قوات سوريا الديمقراطية تتقدم باتجاه سد الطبقة وتواصل معاركها ضد التنظيم
قال قادة عسكريون في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لسوريا على […]
29 مارس 2017
قال قادة عسكريون في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لسوريا على طول، أن القوات المدعومة من قبل الولايات المتحدة، تقاتل تنظيم الدولة بالقرب من سد رئيسي وقاعدة جوية عسكرية في محافظة الرقة، يوم الثلاثاء، وذلك بعد يوم واحد من توقف القتال بشكل مؤقت للسماح للمهندسين بتقييم السلامة الهيكلية للسد.
ويعد سد الفرات، الذي يقع على بعد 40 كم من مدينة الرقة، أكبر سدود سوريا. ويمتد الهيكل الرملي والحجري على طول 4 كم عبر نهر الفرات، ويحبس خلفه بحيرة الأسد.
ويشكل السد، مع مدينة الطبقة القريبة والقاعدة الجوية العسكرية، محور تركيز المعارك المستمرة منذ أشهر من قبل قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم عربا وأكرادا، مدعومة من الولايات المتحدة، لمحاربة تنظيم الدولة في محافظة الرقة، والتي استولى عليها في عام 2014.
وقال شرفان درويش، قيادي في قوات سوريا الديمقراطية، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء “نحن مصممون على أن نأخذ السد”.
إلى ذلك، بدأ القتال بالقرب من الطبقة قبل أسبوع، عندما قام التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة بعملية إنزال جوي لـ(قسد) وراء خطوط التنظيم، غرب المدينة والسد المجاور. ومنذ ذلك الحين، أسفرت المواجهات البرية العنيفة والغارات الجوية عن مكاسب لصالح (قسد) ضد تنظيم الدولة، وسط أنباء عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
وتوقفت المعارك لبضع ساعات، يوم الاثنين، وسط تقارير متضاربة مفادها أن هيكل السد تضرر بفعل القصف وكان يواجه انهيارا محتملا.
مقاتلو (قسد) بالقرب من المدخل الشمالي لسد الفرات، يوم الاثنين. تصوير: دليل سليمان.
من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء التابعة لتنظيم الدولة (أعماق)، الأحد، أن سد الفرات “مهدد بالانهيار في أي لحظة، نتيجة الضربات الأميركية وبسبب الارتفاع الكبير في منسوب المياه التي يحجزها السد”.
في المقابل، نفى التحالف الادعاءات بشأن الضرر الذي لحق بالسد، ونشر صورا جوية لسد الفرات في وقت لاحق من ذلك اليوم. وجاء في بيان نشرته عملية العزم الصلب، على الفيسبوك، يوم الأحد “لا يوجد أي خطورة على السد ما لم يخطط تنظيم الدولة لتدميره”.
وأضاف البيان إن السد لم يتضرر من الناحية الهيكلية، مشيرا إلى أن قوات (قسد) تسيطر الآن على قناة تصريف شمال السد، يمكن أن تقلل من ضغط المياه في حال ارتفعت إلى مستويات خطيرة.
وأعلنت غرفة عمليات غضب الفرات التابعة لقوات (قسد)، بعد ظهر يوم الاثنين، توقف القتال لمدة أربع ساعات “من أجل أن يتمكن فريق المهندسين من دخول السد”.
ولم يتضح على الفور ما حدث بعد ذلك.
ووفقا لـ(قسد)، دخل المهندسون وتفحصوا السد ولم يجدوا أي ضرر. إلا أنه لم يتضح ماهو الجزء الذي تم تفقده. وتسيطر (قسد) على مسافة 4 كيلومتر من القسم الشمالي للسد، بينما يسيطر التنظيم على بقية الأجزاء، بما فى ذلك محطة توليد الطاقة الكهرومائية، والآلات التى تتحكم ببوابات السد الثمانية.
وفي يوم الثلاثاء، قالت منظمة الرقة تذبح بصمت، أن أحمد الحسين، مدير الجزء الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة من السد، ومساعده، “قُتلا خلال محاولتها دخول السد خلال فترة الهدنة، من قبل قوات سوريا الديمقراطية”، يوم الاثنين.
وظهر الحسين مسبقا في تسجيل فيديو نشرته وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة، يوم الثلاثاء، يوضح فيه الأضرار التي لحقت بالسد. وقال الحسين في تسجيل الفيديو، إن السد “خارج عن الخدمة تماما” وأنه لا يمكن فتح بواباته.
ولم تتمكن سوريا على طول من التحقق من التقرير بشكل مستقل.
وعلى ما يبدو، حدث خطأ ما أثناء فترة وقف إطلاق النار من الواحدة حتى الخامسة مساءا. وقالت جيهان الشيخ أحمد، المتحدثة باسم قوات (قسد)، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليلة الاثنين، إن قوات التنظيم شنت هجوما خلال وقف إطلاق النار، يوم الاثنين “مما اضطر وحداتنا إلى الرد واستئناف القتال لتحرير السد”.
واستمرت المواجهات بين قوات قسد والتنظيم بالقرب من السد، يوم الثلاثاء.
