قرية جبلية صغيرة ولكنها استراتيجية: قوات النظام وعناصر حزب الله تطرد سكان هريرة
طردت مئات العائلات من قرية في جبال القلمون، للمرة الثانية […]
11 أغسطس 2016
طردت مئات العائلات من قرية في جبال القلمون، للمرة الثانية منذ أقل من شهر.
وتربط قرية هريرة المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في وادي بردى مع قريتي مضايا والزبداني المحاصرتان من قبل النظام، واللتان تعتبران نقطة انطلاق طرق التهريب لحزب الله إلى لبنان المجاور.
وباستخدام مكبرات الصوت، أعطت قوات النظام السوري وعناصر حزب الله، يوم السبت الماضي، أهالي قريرة هريرة، الواقعة على بعد ما يقارب 30 كم شمال غرب دمشق، مهلة مدتها 24 ساعة لإخلاء منازلهم.
ودخلت القوات الموالية للنظام، يوم الأحد عند الساعة الثانية عشر ظهرا، القرية و”هجرت ما بين 200 إلى 250 عائلة منها”، حسب ما قاله ناشط فر من القرية، وهو الآن في مكان مجهول في ضواحي دمشق لمراسل سوريا على طول، وليد النوفل.
وأضاف الناشط “سمح للأهالي المطرودين بالخروج لأي منطقة سواء المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة أو النظام، وسمح لهم بإخراج الملابس الشخصية وأكياس صغيرة لبعض حاجياتهم”.
وكان عناصر حزب الله وقوات النظام التي تحاصر قرية هريرة وجهت، في 17 تموز، تحذيرا مماثلا للأهالي وغادرت حينها 400 عائلة منهم، وذلك وفق تقرير سابق لسوريا على طول. وردا على اقتحام هريرة، أعدمت جبهة النصرة 12 أسيرا من قوات النظام، حسب فيديو انتشر على الإنترنت.
أما العوائل التي بقيت في القرية بعد حادثة تموز؛ فهي “عوائل للمقاتلين أو المطلوبين للخدمة العسكرية” بحسب ماقاله الناشط لسوريا على طول، في 20 تموز.
ما الذي حدث مؤخراً في بلدة هريرة، وكم بلغ عدد العائلات التي خرجت وإلى أين؟
أعطت قوات النظام أهالي بلدة هريرة، يوم السبت، مهلة 24 ساعة لإخلاء البلدة والخروج منها لأي منطقة سواء لسيطرة المعارضة أو النظام.
حيث انتهت المهلة في تمام الساعة 12 ظهراً يوم الأحد الماضي، واقتحم عناصر من حزب الله وقوات النظام القرية، وأجبروا أهلها على الخروج.
خرج ما بين 200 – 220 عائلة ممن تبقى من أهالي القرية، لقرى وادي بردى ورنكوس، ومنطقة القلمون، كما خرج عدد قليل من الأهالي باتجاه مناطق النظام.
صورة لقرية هريرة الجبلية. حقوق نشر الصورة: لصفحة قرية هريرة في ريف دمشق.
ماذا فعلت قوات النظام بعد اقتحامها للبلدة، وهل خرج جميع أهالي القرية؟
اتبعت قوات النظام وحزب الله نفس المنهج والأسلوب الذي اتبعته في منطقة الزبداني من تهجير السكان وإنذارهم، وقامت يوم الإثنين بتفجير وحرق بعض المنازل على أطراف قرية هريرة بوضع عبوات ناسفة داخل المنزل وتفجيرها، وذلك بعد نهب وسلب محتوياتها من عفش وخلاطات مياه، وحنفيات والاثاث والأدوات المنزلية، وبيعها، ما تقوم به هو مشروع تهجير قسري بامتياز.
الأهالي لم تخرج بشكل كامل من البلدة، النظام سمح لبعض العائلات المؤيدة له بالبقاء، كالعائلات التي مازال ابنائها في صفوف الجيش والأمن، وعائلات قتلى النظام، وتم تهجير جميع العائلات المدنية وعائلات الثوار والعائلات التي يوجد فيها أشخاص مطلوبين للخدمة الإجبارية.
لم تتعرض قوات النظام للأهالي اثناء خروجهم من القرية، حيث سمحت لهم بالخروج لأي منطقة سواء المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة أو النظام.
هل استطاع الأهالي إخراج أمتعتهم وحاجياتهم معهم، وهل حددت قوات النظام لهم فترة معينة ليعودوا بعدها؟
سمحت قوات النظام للأهالي بحمل الملابس الشخصية وأكياس صغيرة لبعض حاجياتهم، ومنعتهم من إخراج أثاث المنازل والأدوات الكهربائية وغيرها من المواد، ولم تحدد قوات النظام فترة معينة لعودة الأهالي لمنازلهم، فهي تحاول تكرار ما فعلته في الزبداني وغيرها من المناطق التي هجرت أهلها.
لم تعطِ قوات النظام أي تعويض مادي للعائلات التي خرجت من منازلها، فالنظام يسعى للتغيير الديموغرافي في المنطقة، بلدة هريرة تعتبر الفاصل بين القلمون الغربي، وقرى وادي بردى، وتفصل أيضاً بين القلمون الغربي ومنطقة الزبداني ومضايا.
تبعد عن مضايا 4 كم، ويسعى النظام للتمركز فيها لمنع التقاء قوات المعارضة مع بعضها في المنطقة.
ترجمة: بتول حجار