4 دقائق قراءة

قوات النظام تكاد تصل لمعبر مع الأردن بعد عملية “تسلل” نفذتها ليلاً

بات الجيش العربي السوري على مسافة ثلاثة كيلومترات من معبر [...]


بات الجيش العربي السوري على مسافة ثلاثة كيلومترات من معبر حدودي مع الأردن، في يوم الثلاثاء، بعد عملية “تسلل” ليلية خلف جبهات الثوار، وفق ما قالت مصادر عسكرية لسوريا على طول.

وتسللت قوات النظام قرابة الساعة 2:30 في فجر ليلة الثلاثاء إلى مناطق الثوار، 3 كم غرب مدينة درعا، وفق ما قال قائد محلي معارض لسوريا على طول. ووصلت القوات الموالية للحكومة إلى قاعدة الدفاع الجوي التي تحكمها المعارضة وسيطرت عليها خلال ساعات.

ولم تستغل العملية الليلية غطاء الليل فحسب وإنما تزامنت مع تغطية جوية وهجوم بري على عدة مواقع ثورية في مدينة درعا المنقسمة والمتنازع عليها بشدة.

وحصرت الطائرات الروسية وطائرات النظام المقاتلين الثوريين لساعات داخل مدينة درعا حين شنت عشرات الغارات الجوية والبراميل المتفجرة والأسلحة الحارقة، في أثناء محاولة الجيش العربي السوري وحلفائه اقتحام نصف المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة براً.

ويسيطر الجيش العربي السوري وحلفائه على الأحياء الشمالية والغربية للمدينة والتي تعرف أيضاً بدرعا المحطة، وذلك بدعم  القوى الجوية الروسية. وفي الجانب الآخر من المدينة التي يتخللها نهر اليرموك، تحكم الفصائل الثورية للجيش السوري الحر وأحرار الشام وهيئة تحرير الشام، وهو تحالف إسلامي متشدد يضم جبهة فتح الشام، فرع القاعدة في سوريا سابقاً كامل القسم الجنوبي تقريباً والذي يعرف باسم درعا البلد.

ورغم الهجوم المنسق والمتعدد الجبهات للجيش العربي السوري، إلا أن قوات المعارضة تصدت لتقدم النظام في قلب المدينة وسرعان ما أرسلت مقاتلين إلى قاعدة الدفاع الجوي التي كانت حينها بأيدي النظام.

وأحبطت قوات المعارضة خطة النظام بعد طرد عناصر الجيش العربي السوري من القاعدة المتنازع عليها، وفق ما قال قائد ثوري لسوريا على طول، الثلاثاء.

وبحلول الساعة الواحدة مساءً بالتوقيت المحلي من يوم الثلاثاء، أعلنت غرفة عمليات البنيان المرصوص المعارضة، وحدة مسؤولة عن تنسيق معركة الثوار في مدينة درعا، “استعادة السيطرة الكاملة” على قاعدة الدفاع الجوي، ونشرت عبر قناة التلغرام صوراً لجثث قتلى النظام والجنود الذين وقعوا أسرى مؤخراً.

مدينة درعا في أعقاب قصف النظام، 18حزيران. حقوق نشر الصورة لـ نبأ

ولكن لمدة عشر ساعات، هددت العملية التسللية للنظام في عمق خطوط الثوار بتغيير كامل الحسابات في معركة درعا الدموية والتي بالكاد شهدت تغييراً في السيطرة، هذا إن وجد، خلال 100 يوم من الاشتباكات.

وحقق النظام بسيطرته المؤقتة على قاعدة الدفاع الجوي أكبر تقدم له إلى الآن باتجاه تقسيم مناطق سيطرة المعارضة في محافظة درعا، ونحو استعادة السيطرة على معبر حدودي رئيسي مع الأردن.

وكانت قوات المعارضة أطلقت معركة “الموت ولا المذلة” في شباط كخطوة استباقية بعد احتشاد قوات النظام قرب مدينة درعا. وذكرت مصادر معارضة لسوريا على طول أنذاك أنها تخشى محاولة الجيش العربي السوري اختراق نصف المدينة التي يسيطر عليها الثوار ليصل إلى المعبر الحدودي مع الأردن. ومنذ شهرين ونصف، أبدت الأردن استعدادها لإعادة فتح نقاطها الحدودية مع محافظة درعا بشرط إحكام النظام سيطرته عليها.

وأعقب ذلك معركة عنيفة راح ضحيتها عشرات القتلى من الطرفين. ودمرت مئات الضربات الجوية للنظام وروسيا إلى جانب القصف المدفعي مبان بأكملها في المدينة، في معركة تعرف بأنها الأكبر في درعا، منذ عام 2015، في حين لم يكن سوى هناك تغيير صغير، في مواقع السيطرة على الأرض، في المحافظة التي تعرف باسم “مهد الثورة”.

قذيفة تضرب مخيم درعا الخاضع لسيطرة المعارضة، 15 حزيران. تصوير: مؤسسة نبأ

وتتركز غالبية المعارك في حي المنشية، الذي قال الثوار بأنهم سيطروا على 90% منه منذ بداية الحملة في شباط. كما أن السيطرة الكاملة على المنطقة من شأنها أن تشكل انتصارا  ساحقا للثوار، وتوفر لهم منطقة مرتفعة تهدد بشكل فعلي النصف الشمالي الخاضع لسيطرة النظام.

واستمرت الاشتباكات بين الطرفين طوال يوم الثلاثاء، بعد يوم واحد من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع السورية وقف كافة العمليات القتالية في مدينة درعا بشكل مؤقت، يوم السبت، وذلك دعما لجهود “المصالحة الوطنية“. وهو مصطلح يستخدم لوصف استسلام الثوار مقابل تسوية أوضاعهم مع النظام.

وفي أيار، وافقت الأطراف الداعمة للنظام السوري، روسيا وإيران، على إجراء محادثات مع تركيا في أستانة، كازخستان بغية إنشاء أربعة “مناطق وقف تصعيد” في مناطق سيطرة المعارضة عبر سوريا، بما فيها مدينة درعا.

وكما هو حال اتفاقية شهر أيار، التي انحلت في وقت سابق من هذا الشهر، انتهى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نهاية الأسبوع، بشكل مفاجئ، وسط إطلاق الصواريخ بشكل مكثف، صباح يوم الثلاثاء، إلى جانب القصف المدفعي الذي طال مدينة الرمثا في الأردن، بالقرب من الحدود السورية الأردنية.

في السياق، نفذت وأطلقت الطائرات الحربية السورية والروسية، يوم الثلاثاء، 25 غارة جوية و38 برميلا متفجرا و12 لغما بحريا و6 قنابل نابالم حارق بالإضافة إلى 29 صاروخ أرض أرض على مدينة درعا والريف المحيط بها، بحسب ما قاله أبو محمود الحوراني، الناطق باسم مؤسسة تجمع أحرار حوران الإعلامية، لسوريا على طول، من درعا، الثلاثاء.

وقال مصدر عسكري من قوات النظام، لسوريا على طول، أن هذه الأرقام هي استعراض لما سيأتي فيما بعد.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لسوريا على طول، إن “القصف خفيف حاليا وليس مباشرا وفي الأيام المقبلة سوف يزداد إن لم يكن هناك مصالحة”.

وأضاف “خلال شهر سيتم تدبر الأمور”.

ومن المقرر أن تجرى الجولة المقبلة من المفاوضات السورية، والتي ستركز مرة أخرى على إنشاء “مناطق وقف التصعيد” في أستانة، عاصمة كازاخستان، مطلع الشهر القادم.

شارك هذا المقال