قادة ثوار: النظام يسعى إلى تطويق مدينة حلب لتأكيد قدرته على التقدم في ظل الدعم الروسي
يسعى النظام السوري بالتعاون مع حلفائه إلى تطويق مدينة حلب […]
20 أكتوبر 2015
يسعى النظام السوري بالتعاون مع حلفائه إلى تطويق مدينة حلب المتنازع عليها، عبر حملة برية تنطلق من الريف الجنوبي للمحافظة “ليرسل رسالة إلى العالم (…) أن بإمكانه أن يتقدم بوجود الدعم الروسي”، وفق ما ذكر قائد عسكري ميداني رفيع المستوى لسوريا على طول، الإثنين.
في يوم الجمعة، أطلق النظام قواته البرية من مقراتها في السفيرة ومعامل الدفاع المجاورة، والتي تبعد نحو 20 كيلومترا جنوب شرق مدينة حلب. من هذه النقاط سينطلق الهجوم المزدوج من المحور الشمالي الشرقي والمحور الغربي لريف حلب الجنوبي. والهدف حسب ما قال ثلاثة من قادة الثوار لسوريا على طول، تشكيل طوق أمني مكتمل، يضيق الخناق على الثوار والمدنيين بداخله.
وحسب الرائد أحمد أبو اسماعيل، ضابط بغرفة عمليات فتح حلب لسوريا على طول، يوم الإثنين، فإن النظام يحاول من خلال هذه المعارك، تشكيل طوق أمني واسع حول مدينة حلب. وتشكلت غرفة عمليات فتح حلب في نيسان الماضي لحسم المعركة في مدينة حلب. وضمت الجبهة الشامية وأحرار الشام وفيلق الشام وفصائل متنوعة من القوى الثورية التابعة للجيش السوري الحر.
وأضاف الرائد أبو اسماعيل، النظام وبمؤازرة الطيران الروسي “يستخدم ريف حلب الجنوبي مقراً لشن عملياته ليربط المناطق التي سيطر عليها ببعضها، من خلال عزل الثوار والمناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة شمالي وشرقي وغربي المدينة”.
وذلك “تماماً هو ما يسعى نظام الأسد إليه”، وفق ما قاله فايز العبدالله، ملازم أول في غرفة عمليات فتح حلب، في محادثة منفصلة، لسوريا على طول، مؤكداً تحليلات زميله.
الرسالة المتضمنة
النظام يريد أيضاً أن يوجه رسالة إلى العالم أن بإمكانه التقدم بدعم الطيرن الروسي، ولذلك شن هذه المعركة “الكبيرة”، وفق العبدالله.
وكان النظام بدأ في السابع من تشرين الأول، هجومه البري وسط وشمال غرب سوريا بمساندة الطائرات الحربية الروسية، وفتح خمس جبهات للسيطرة على المراكز الرئيسية حول اللاذذقية وحماة وحمص وحلب.
إلى ذلك، قال أبو رامي، عقيد في الجبهة الشامية من ريف حلب الجنوبي، لسوريا على طول، الإثنين، “الوضع صعب فالنظام يتقدم تحت تغطية جوية كثيفة من الطيران الروسي، فهو يتبع سياسة الأرض المحروقة، ويستخدم الغطاء الجوي والقوى النارية للدبابات والعناصر الإيرانية والأفغانية”.
وينظر إلى التدخل الروسي العلني على أنه يخرج كلا من الثوار والنظام، على حد سواء، من عقدة مدينة حلب وينهي حالة الثبات والعجز عن التقدم. فالمعارك السابقة لم تحسم حيث أخفق النظام في بداية هذه السنة بإكمال تطويق حلب، مع توحد الثوار للدفاع عن حندرات، المدخل الرئيسي إلى ثاني أكبر مدينة في سوريا.
وكانت النقطة التي انطلقت منها المعركة الآخيرة هي مدينة السفيرة ومنشآت معامل الدفاع، بحسب أبو اسماعيل، ضابط في غرفة عمليات فتح حلب. وثكنات معامل الدفاع هي مقرات لإنتاج البراميل المتفجرة ومنصة عسكرية لشن الغارات الجوية للنظام المناطق المجاورة.
وفي الوقت نفسه، وصف قائد ثوري لموقع سوريا على طول مدينة السفيرة التي تقع على طريق صحراوي يصل مدينتي حماة وحلب بـ”مركز جاذبية النظام”.
