كلمة من محرر سوريا على طول: في وقت يبتعد الكثيرون عن تغطية الأحداث في سوريا، سنبقى ملتزمين بها
على الرغم من كل التوقعات التي تشير إلى عكس ذلك، […]
15 يوليو 2018
على الرغم من كل التوقعات التي تشير إلى عكس ذلك، إلا أن الأزمة السورية لم تنته بعد.
ففي أعقاب الهجوم الخاطف على درعا من قبل الحكومة السورية وحلفائها، والسيطرة على معبر نصيب على الحدود السورية-الأردنية، كان الجميع من محللين إلى مسؤولين في الحكومة ومن رجال أعمال إلى الموالين الذين اعتادوا التعبير عن رأيهم عبر الإنترنت يعتقدون أن الصراع الذي دام سبع سنوات في سوريا قد ينتهي قريبا- وهي نفس التخمينات التي سمعناها بعد هجوم الحكومة على الغوطة الشرقية وشمال حمص وكذلك ضواحي جنوب دمشق.
لكننا لا نحتاج النظر بعيدا لنفهم أن الصراع لن ينتهي بسهولة، بقدر ما هي تغيرات فقط. إنها أزمة تمر بمرحلة انتقالية وليست في طريقها للحل. لا تزال علامات الاستفهام تحيط بكل شيء في سوريا. ما هو مصير الملايين من اللاجئين في الخارج والنازحين في الداخل، وهل سيكونون قادرين على العودة إلى ديارهم؟ ما هو مصير المدنيين في المناطق التي ماتزال تحت سيطرة المعارضة، وكذلك المناطق التي تمت المصالحة فيها مؤخراً مع الحكومة السورية وحلفائها؟ كيف ستستجيب أطراف النزاع المختلفة للتطورات على الأرض؟ وكيف ستتم إعادة إعمار سوريا، ومن الذي سيقوم بذلك؟
أعتقد أن فريق سوريا على طول المحترف من مراسلين وصحفيين سوريين ودوليين هو في موقع رئيسي لنقل كافة المسارات المستقبلية للنزاع السوري، بالإضافة إلى السيناريوهات المتعددة التي ستنشأ بلا شك في بقية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، والمناطق التي وقعت اتفاقيات مصالحة مع الحكومة السورية، وكذلك في سوريا ككل.
ومنذ عام ٢٠١٣، شكلت سوريا على طول مساحة مميزة للحديث عن سوريا من خلال تغطية آنية وموضوعية للأحداث أثناء تدريب صحافيين سوريين ودوليين موهوبين للغاية، على جمع الأخبار وإعداد التقارير الدقيقة والمعمقة.
وفي البداية، أود أن أعرب عن بالغ تقديري للعمل المميز الذي تم إنجازه بالفعل في سوريا على طول- وبشكل خاص لمديرة تحرير الموقع الإنكليزي ماريا نيلسون ومديرة تحرير الموقع العربي الحائزة على جائزة في التحرير نورا الحوراني، وكذلك لكل مراسلي الموقع وفريق التحرير.
كصحفي، حاولت دائما أن يكون عملي قريب من الناس وواقعهم. بدأت العمل كصحفي مستقل في مصر بين عامي ٢٠١٣ و٢٠١٥ قبل الانتقال إلى لبنان بين عامي ٢٠١٦ و٢٠١٧، والعمل على نقل أخبار النزوح والهجرة والنزاع السوري واللاجئين الفلسطينيين في سوريا للجزيرة الإنجليزية، وشبكة IRIN، ومدى مصر، وThe National. وفي الآونة الأخيرة، عملت على بحث يتناول قضية نزوح اللاجئين الفلسطينيين من سوريا بعد عام ٢٠١١ والتحقيق بشأن وضعهم القانوني بعد فرارهم من منازلهم. ومن خلال هذا العمل، تعلمت أهمية إيصال أصوات السوريين (والفلسطينيين السوريين)، والتأكد من أنهم يأخذون زمام المبادرة في الحديث عما يجري في بلدهم.
وكمحرر، سأعمل إلى جانب مراسلي وصحفيي سوريا على طول لإنتاج مواد صحفية قوية وعميقة حول سوريا يرويها السوريون أنفسهم- وهو شيء جذري ومهم في زمن الحرب بالوكالة، وفيتو الأمم المتحدة، والمعلومات المضللة فيما يتعلق حتى بأكثر الحقائق وضوحا على الأرض.
وهذا يعني مزيدا من الأخبار والتقارير المعدة باللغة العربية حول القضايا التي تؤثر بشكل مباشر على السوريين أنفسهم، بالإضافة إلى تطوير موقع اللغة الإنجليزية من خلال إعداد تقارير مبتكرة ومعمقة. وسيتطلب الصراع المتغير طرقا جديدة لنقل القصص السورية، مع إبقاء القراء على علم بأدق التطورات في سوريا وما يجري على الأرض.
وفي حين يبتعد الكثيرون عن سوريا، ستظل سوريا على طول ملتزمة بما بدأته- وآمل أن ينضم إلينا جميع قرائنا بينما نواصل نقل مسار مستقبل النزاع السوري.
ترجمة: سما محمد.