كردي من عائلة موالية للبرزاني يتجاوز “الخط الأيدولوجي” ليعمل مع “الأسايش”
تعاني المناطق الكردية التي تتمتع بالحكم الذاتي في سورية والممتدة […]
4 مايو 2017
تعاني المناطق الكردية التي تتمتع بالحكم الذاتي في سورية والممتدة على طول الحدود مع تركيا، من تصدع سياسي كبير؛ فالإدارة الذاتية التي تسيطر على تلك المناطق يحكمها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، والذي يتبع ويجسد الفكر الأيدولوجي لعبد الله أوجلان، مؤسس وأول قائد لحزب العمال الكردستاني (PKK) والمسجون حاليا بحكم مؤبد في تركيا.
بينما ينحاز الخصوم السياسيون لحزب الاتحاد الديمقراطي، وأوجلان، إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني في إقليم كردستان العراق ومؤسسه البرزاني، والمجلس الوطني الكردي المنحاز للبرازاني.
كانيوار جمعة، الاسم المستعار لابن لعائلة بارزة موالية للبرازني تقيم في محافظة الحسكة، شمال شرق سورية، حيث تقع مقاطعة الجزيرة للإدارة الذاتية.
منذ سنة ونصف، انضم جمعة إلى قوات شرطة الأسايش التابعة للإدارة الذاتية. وكان في قراره خروجاً عن عائلته وأبيه، لا سيما وأن شقيق جمعة مجند حالياً في صفوف الميليشيا الموالية للبرازني في العراق.
شرطة الأسايش في آذار 2016. حقوق نشر الصورة لـ Asayish.
“هددني أبي بالتبرؤ مني”، وفق ما قال جمعة، لمراسل سوريا على طول، محمد عبد الستار ابراهيم. وطلب أن يشار إليه باسم مستعار بسبب الضوابط التي تحظر على عناصر قوات الأمن التحدث إلى الإعلام.
إذن، فلماذا خرج عن فكر عائلته وانضم إلى الأسايش؟ يجيب جمعة، إنها طريقة ليؤمن قوت يومه، وهو في سورية، بدلاً من أن يسافر بحثاً عن عمل.
وفي كانون الأول عام 2016، وصل عدد قوات الأسايش إلى 13500 عضو، معظمهم في قوات شرطة الأمن الداخلي، وفق ما قالت فيدان حسي الناطقة الرسمية المشتركة لقوات الأسايش، وكل عنصر يتلقى رعاية صحية وراتباً يقدر بـ100 دولار شهرياً.
وقال جمعة “بالنسبة لي الإنضمام إلى الأسايش هو فرصة عمل لا أكثر”.
لماذا تطوعت في صفوف قوات الأسايش، وأنت أبن عائلة تعارض بشدة فكر الإدارة الذاتية؟
تطوعي في قوات الأسايش لا يعني أني أتبنى فكر ومنهج الإدارة الذاتية، قبل الأزمة في سوريا كنت أعمل كموزع للمواد الغذائية، ومع اشتداد الأزمة وسوء الوضع المادي، كان لابد من البحث عن عمل بديل أو اللجوء إلى الخارج، كل الذين خرجوا واجهوا الويلات وهناك من مات وغرق، وهناك من اتخذ من الخيام مسكناً له، وأنا رفضت ذلك، ولكن بقائي في روجافا يعني أني مطلوب للخدمة الإلزامية التي أقرتها الإدارة الذاتية، وفي حال رفضي، سأضطر أن اتوارى عن الأنظار وأتجنب الدوريات، بهذه الحالة كيف سأستطيع العيش والعمل، قمت بالانضمام إلى قوات الأسايش لأتفادى كل هذه المشاكل، ومنها وظيفة تغنيني عن اللجوء وما شابه.
عنصر من الأسايش في شمال سورية في عام 2016. حقوق نشر الصورة لـ الأسايش.
(جميع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة، ويقيمون في المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية، عليهم أن يمضوا تسعة شهور في “واجب الدفاع الذاتي”. ويُتم المجندون أو المتطوعون الخدمة الإلزامية مع قوات الحماية الذاتية في مقاطعة الجزيرة (شرطة الأسايش)، وقوات أخرى في هيئة الدفاع التابعة للإدارة الذاتية).
كيف تلقت عائلتك قرارك؟ هل واجهت مشكلة معهم؟
نعم بكل تأكيد، نحن عائلة برزانية لا أبوجية.
(“آپو”، أو عم بالكردية، هو لقب لـ عبدالله أوجلان يستخدمه مؤيدوه. ولذلك يشار إلى داعمي أوجلان، أو حزب الاتحاد الديمقراطي المرتبط به فكرياً، بـ”أبوجية” وأنصاره بـ”الأبوجيين”.
وكان أبي من أشد المعارضين حتى وصل به الأمر يوماً إلى أن هددني بالتبرؤ مني، وبالنهاية ومع مضي الأيام خف سخطه ولكنه حتى اللحظة غير راضٍ عن وظيفتي، ولكن اقتناعه أو سكوته لأنه يرى الأوضاع بعينه، أن أنضم بإرادتي خير من أن يتم تجنيدي إجبارياً، من الأسباب التي جعلت أبي يرفض، هو أن أخي تطوع قبل ثلاثة أعوام ضمن صفوف بيشمركة روجافا، وهم قوات من الكرد السوريين موجودين في كردستان العراق تحت إدارة المجلس الوطني الكردي، المعارض والمنافس الوحيد لحزب الإتحاد الديمقراطي على إدارة المناطق الكردية في سوريا، وكان أبي يخشى إن دخلت هذه القوات، أن يحصل اقتتال فأكون أنا وأخي في مواجهة بعضنا البعض، لكن لا أعتقد أن ذلك سيحدث.
ما هو وضعك الآن، هل أنت راض عن عملك؟
نعم، أنا عنصر ضمن قوات الأمن الداخلي، أخرج مع الدوريات لحماية المدينة والمدنيين وتوفير الأمن، لم يتغير مكان عملي، فأنا منذ انضمامي أخدم في مدينتي الحسكة، ببداية الأمر كنت في أكاديمية، وبعدها تم فرزي إلى حراسة مرآب أحد المراكز الأمنية، والآن أنا ضمن الدوريات الأمنية.
ما رأيك بسياسة حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يدير الإدارة الذاتية؟
أنا لا أتفق مع سياستهم بشكل مطلق ولكن ببعض الأمور، بالنسبة لي الإنضمام إلى الأسايش هو فرصة عمل لا أكثر.
ترجمة: فاطمة عاشور