ومن هذه النقاط، تتجه قوات النظام غرباً، بداية للسيطرة على حندرات، معقل الثوار ويبعد 31 كيلومتراً عن السفيرة، ومن ثم طريق دمشق حلب الدولي.
وتتجه أيضاً إلى الشمال الشرقي نحو المحطة الكهربائية الحرارية، التي دمرت بعد قصفها بطيران التحالف الدولي الذي تقوده أميركا، ما تسبب بقطع التيار الكهربائي عن كافة أحياء المدينة.
وبالقرب من المحطة الكهربائية الحرارية، يقع مطار كويرس العسكري المحاط بقوات تنظيم الدولة وهو هدف آخر في هجوم النظام. من كويرس، تعتزم القوات النظامية الصعود إلى باشكوي والمنطقة الصناعية شمال شرقي مدينة حلب، ومن ثم إلى الريف الشمالي الغربي لفك الحصار عن مدينتي نبل والزهراء ذاتا الغالبية الشيعية، كما يوضح أبو اسماعيل.
وفيما لو نجح النظام بذلك، فإنه سيتمكن من محاصرة حلب من الجهات جميعها، وفقا لما قاله أبو رامي، عقيد في الجبهة الشامية.
وإلى وقت النشر، لاتزال المعارك في مراحلها الآولية مع تقارير تشير إلى تقدم طفيف للنظام، حيث سيطر الجيش السوري على قريتين وهضبة من الثوار في شمال شرق السفيرة، وفق ما قال رضا الباشا، مراسل قناة الميادين اللبنانية الموالية للنظام لموقع سوريا على طول، الإثنين.
محاولة لسد رمق النازحين
روايات المدنين تحكي عن قصف روسي لايتوقف، وأن القصف الجوي السوري ربما كان مرافقاً له في ريف حلب الجنوبي، الذي نزح منه أكثر من 55 ألف مدني باتجاه ريف حلب الغربي وإدلب، منذ بدء المعارك في يوم الجمعة، حسب ما أفاد إبراهيم رضوان، مدير مكتب الاتحاد العام للجمعيات الإغاثية بمدينة حلب، لموقع الحل السوري.
و”لم تفارق الطائرات الروسية سماء الريف الجنوبي” منذ بدأت المعركة، حسبما ذكر عمار الحلبي، صحفي مدني متواجد على الجبهة لسوريا على طول، يوم الإثنين.
ويعتبر أهالي ريف حلب الجنوبي أن الهجوم الروسي “الهمجي” المستمر على تلبيسة وجسر الشغور، في وسط وشمال غرب سوريا، كان السبب في نزوح المدنيين عن قراهم.
ويقول أبو العز الحلبي، أحد أهالي ريف حلب الجنوبي الذي نزح شمالا بالقرب من الحدود التركية، “رأينا ما جرى في جسر الشغور وتلبيسة من توحش القصف الروسي وكثافته الذي لا يفرق بين مدني ومقاتل، وإنما يقوم بالانتقام من المدنيين”، ولذلك “قررنا أن نهرب بأطفالنا”.
وفي مواجهة أعباء النزوح، لا يوجد في ريف حلب الجنوبي، سوى منظمة إغاثية واحدة فقط تعمل، وهي غير مهيئة إطلاقاً للتعامل مع موجة النزوج الأخيرة.
ولا تستطيع منظمة لوحدها سد الحاجة و”لكن فقط كسد رمق، كتأمين خيم وماء وطعام على قدر المستطاع لأن الوضع صعب”، يقول الصحفي باسل أبو حمزة، من ريف حلب الجنوبي، الذي كان متواجداً في الأراضي الزراعية لسوريا على طول.
وترك أغلب المدنيين قراهم وتوجهوا إلى الأراضي الزراعية القريبة، والتي لا تعتبر آمنة نهائياً. ووجد بعض الناس خيماً يلجأون إليها، بينما بقي عدد كبير دون مأوى، وهم الآن موجودون في العراء، يقول الحلبي ومن حوله جموع النازحين.
وسقطت “بعض القذائف على بعد أمتار من مكان تواجد العائلات في الأراضي الزراعية، وفي كل ثانية قذيفة أو برميل أو صاروخ”، حسب أبو حمزة.