موضوع الاقتتال الداخلي خشية الأعمال الانتقامية من كلا الطرفين.
وقال أحد المسعفين في غربي حلب إن الاقتتال بين أطراف المعارضة أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ٢٠ شخصاً في الريف الذي يسيطرون عليه، وأضاف أنه لا يستطيع تقديم “أرقام دقيقة”، طالباً عدم ذكر اسمه وموقعه بالضبط، خوفاً من الأعمال الانتقامية أيضاً.
وأثناء الاقتتال الأخير، أنشأ كل من جبهة تحرير سوريا وهيئة تحرير الشام نقاط تفتيش وسواتر ترابية في ريف حلب الغربي، وفقاً لما ذكره المسعف، مما أدى إلى “قطع الطرق”، وجعل من الصعب على سيارات الإسعاف نقل المرضى إلى المنشآت الطبية بسرعة.
وقال المسعف “هناك صعوبة شديدة في العمل تحت هذه الظروف بالنسبة لنا كمسعفين”.
ساهم في إعداد هذا التقرير طارق زيد الحريري، آدم الأحمد، وآلاء صفوان.
ترجمة: سما محمد