مدة القراءة: 4 دقائق |

قوات سوريا الديمقراطية تتعهد “بإنهاء” تنظيم الدولة في دير الزور بعد نكسة كبيرة


اشتباكات بين مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة بالقرب من هجبن في وقت سابق من هذا العام. الصورة من صفحة قوات سوريا الديمقراطية.

تعهد قادة قوات سوريا الديمقراطية باستعادة السيطرة على الأراضي التي خسروها خلال الاشتباكات مع مقاتلي تنظيم الدولة في آخر معقل لهم في سوريا، وذلك بعد هجوم كبير شنه مقاتلو التنظيم نهاية الأسبوع الماضي حيث تمكنوا من السيطرة على بلدة رئيسية قرب الحدود العراقية. 

وقالت ليلوة العبدالله، الناطقة باسم المجلس العسكري في دير الزور الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية “هناك تحضيرات كبيرة لبدء الحملة من جديد والتقدم لاستعادة النقاط التي سيطر عليها داعش من مقاتلينا”.

وأضافت لسوريا على طول “الحملة لا تزال مستمرة لإنهاء وجود المرتزقة بشكل نهائي”. 

وشن مقاتلو تنظيم الدولة يوم الجمعة، هجوماً مضاداً واسعاً ضد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في منطقة هجين شرق محافظة دير الزور، واخترقوا الخطوط الأمامية ووصلوا الحدود السورية-العراقية. 

وتعتبر هجين، التي كانت في السابق منطقة مكتظة بالسكان على طول نهر الفرات، آخر موطئ قدم للتنظيم في سوريا بعد هجمات عسكرية مكثفة ومتزامنة من الفصائل المدعومة من تركيا، وكذلك القوات ذات الغالبية الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الحكومة السورية وحلفائها، لدحر قوات تنظيم الدولة من أراضيها في جميع أنحاء سوريا منذ عام 2015.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 72 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية قتلوا في ذلك الهجوم المعاكس منذ يوم الجمعة.

إلا أن المصادر التابعة لقوات سوريا الديمقراطية قللت من شأن هذه الأرقام.

وصرحت العبدلله لسوريا على طول، يوم الاثنين، أن “عدداً من مقاتلينا قتلوا” في الاشتباكات خلال عطلة نهاية الأسبوع دون أن تذكر مزيداً من التفاصيل. 

وفي أعقاب الهجوم المعاكس الذي شنه تنظيم الدولة، تعهد قادة ومسؤولو قوات سوريا الديمقراطية بإعادة تفعيل حملتهم وتعزيز قواتهم في المنطقة من مقاتلين وقادة. 

وذكر أحد قادة قوات سوريا الديمقراطية، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث إلى الصحافة، أنه منذ هجمات نهاية الأسبوع قررت القوات ذات الغالبية الكردية “استبدال هذه العناصر والقوات بقوات وحدات حماية الشعب، وذلك بعد الخروقات الكبيرة من قبل مقاتلي داعش منذ يوم الجمعة”.

وأضاف القائد “ستقوم وحدات حماية الشعب يوم الاثنين بشن هجوم معاكس لإستعادة الجبهات والنقاط التي سيطر عليها التنظيم”.

واعترف الكولونيل شون ريان، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يدعم قوات سوريا الديمقراطية، بأن تنظيم الدولة تمكن من الحصول على بعض الدعم” منذ يوم الجمعة “ولكن بشكل عام كان في وضع دفاعي منذ شهور”. 

وقال الريان لسوريا على طول، يوم الاثنين، “يستخدم داعش مقاتلين أجانب ذوي خبرة وليس لديهم ما يخسرونه، وستعود قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف لتواصل تحطيم وتدمير داعش”.

وشنت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة بطائرات التحالف الدولي الحربية، هجوماً على مواقع تنظيم الدولة في هجين وما حولها في العاشر من أيلول، معلنة الحملة في اليوم التالي بشكل رسمي.

وتباطأ هذا الهجوم في شهره الثاني بسبب الأحوال الجوية القاسية، بما في ذلك العواصف الرملية وشبكات أنفاق تنظيم الدولة في المنطقة.

وعلى الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية أحرزت تقدماً تدريجياً داخل معقل تنظيم الدولة الأخير في سوريا، حيث تمكنت من السيطرة على بلدة سوسة الاستراتيجية الأسبوع الماضي، إلا أن الانهيار المفاجئ للخطوط الأمامية للجبهة أثار قلق السكان حول ما قد يحدث لاحقًا. 

وقال الناشط الإعلامي أيمن علاو لسوريا على طول، يوم الاثنين، أن “الانفجارات شبه يومية” مستشهداً بالمخاوف المحلية من “عمليات الاغتيال واختطاف المدنيين من قبل داعش، فضلاً عن حالة من الفوضى تعًم جميع مناطق قوات سوريا الديمقراطية في الريف الشرقي من دير الزور”.

وأضاف “الوضع غير مريح بالنسبة لنا”.

وتابع “بعد تقدم داعش في قرى ريف دير الزور الشرقي أصبح الوضع الأمني ضعيفاً جداً”.

وفي الأسابيع الأخيرة، أفادت التقارير أن غارات التحالف استهدفت المساجد المحلية وقتلت المدنيين ومقاتلي تنظيم الدولة على حد سواء. وأسفرت غارة جوية، في وقت سابق من هذا الشهر، عن مقتل ما يصل إلى 60 مدنياً في مسجد السوسة، وفقاً لما ذكرته مجموعة المراقبة Airwarsالتي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها. 

وأصر الكولونيل شون رايان، المتحدث باسم التحالف، على أن مقاتلي تنظيم الدولة يستخدمون المساجد “كمراكز للقيادة والتحكم” بالهجمات المضادة.

ومن جهتها صرحت كريس وودز، مديرة مجموعة المراقبة Airwars، لسوريا على طول عبر البريد الالكتروني “من الواضح أن السكان المحليين غير المقاتلين، بمن فيهم النساء والأطفال، يقتلون أيضاً بأعداد كبيرة”.

وكان تنظيم الدولة في أوج قوته يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي الممتدة عبر سوريا والعراق في عام 2014، أي مايعادل مساحة المملكة المتحدة تقريباً.

ويحتفظ تنظيم الدولة اليوم بما يقارب 1% فقط من الأراضي التي كانت تقع تحت سيطرته سابقاً، وتراجع إلى حد كبير إلى المناطق الصحراوية المترامية الأطراف في العراق وشرقي سوريا.

وفي غضون ذلك، قامت الجماعة المتشددة بتنفيذ عدد من الهجمات على أهداف مدنية وعسكرية في سوريا في الأشهر الأخيرة – وأبرزها الهجوم المدمر الذي خلف مئات القتلى على مدينة السويداء وقريتين في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب غرب البلاد.

تم اعداد هذا التقرير بمشاركة أيفري أدلمان وأليس المالح.

ترجمة: بتول حجار