كلّس: مدينة حدودية تركية مكتظة بالسوريين الذين يستعدون للمغادرة
من المقرر أن تنتهي مهلة الستة أشهر الممنوحة للاجئين السوريين في تركيا لزيارة بلادهم قبل الالتزام بالعودة في الأول من تموز/ يوليو. في كلس، وهي مدينة حدودية تكتظ بالسوريين، يستعد الكثيرون للمغادرة، بينما لم يحسم آخرون أمرهم.
26 يونيو 2025
كلّس- في صباح يوم ربيعي مشمس، اجتمعت ثلاث نساء في فناء ”كريمات“، وهي منظمة بناء سلام تقودها نساء في مدينة كلس، جنوب تركيا، التي تبعد خمسة كيلومترات عن الحدود السورية.
جلس الثلاثي في الفناء المركزي، حيث الجدران المخططة والنافورة والأشجار التي تستحضر طراز المنازل الدمشقية التقليدية، وتحدثن حول سؤال يدور في أذهان الكثيرين في الأشهر الأخيرة: هل سيعدْن إلى سوريا ومتى؟
“إذا سافر زوجي إلى سوريا أولاً ليستكشف كيف تسير الأمور في المكان الذي كنا نعيش فيه، فإنه يمكننا لاحقاً التفكير في العودة“، قالت سعاد*، 35 عاماً، التي تجلس وسط المجموعة الصغيرة. طلبت كغيرها من بعض السوريات الذين تمت مقابلتهم في هذا التقرير، أن يتم تعريفها باسمها الأول فقط لأسباب تتعلق بسلامتها.
شعرت سعاد بالتغيير الذي طرأ على كلّس منذ سقوط الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، المدينة التي شهدت تدفع آلاف اللاجئين السوريين إليها على مدار 14 عاماً. يبدو الناس أكثر تفهماً، ويشجعون السوريين على البقاء في الوقت الحالي، “معظم الأتراك يقولون لنا: لا تعودوا، فالأمور لم تتضح بعد”، قالت سعاد.
أومأت فاطمة، 27 عاماً، وهي طالبة جامعية، برأسها في إشارة على الموافقة، قائلة: “إنهم يتصرفون معنا بشكل طبيعي لأنه من الواضح الآن أننا سنعود إلى بلدنا“.
وأضافت سامية، 47 عاماً، وهي مصممة أزياء : ”معظم السوريين من حولنا سوف يعودون“، وهذا سيكون “مشكلة كبيرة بالنسبة للشركات التركية وأصحاب العقارات هنا”.
تأكيداً على ذلك، قالت فاطمة: “مع مغادرة السوريين، سيقل عدد الأشخاص الذين يستأجرون المنازل أو يعملون”، وأضافت: ”يمكنكِ أن ترين المزيد من لافتات: للإيجار أو للبيع” على الشقق والمتاجر المعروضة.
ويشكل السوريون نسبة أكبر من السكان في كلس -وهي نقطة الدخول الرئيسية إلى تركيا عبر معبر باب السلامة الحدودي- من أي مكان آخر في تركيا، إذ تبلغ نسبتهم حوالي 27 بالمئة، بينما تحتل غازي عنتاب ثاني أعلى نسبة من السوريين، مسجلة حوالي 14 بالمئة.
وقد لجأت النساء الثلاث، وجميعهن من مدينة حلب، إلى كلس في عام 2012، هرباً من الحرب في بلدهنّ الأم. وعلى مدى أكثر من عقد من الزمن، راقبنَ المدينة وهي تزدحم بالسوريين والسوريات أمثالهنّ، الذين بنوا مجتمعات وافتتحوا أعمالاً تجارية وخلقوا فرص عمل، ويراقبنَ الآن مغادرة الكثيرين.
زيارة تفقدية
العديد من السوريين، بما في ذلك سعاد وفاطمة وسامية، يشعرون بالقلق من العودة الفورية إلى بلد دُمرت فيه منازلهم ولا تزال الخدمات الأساسية فيه شحيحة، إذ معظم بنيته التحتية مدمرة بسبب 14 عاماً من الصراع، لذا يرغبون في زيارة سوريا، لكنهم يخططون الاستقرار هناك بعد عام أو عامين.
ولكن عندما تمت الإطاحة بنظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، كان العديد من النازحين السوريين – داخل البلاد أو خارجها – متحمسين لزيارة بلداتهم وتفقد ممتلكاتهم التي تركوها وراءهم.
في الأول من كانون الثاني/ يناير، أطلقت تركيا آلية لـ”الزيارة التفقدية“، سمحت بموجبها لشخصٍ بالغ واحد من كل أسرة سورية بزيارة بلده ثلاث زيارات مؤقتة خلال ستة أشهر، وتسمح هذه السياسة، التي تنتهي صلاحيتها في الأول من تموز/ يوليو، للاجئين بتقييم الظروف بشكل مباشر قبل اتخاذ قرار العودة.
