قوات التحالف تصعد هجماتها شمال شرق حلب لتصل مدرسة للنازحين
أطلقت الطائرات الحربية، بقيادة الولايات المتحدة، ستة صواريخ على مدرسة […]
21 يوليو 2016
أطلقت الطائرات الحربية، بقيادة الولايات المتحدة، ستة صواريخ على مدرسة في شمال شرق حلب، يوم الثلاثاء، وذلك بحسب ما صرحت به مصادر موجودة على الأرض، لسوريا على طول، ليكون ذلك أعنف هجموم لقوات التحالف على المدنيين، خلال الحملة الجوية المستمرة منذ سنتين في سوريا.
ودمرت الغارة الجوية، التي شنت قرابة الساعة الثالثة فجرا، مدرسة في بلدة توخار، البالغ عدد سكانها 3500 نسمة، وتقع على بعد 15 كم شمال شرق مدينة منبج، الواقعة تحت سيطرة التنظيم، وتراوحت أعداد القتلى بين 65 إلى 160 شخصا.
وذكرت القيادة المركزية الامريكية أن “11 غارة جوية ضربت ثمانية مقرات استراتيجية لتنظيم الدولة، بالقرب من منبج” خلال الـ48 ساعة الماضية.
ولم تعلق القيادة المركزية الامريكية على الغارات التي استهدفت بلدة توخار، حيث تقع المدرسة التي استخدمت كملجأ للنازحيين السوريين.
إلى ذلك، قال أبو عمر المنبجي، ناشط اعلامي من منبج، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، أن المدرسة “يقطنها النازحون من القرى المجاورة، ووصل عدد القتلى حتى اللحظة إلى 124 قتيلا، والعدد قابل للزيادة”.
صورة لغارة جوية قرب منبج شنتها طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في 30 حزيران. حقوق الصورة ل CJTF قوة المهام المشتركة.
ومنذ شهر آيار الماضي، تساعد قوات سوريا الديمقراطية، المتعددة الأعراق والتي يقودها الأكراد، الغارات الجوية الموجهة من قبل التحالف، بهدف استعادة مدينة منبج، التي سقطت بيد التنظيم في أوائل عام 2014.
ومن جهته، قال كريس وودز، مدير Airwars، منظمة غير ربحية مقرها لندن، تقوم برصد ومراقبة الضربات الجوية الدولية ضد تنظيم الدولة ومتابعة الضحايا المدنيين، لسوريا على طول، أن “التحالف أكد قيامه بـ140 غارة على منبج ومحيطها منذ 21 آيار الماضي”.
وتعتبر منبج، البالغ عدد سكانها 70 ألف نسمة، والواقعة على بعد 30 كم جنوب الحدود التركية و100 كم شمال شرق مدينة حلب، محطة حرجة على طرق إمدادات تنظيم الدولة بين مدينتي حلب والرقة.
ومع ذلك، منذ حوالي شهرين مع بداية الحملة على منبج، كانت أعداد ضحايا المدنيين مرتفعة.
إلى ذلك، أضاف وودز “وثقنا 37 ضحية بين صفوف المدنيين، سقطوا في منبج ومحيطها، بما فيهم ضحايا أحداث يوم الثلاثاء في توخار”.
وبالإبلاغ عن مقتل 13 مدنيا في الأسبوع الماضي وحده، أشار وودز “هذا أكبر عدد من الضحايا المدنيين، الذي شهدناه في حرب استمرت لمدة عامين كاملين، في منطقة واحدة”.
ومع اختلاف الاحصائيات، ذكرت تنسيقية شباب منبج، صباح يوم الثلاثاء، أنه “بعد مجزرة اليوم، ارتفع عدد الضحايا المدنيين اللذين قضوا منذ بدء معركة منبج إلى ٣٦٨ شخصا” في محاولة لاستعادة منبج.
وأكد سعد المنبجي، ناشط اعلامي من المنطقة، أن “غالبية الغارات التي تصيب المنطقة تصييب المدنيين، فالمنطقة لاتحتوي على مقرات تابعة لداعش أبدا”، إلا أن تنظيم الدولة هو من يسيطر على المدينة، ولم يتضح ما أذا كان عناصر التنظيم متواجدين أثناءغارة الثلاثاء أم لا.
المدنيين المحاصرين
في مدينة منبج، قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، تحرز تقدما بطيئا في حرب المدن الدامية ضد تنظيم الدولة.
إلى ذلك، قال أحد سكان المدينة، الذي طلب عدم ذكر اسمه، للصوت السوري، الموقع الشريك لموقع سوريا على طول، أن “حدائق منبج تحولت إلى مقابر، لدفن من يُقتل من المدنيين، أو العسكريين التابعين لتنظيم الدولة”.
وأشار المصدر نفسه إلى “وجود جثث في الشوارع المكشوفة لقناصي قوات سوريا الديمقراطية، بالقرب من نقاط الاشتباك، لا يستطيع أحد سحبها”.
وأدى قصف قوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، إلى أضرار في المرافق والبنى التحتية الرئيسية للمدينة، مما أدى إلى نقص في الوقود والغذاء والماء والكهرباء.
وبحسب مصدر مدني، من داخل المدينة للصوت السوري، فإن “أسعار المواد الغذائية والخضروات تضاعفت، وبلغ سعر كيلو السكر 1400 ليرة سورية، بينما سعر كيس الطحين (50 كغ) بلغ 15 ألف ليرة سورية، وسعر كيلو البندورة 4 آلاف ليرة”.
ولايزال 70 ألف مدني، تحت الحصار الذي تفرضه قوات سوريا الديمقراطية على مدينة منبج، بينما آلاف آخرون من المدنيين، في مناطق تنظيم الدولة خارج المدينة، مهددون بالقصف.
وفر الآلاف من المدنيين من مدينة منبج، منذ بداية القتال بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة في آيار الماضي.
إلى ذلك، صرح الأمير زيد بن رعد، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، يوم الجمعة الماضي، أننا “نحن نفهم المدنيين في منبج، فهم في موقف حرج حيث أنهم محاصرون بين الأطراف المتحاربة”.
ومع وجود آلاف المدنيين المحاصرين بين ضربات التحالف الجوية، وقناصات قوات سوريا الديمقراطية وعناصر التنظيم في منبج، “ستكون امكانية حدوث كارثة كبيرة، شيء محتمل”، بحسب ماقاله، كريس وودز.
وأضاف”نحن ندعو التحالف، وبشكل عاجل، لإعادة تقييم تلك التكتيكات المستخدمة في تحرير منبج، التي تسببت بأضرار مفرطة للمدنيين على الأرض، بحسب ما أشارت إليه التقارير”.
ترجمة: بتول حجار