قد لا يتيح لحامله دخول بلاده: الجواز السوري الأكثر سوءاً وتكلفة
فيما يعتبر ثالث أسوأ جوازات السفر، تبدو المفارقة في كون الجواز السوري هو الأعلى تكلفة عالمياً، وأسوأ من ذلك أن صلاحية الجواز في الغالب الأعم من الحالات هو سنتان فقط، للمتواجدين خارج الأراضي السورية.
20 يناير 2021
عمان- فيما تتشابه جوازات السفر عموماً في وظيفتها، فإنها فعلياً تعكس قوة الدولة المصدرة لكل منها لناحية عدد الدول التي يُسمح لحامل جواز سفر ما دخولها من دون الحاجة لتأشيرة.
في هذا السياق، تستمر قيمة جواز السفر السوري بالانخفاض، بحسب مقياس هينلي المستند إلى بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي. إذ تذيل الترتيب الأحدث لـ110 جواز سفر، قابعاً ضمن الثلاثة الأسوأ عالمياً على الإطلاق، ومتقدماً فقط على كل من جوازي السفر العراقي والأفغاني.
في المقابل، تربعت اليابان على رأس القائمة؛ إذ يُسمح لحامل جواز سفرها دخول 191 دولة من دون تأشيرة مسبقة، تليها سنغافورة بإمكانية دخول 190 دولة، فكوريا الجنوبية بـ189 دولة.
ويسمح الجواز السوري لحامله، بحسب مقياس هينلي، دخول تسع وعشرين دولة من دون تأشيرة مسبقة، من أبرزها:
- ثلاث دول شرق أوسطية، هي إيران، ولبنان، واليمن.
- أربع دول آسيوية، هي ماكاو، وماليزيا، والمالديف، وتيمور الشرقية.
- اثنتا عشرة دولة أفريقية، من بينها السودان وموزمبيق.
فيما اقتصرت دول القارة الأميركية على دولة واحدة، هي بوليفيا. وتوزعت الدول العشر الباقية على منطقة بحر الكاريبي والقارة الأوقيانوسية.
ورغم تراجع قوة جواز السفر السوري نتيجة الحرب، من المركز 96 في العام 2012 إلى المركز 108 مطلع العام الحالي، يظل جديراً بالملاحظة أن عدد الدول التي كان يحق لحامل جواز السفر السوري دخولها من دون تأشيرة مسبقة قبل العام 2011 لم يكن كبيراً أيضاً، إذ لم يتجاوز 37 دولة.
الأسوأ والأغلى
فيما يعتبر ثالث أسوأ جوازات السفر، تبدو المفارقة في كون الجواز السوري هو الأعلى تكلفة عالمياً. إذ بموجب المرسوم رقم 17 لعام 2015، يتعين على السوري المتواجد خارج الأراضي السورية دفع 300 دولار أمريكي للجواز العادي الذي يستغرق استخراجه بين شهر إلى شهرين، أو 800 دولار للجواز المستعجل، مضافاً لها الرسوم القنصلية. وأسوأ من ذلك أن صلاحية الجواز في الغالب الأعم من الحالات هو سنتان فقط، تم رفعها مؤخراً إلى سنتين ونصف السنة، لا فرق في ذلك بين ذكر وأنثى، بالغ أو طفل، مع الإناث والذكور دون سن الثامنة عشرة غير مطلوبين للخدمة العسكرية التي قد تتذرع بها دمشق لعدم منح جواز سفر لمدة ست سنين للذكور الذين أتموا الثامنة عشرة من عمرهم ولم يؤدوا الخدمة العسكرية.
أما داخل مناطق سيطرة نظام دمشق، فتبلغ تكلفة إصدار الجواز العادي ضمن نظام الدور 13 ألف ليرة سورية (4.5 دولار، وفق سعر الصرف في السوق الموازية البالغ 2,920 ليرة للدولار)، 30,800 ليرة (10.5 دولار) للمستعجل. لكن بحسب الأمم المتحدة، هناك أكثر من 5.5 لاجئ سوري يعيشون في دول الجوار وشمال أفريقيا، مضطرون حتماً لمراجعة السفارات والقنصليات السورية في أماكن لجوئهم للحصول على جواز سفر كونه الوثيقة الوحيدة المعترف بها في دول اللجوء والهجرة للحصول على الإقامة النظامية كما في مصر وتركيا، أو أقلها استكمال معاملات حكومية وإجراء تحويلات مالية.
وعلى سبيل المقارنة، فإن جواز السفر التركي الذي يعد الأعلى تكلفة عالمياً بعد الجواز السوري، بحوالي 251 دولاراً، يسمح لحامله بدخول 110 دول من دون تأشيرة مسبقة، وهو صالح لمدة عشر سنوات. أما في حالة اليمن التي تعاني من نزاع مسلح منذ العام 2015، فتبلغ تكلفة جواز السفر العادي بصلاحية ست سنوات لمن هم فوق الثامنة عشرة من العمر، حوالي 133 دولاراً، تنخفض للطلبة والمبتعثين إلى 42 دولارا، إلا في حال كان الطلب مستعجلاً فتكون التكلفة 85 دولاراً.
في المقابل، تبلغ تكلفة جواز السفر الياباني، الأقوى عالمياً، 115 دولاراً فقط، بصلاحية تبلغ عشر سنوات.
معاناة تقديم الطلب
فوق كل ما سبق، يمثل تقديم طلب الحصول على جواز سفر سوري في الخارج معاناة استثنائية، لاسيما في القنصلية السورية في مدينة اسطنبول التركية. إذ إستغرقت رحلة علا المقيمة في مدينة غازي عنتاب التركية، للحصول على جواز السفر السوري مدة أربع أشهر، كما قالت لـ”سوريا على طول”. لكن توجب عليها بداية “حجز دور مقابل مائتي دولار عن طريق مكتب”. موضحة أن “فترة انتظار الدور قد تصل لشهرين”.
أما في القنصلية وبعد توقيع الأوراق المطلوبة مرفقة بجواز السفر المراد تجديده أو الهوية السورية في حال كان التقديم للمرة الأولى، فيتوجب على المواطن السوري “الانتظار مرة ثانية مدة أسبوعين لحين وصول الموافقة [الأمنية]” التي تحدد “صلاحية جواز سفر؛ لسنتين ونصف السنة أو ست سنوات، وبعدها تدفع الرسوم الخاصة بالجواز العادي أو المستعجل”، كما روت.
بعد كل ذلك، تبقى المفارقة الأغرب أنه حتى في حال تجاوز السوري جميع الصعوبات، واستطاع الحصول على جواز سفر، فإنه قد لا يتيح له هذا الجواز دخول بلده سوريا نفسها؛ إذ يجبر نظام الأسد كل سوري يريد دخول البلاد على تصريف 100 دولار بحسب سعر الصرف الرسمي قبل السماح له بدخول “وطنه”.