ورحب خبراء الهجرة الأتراك، الذين تحدثت إليهم “سوريا على طول” بهذه السياسة، لكنهم حذروا من رفع توقعات الشعب التركي بالعودة الجماعية.
وقالت ديدام دانش، أستاذة علم الاجتماع في جامعة غلطة سراي، التي تركز أبحاثها على سياسات الهجرة في تركيا: “إنها خطوة جيدة وجريئة للغاية من الحكومة التركية، ولكنّها محفوفة بالمخاطر”، ومذكّرة بالمشاعر المعادية للسوريين السائدة، التي يقول أصحابها “إذا كان بإمكانهم الزيارة يعني أنهم يستطيعون البقاء ولا داعي لعودتهم”.
استبعدت دانش حصول عودة جماعية من تركيا على المدى القصير، متوقعة أن تمدد الحكومة سياسة “الزيارة التفقدية” إلى ما بعد الأول من تموز/ يوليو، وقدرت أن يعود عشرة بالمئة من السوريين إلى بلادهم هذا الصيف في أحسن الأحوال.
وبينما تقوم آلية الزيارة التفقدية على مبدأ “اذهب لترى”، فإن السوريين يعتمدون على مبدأ “انتظر لترى”، بحسب دانش، مستشهدة بمقابلات أجرتها مع لاجئين سوريين في عدة مدن تركية، كلّس ليست من بينها، حول نواياهم في العودة أو البقاء في تركيا.
يعبر البعض عن قلقهم من قرب انتهاء صلاحية هذه الآلية، إذ لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم تمديدها، وكيف يمكن أن تتغير السياسات التركية تجاه السوريين في المستقبل.
قالت سامية: “ستة أشهر ليست كافية لاتخاذ قرار العودة من عدمه”، معبرة عن قلقها من أن تتزايد الضغوط على السوريين في تركيا بعد انتهاء العمل بآلية الزيارة التفقدية، عبر وضع قيود على الحماية المؤقتة (كملك) أو تقليص الحقوق والخدمات المقدمة.

جانب من مدينة كلّس جنوب تركيا، القريبة من الحدود السورية، 28/ 05/ 2025، (أليساندرا باجيك/ سوريا على طول)
”يمكنك أن تلاحظ الفرق“
منذ عام 2013، ساعد مركز كريمات المجتمعي النسائي في كلّس النساء السوريات في العثور على وظائف والانخراط في المجتمع المحلي. وتدافع مؤسسة المركز ومديرته نجلاء الشيخ، وهي نفسها لاجئة سورية، عن الاندماج الاجتماعي والاقتصادي للاجئين في المدينة الحدودية.
من مكتبها، أشارت الشيخ إلى حالة ”التوتر“ المنتشر بين اللاجئين في تركيا خلال السنوات الأخيرة، الناجم عن الوضع القانوني غير المستقر والقوانين المقيدة والمخاوف من الاعتقال والترحيل، قائلة: “يتوق السوريون للعودة إلى ديارهم بعد أن سئموا من القوانين الصارمة هنا”.
ولفتت الشيخ إلى أن الهجمات العنصرية والعداء تجاه اللاجئين السوريين قد تراجعت في كلّس منذ سقوط الأسد. بعض الأتراك يتعاطفون مع السوريين، بينما يريد البعض الآخر عودة اللاجئين قريباً.
وبينما اختار بعض السوريين الذين يعيشون حياة مستقرة وأطفالهم في المدارس التركية البقاء، من المرجح أن يعود الكثير منهم. توقعت موظفات “كريمات” أن يصل عدد العائلات التي عادت عبر بوابة “أونجو بينار” الحدودية في كلّس إلى سبعة آلاف عائلة منذ سقط الأسد.
ومع مغادرة المزيد من السوريين، تتغير كلس مرة أخرى: فالمتاجر تغلق أبوابها، ونقص العمالة يضرب قطاعات النسيج والبناء والتصنيع، حيث تضطر الشركات التركية تعويض العمال السوريين ذوي الأجور المنخفضة.
اقرأ المزيد: غيابهم يخلق فراغاً: هل تتحرك تركيا للحد من تأثير عودة العمالة السورية؟
“عادة ما يكون عيد الفطر مزدحماً، لكن مراكز التسوق كانت شبه خالية هذا العام، بعد أن غادر الكثير من السوريين سواء من المتسوقين أو أصحاب المحلات التجارية”، قالت الشيخ.
وعلق عامل الإغاثة حسين بيطار، الذي كان موجوداً في مكتب كريمات، على التغيّرات الواضحة في المدينة، قائلاً: “هناك عدد أقل من المقاهي الآن، ولا تكاد توجد محلات لبيع التوابل السورية. يمكنك أن تلاحظ الفرق”.