وقال درويش، قيادي في قوات سوريا الديمقراطية، يوم الثلاثاء، لسوريا على طول، من منبج، على بعد حوالى 80 كم شمال شرق مناطق القتال “بكل تأكيد المعارك حول السد لها حساسية ووضع خاص بأمن السد والحفاظ عليه، ونحن حذرون جداً في هذه الاشتباكات”.
وأضاف “هدفنا تحرير السد والطبقة، وهذه من حلقات التوجه نحو مدينة الرقة”.
‘أضرار كبيرة’
يراقب المهندسون والفنيون السوريون، الذين عملوا في سد الفرات ومحطته الكهرمائية قبل سيطرة تنظيم الدولة عليه، المعارك القريبة من هيكل السد ويتتبعون الأضرار التي يتم الحديث عنها، باهتمام كبير.
وأصدر خمسة من موظفي السد السابقين، بيانا، عبر الفيسبوك، يوم الثلاثاء يدعو إلى “إيقاف العمليات العسكرية فورا وبشكل كامل في منطقة السد والمحطة والمدينة ووقف قصف طيران التحالف”.
المحطة الكهرومائية في سد الفرات، التابع لسيطرة تنظيم الدولة.
ومنذ يوم السبت، أعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، عن 21 غارة جوية، بالقرب من الطبقة.
وجاء في البيان الذي أطلقه المهندسون، أنه استنادا إلى انطباعهم عن مقاطع الفيديو والصور والتقارير المتداولة، فإن هيكل سد الفرات في “حالة جيدة”، ولكن على ما يبدو إن غرفة التحكم في محطة الطاقة الكهرومائية تعاني من “ضرر كبير”، في إشارة إلى أنها يمكن أن تخرج عن الخدمة.
وتابع البيان، فى الوقت الذي بدا فيه أن الآليات التى تتحكم فى فتح وإغلاق بوابات السد قد تضررت أيضا، فإن مستوى المياه فى البحيرة “ما زال أقل بمقدار 1.5 متر عن حده الأقصى”.
وقال المهندس عبد الجواد سكران، المدير السابق لمحطة سد الفرات، وأحد الذين قاموا بإطلاق بيان يوم الثلاثاء، لسوريا على طول أنه بعد مراجعة الصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، يشعر بالقلق إزاء فقدان الطاقة الكهربائية والتحكم الميكانيكي في السد.
وأضاف “يجب إدخال الفنيين بشكل دائم لمراقبة المحطة ومناسيب المياه”.
وفي مقابلة له مع سوريا على طول، كانون الثاني الماضي، حذر سكران من وقوع “كارثة” إذا ما أُدخل السد في خط المواجهات. وفي حال انهيار سد الفرات، فإن المياه ستغمر الأماكن السكنية التي تشكل موطنا لمئات الآلاف من الناس، وصولا إلى محافظة دير الزور.
قاعدة الطبقة الجوية
سيطر مقاتلو (قسد)، على القاعدة الجوية العسكرية في الطبقة، على بعد 4 كم جنوب مدينة الطبقة و8 كم جنوب سد الفرات، بعد “اشتباكات عنيفة” مع تنظيم الدولة، يوم الأحد.
وقال قيادي في (قسد)، لسوريا على طول، يوم الاثنين إن “تحرير مطار الطبقة بالنسبة لنا نقطة أساسية لتحرير مدينة الرقة”.
غرفة التحكم بسد الفرات.
ويظهر تسجيل فيديو، لطائرة بدون طيار، صورته (قسد)، يوم الاثنين، الدمار في مهبط قاعدة الطبقة الجوية، بعد سيطرة القوات عليه.
إلى ذلك، اندلعت اشتباكات بالقرب من القاعدة الجوية بين (قسد) وتنظيم الدولة، يوم الثلاثاء، “بعد هجوم انتحاري شنه الإرهابيون شمال مطار الطبقة”، بحسب ما أوردته قناة درع الفرات عبر التلغرام.
وسيطر مقاتلو تنظيم الدولة على قاعدة الطبقة الجوية، بعد أن كانت خاضعة لسيطرة الجيش السوري، في آب 2014، أثناء عملية اجتياح قوات التنظيم لمساحات واسعة من العراق وسوريا.
وبعد سقوط القاعدة الجوية بفترة قصيرة، قام مقاتلو التنظيم بتنفيذ إعدامات جماعية بحق 160 ضابطا وجنديا تم أسرهم من الجيش السوري؛ حيث تم تجريد الأسرى ونقلهم عبر الصحراء إلى أن أعدموا في موقع أثرى على بعد 5 كم شرق مدينة الرقة، في 27 آب، وفقا لما ذكرته سوريا على طول.
والجدير بالذكر، أن قوات الجيش السوري تقدمت عشرات الكيلومترات، من مواقعها في محافظة حماة، في حزيران 2016، بهدف استعادة قاعدة الطبقة الجوية، إلا أن التنظيم أوقف تقدم الجيش السوري، وفقا لما أوردته سوريا على طول، في ذلك الوقت.
ترجمة: سما محمد