قوات سوريا الديمقراطية تتقدم بثبات في معركة الرقة
سيطرت قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها الولايات المتحدة، على حي […]
12 يونيو 2017
سيطرت قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها الولايات المتحدة، على حي ثالث داخل مدينة الرقة، الأحد، لتضيق بذلك الحصار على عاصمة تنظيم الدولة في سوريا بحكم الأمر الواقع.
ويأتي التقدم البري الذي أحرزته قوات سوريا الديمقراطية، الأحد، بعد خمسة أيام من إطلاقها “المعركة الكبرى” لتحرير الرقة في يوم الثلاثاء الماضي. ويعتبر هذا الهجوم ثلاثي الأبعاد على مدينة الرقة حصيلة للتقدم المستمر على مدى سبعة شهور، والذي طوق مركز المحافظة من جهات ثلاث؛ الشمال والشرق والغرب، ضمن حملة عسكرية واسعة تسمى غضب الفرات.
وتركز القتال في يوم الأحد على الأطراف الغربية لمدينة الرقة، حيث تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على حي الرومانية، مدخل مدينة الرقة الشمالي الغربي.
وقالسردار حجي محمود إعلامي حربي، منخرط مع قوات سوريا الديمقراطية في جبهات الأحياء الغربية لمدينة الرقة، لسوريا على طول، الأحد، إن تنظيم الدولة “يسحب عناصره تجاه أحياء مدينة الرقة ليدافع عن نفسه في رقعة جغرافية صغيرة”.
وزعمت الصفحات الإعلامية لقوات سوريا الديمقراطية، في يوم الأحد أيضاً، مقتل قيادي من أمراء تنظيم الدولة يسمى أبو خطاب التونسي، ولكنها لم تعط أي تفاصيل إضافية. ولم تعلن المواقع الإعلامية المرتبطة بالتنظيم عن موته، ولا يمكن لسوريا على طول تأكيد صحة ذلك مباشرة.
وباتت قوات سوريا الديمقراطية تسيطر الآن على ثلاثة أحياء في الرقة: الرومانية والمشلب والصبيحة، وذلك منذ شنت حملتها في يوم الثلاثاء الماضي.
وتؤمن الولايات المتحدة ودول أخرى في التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الدعم الجوي والسلاح والتدريب والاستطلاع للمكون الكردي والعربي في مظلة قوات سوريا الديمقراطية.
ويبدو أن قوات سوريا الديمقراطية وإلى الآن، وبدعم من التحالف، تتقدم بسهولة نسبياً، وتسيطر على مناطق من المحاور الثلاثة للهجوم. وردت قوات تنظيم الدولة على هذا التقدم البري بالهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة وبإطلاق النار الكثيف.
ورافق التقدم البري الدعم الجوي للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي دخل في ساحة النقد، الخميس، حين اتهم بإطلاق قنابل الفوسفور الأبيض الحارقة بالقرب من الأحياء الواقعة على خطوط الجبهات مباشرة.
وتظهر التسجيلات التي نشرت على الانترنت وتم التقاطها في الرقة، بحسب ما قيل، الأشعة البيضاء وهي تضيء السماء والتي تعتبر من خصائص الأسلحة الحارقة. وفي حين لا يجرم القانون امتلاك أي قوة عسكرية للفسفور الأبيض، إلا أن استخدامه هذه الأسلحة في منطقة مدنية محظور بموجب القانون الدولي.
جندي من قوات سوريا الديمقراطية في مدينة الرقة، الأحد. حقوق نشر الصورة لحملة الرقة.
إلى ذلك، ذكرت القيادة المركزية الأمريكية، والتي تبلغ عن ضربات التحالف، انه تم استهداف مواقع لتنظيم الدولة بـ”تسع ضربات” على أهداف داخل مدينة الرقة، الخميس، ولكنها لم تعلن عن أي هجمة بالفوسفور الأبيض.
“وكان المشهد أشبه باحتفال كبير بالألعاب النارية. وقد خلف الكثير من الحرائق والدمار”، وفق ما قال مدني يقيم حالياً داخل الرقة القابعة تحت سيطرة تنظيم الدولة، الأحد.
“كانت سماء مدينة الرقة ليلاً مضاءة بشكل كامل أثناء القصف (…) وكان المدنيون في خوف وصدمة لأن المدينة ليست معتادة على رؤية الفوسفور الأبيض”، وفق ما قال أبو جواد الرقاوي، مستخدماً اسماً مستعاراً لأسباب تتعلق بأمانه، حيث كل الاتصالات الخارجية مراقبة بشدة، وعقابها وخيم.
وما يزال من غير الواضح إذا أسفر هجوم الفوسفور، الذي تواردته الأنباء، عن ضحايا. ولكن مع تركيز المعارك لتحرير الرقة على المناطق السكنية التي تضيق شيئاً فشيئاً وتزداد ازدحاماً، فهذا يزيد من احتمالية وقوع خسائر بشرية كبيرة.
ونزح 150 ألف نسمة على الأقل بسبب المعارك في محافظة الرقة بحسب اليونسيف. ومع بدء معركة الرقة نفسها، فمن المرجح ازدياد الأعداد التي تكتسح مخيمات النزوح المجاورة.
ترجمة: فاطمة عاشور