قافلة مساعدات إنسانية تصل لآلاف النازحين في مخيم الركبان بعد حرمان لثمانية شهور
وصلت طرود المساعدات الغذائية ومواد التنظيف للمرة الأولى منذ ثمانية [...]
10 يناير 2018
وصلت طرود المساعدات الغذائية ومواد التنظيف للمرة الأولى منذ ثمانية أشهر هذا الأسبوع إلى آلاف السوريين الذين غمرتهم ” السعادة والسرور” في مخيم نزوح يمتد على طول الحدود السورية الأردنية، وفقاً لما ذكرته مصادر محلية على الأرض لسوريا على طول.
ونقلت الرافعات الطويلة 3 آلاف طرد من المساعدات عبر الحدود الأردنية إلى مخيم الركبان النائي في الصحراء الواقعة جنوب شرق سوريا، بدءاً من يوم الاثنين، بحسب ما قاله رئيس المجلس المحلي في المخيم لسوريا على طول، ويذكر أن الأمم المتحدة تشرف على تقديم المساعدات الجارية.
ويعتبر مخيم الركبان مخيماً مؤقتاً لما يقارب 60 ألف نازحاً سورياً في منطقة منزوعة السلاح بين سوريا والأردن تعرف باسم “الساتر الترابي”.
وتقطعت السبل بآلاف المدنيين في الصحراء مع ندرة الغذاء والماء والإمدادات الطبية بعد أن فروا من المعارك ضد تنظيم الدولة في دير الزور شرق سوريا في الاشهر الأخيرة، ويعتمدون على الدعم الخارجي للبقاء على قيد الحياة.
ووصلت المساعدات الأخيرة إلى مخيم الركبان بعد يوم واحد من إعلان الحكومة الأردنية السماح بإرسال شحنة من المساعدات الإنسانية “لمرة واحدة” إلى المخيم غير الرسمي الواقع بمنطقة نائية في الصحراء.
وقال رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان محمد أحمد الدرباس لسوريا على طول، يوم الثلاثاء أن الشاحنات المتمركزة داخل مخيم الركبان تمكنت من تنزيل 3 آلاف طرد من المساعدات في المنطقة منذ يوم الاثنين، مضيفاً أن الطرود تم توزيعها على 1200 عائلة على الأقل حتى الآن.
شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية في مخيم الركبان، يوم الاثنين، تصوير كتيبة محمد.
ومن المتوقع أن يوزع المتطوعون المحليون الذين يعيشون في الركبان حوالي 10 آلاف طرد “طرد واحد لكل عائلة” في المخيم على مدار الأسبوع.
وذكر الدرباس أن كل طرد يحتوي على ما يكفي من الغذاء ومستلزمات التنظيف ولوازم النظافة الصحية النسائية لمدة “شهر واحد” لكل عائلة، مؤكداً أن “كمية المساعدات لا تكفي” لما يقارب 12 ألف أسرة داخل المخيم.
وتمكنت سوريا على طول من التواصل مع المتحدث باسم منظمة اليونيسيف، وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن خط أنابيب المياه فى المخيم، يوم الثلاثاء، الذي قال أنه لا يستطيع تقديم أي تعليق بشأن تقديم المساعدات، مضيفاً أنه سيتم الإعلان بخصوص ذلك في بيان رسمي للأمم المتحدة حول مخيم الركبان يوم الأربعاء.
ويعتمد السوريون داخل مخيم الركبان المنعزل بشكل كلي على المساعدات الخارجية من أجل العيش، وبالرغم من أن كمية المساعدات التي يمكنهم الحصول عليها من محيطهم قليلة جداً، إلا أن السكان النازحين عاشوا عليها لسنوات في تلك المستوطنة غير الرسمية.
ولكن الخلايا النائمة التابعة لتنظيم الدولة على الجانب السوري من الحدود تهدد المخيم بشكل مستمر، وخلال العامين الماضيين قام التنظيم بتنفيذ هجمات بالسيارات المفخخة، مما جعل استحالة دخول العاملين بالإغاثة الخارجية.
واعترف تنظيم الدولة بتفجير سيارة مفخخة في حزيران 2016، الذي أسفر عن مقتل سبعة جنود أردنيين في نقطة حرس الحدود خارج الركبان، مما دفع عمان إلى إغلاق الحدود تماماً.
وأعلنت الحكومة الأردنية حدودها الشمالية والشرقية منطقة عسكرية مغلقة عقب الهجوم، مما أدى إلى توقف وصول المساعدات إلى الركبان برًا، ونادراً ما تقدم الشاحنات مساعدات إلى الركبان ، كما فشلت اليونيسف التي تدير خط أنابيب المياه مرتين من تزويد المخيم بالمياه من الأراضي الأردنية في الأشهر الأخيرة.
ولم تثمر المفاوضات التي جرت في أواخر عام 2017 بين مكاتب الأمم المتحدة في دمشق وعمان، وكذلك مفاوضات الثوار المتواجدين بالقرب من مخيم الركبان لإنشاء طريق لدخول المساعدات البرية إلى المخيم من خلال الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية، ولم يتضح بعد ما إذا كانت المحادثات مستمرة أم لا حتى الآن.
وآخر عملية إيصال للمساعدات دخلت إلى الركبان كانت في أيار عام 2017، عندما تم وصول شاحنات تحمل علامات اليونيسف مزودة بمجموعة من المواد الغذائية ولوازم النظافة الصحية عبر الأردن.
وصرح مدير المخيم أبو عبد الله العبيدي لسوريا على طول عبر برنامح الواتساب بعد ظهر الاثنين أن شحنة المساعدات التي وصلت إلى المخيم سيتم توزيعها خلال الأسبوع الجاري من قبل الإدارة المدنية للمخيم وجيش العشائر، فصيل تابع للجيش السوري الحر.
وأضاف أنه سيستمر التوزيع لمدة أسبوع “حتى تصل المساعدات إلى كافة العائلات في الركبان”.
وقال قتيبة المحمد البالع من العمر35 عاماً أحد سكان المخيم لسورية على طول، بعد ظهر اليوم الاثنين، “المساعدات الغذائية التي وصلتنا اليوم كانت رحمة”، وبينما كان ينتظر دوره للحصول على المساعدات الغذائية والصحية تابع “الأهالي كانوا بقمة الفرح والسرور بشحنة المساعدات”.
ترجمة: بتول حجار