تنقل العديد من المنظمات غير الحكومية السورية في كلس عملياتها إلى سوريا، بحسب بيطار، مشيراً إلى تراجع عدد الموظفين في منظمته، التي لم يذكر اسمها، من 55 إلى 10 موظفين، وقد عاد معظمهم.
يلاحظ القائمون على مركز كريمات التأثير أيضاً على صعيد عملهم، إذ يحول المانحون تركيزهم بشكل متزايد إلى تمويل مبادرات جديدة داخل سوريا. وقالت الشيخ إن المركز خسر خلال الأشهر الأربعة الماضية أكثر من نصف مشاريعه، ولم يعد بإمكانه تلبية الأعداد المستهدفة من المستفيدين.
”لا أحد يعرف ماذا سيحدث لاحقاً”.
بينما يمنع مستوى الدمار في سوريا الكثيرين من العودة، تكيّف البعض بسرعة مع الوضع هناك، ورمّموا ممتلكاتهم أو وجدوا منازل للشراء أو الإيجار، كما قال بيطار، وضرب مثالاً على ذلك والد أحد زملائه، الذي أعاد بناء منزله في سوريا في غضون أربعة أشهر، ويستعد لإحضار بقية أفراد العائلة.
ولكن مع اقتراب موعد انتهاء آلية “الزيارة التفقدية” الأسبوع المقبل، يشعر العديد من السوريين بالقلق، كونهم غير متأكدين من أن العودة المستقبلية سوف تكون طوعية أم تحت الضغط، بحسب بيطار، قائلاً: “الناس في حيرة من أمرهم. الحكومة [التركية] لم تقدم تفاصيل”، لذا “لا أحد يعرف ماذا سيحدث لاحقاً”.
استضافت تركيا أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري خلال الحرب، وهو أكبر عدد مقارنة بباقي دول العالم. ومنذ سقوط الأسد، عاد أكثر من 273 ألف سوري تركيا طواعية، بحسب تصريح لنائب الرئيس التركي جودت يلماز في حزيران/ يونيو.
وتتوقع وزارة الداخلية التركية عودة المزيد من اللاجئين خلال فصل الصيف، خاصة بعد انتهاء العام الدراسي في 20 حزيران/ يونيو. ورغم تعهد الرئيس رجب طيب أردوغان بعدم إجبار أي سوري على العودة، إلا أن القلق العام المتزايد، الذي يغذيه الركود الاقتصادي، جعل من اللاجئين نقطة اشتعال سياسي في السنوات الأخيرة. وقد تحولت المشاعر المعادية للسوريين إلى عنف حقيقي في مناسبات متعددة، كما حدث في قيصري في حزيران/ يونيو 2024.
قد تساعد عملية العودة السلسة أردوغان على استعادة الدعم قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2028، بعد خسارته في الانتخابات المحلية لعام 2024 أمام حزب الشعب الجمهوري المعارض، الذي يدفع باتجاه طرد اللاجئين.
قال قدري غونغور، مدير الرعاية الاجتماعية في جمعية اللاجئين ومقرها إسطنبول، إن العديد من السوريين سارعوا إلى العودة في وقت مبكر، معتمدين على روايات إيجابية من الأقارب ووسائل التواصل الاجتماعي، غير مدركين شروط الزيارة التفقدية، التي تتطلب التقدم بطلب للحصول على تصاريح زيارة مؤقتة.
وأضاف غونغور في حديثه لـ”سوريا على طول”، مستنداً إلى مقابلات مع العائدين الأوائل: “أدى ذلك إلى قرارات متسرعة، وندموا عليها لاحقاً، لأنهم لم يروا الوضع بأنفسهم“.
ووجد استطلاع حديث أجرته منظمته، التي تقدم الدعم والمساعدة القانونية للاجئين وطالبي اللجوء، أن 75 بالمئة من السوريين لا يفكرون في العودة الطوعية.
وتوقع غونغور ارتفاعاً معتدلاً في عدد العائدين مع نهاية العام الدراسي. ربما يمتد برنامج الزيارة التفقدية إلى ما بعد الأول من تموز/ يوليو، لكن شكل سياسات الهجرة المستقبلية في تركيا سيعتمد على المسار السياسي لسوريا وما إذا كانت أنقرة ترى فرصة مجدية للدفع باتجاه العودة، وفقاً له.

محلات سورية في كلس تعلن عن تنزيلات، لأن أصحابها يستعدون لتصفية محلاتهم والعودة إلى بلادهم، 28/ 05/ 2025، (أليساندرا باجيك/ سوريا على طول)
”سنعيد بناء بلدنا“
فرّت فاطمة جنيد، رئيسة مركز أمل الغد الذي يقوده سوريون، إلى تركيا مع أطفالها الأربعة في السنوات الأولى من الحرب، بعد أن اعتقلت قوات النظام زوجها. وبينما تجلس في مكتبها، استذكرت كيف حوّل السوريون كلّس إلى مدينة تنبض بالحياة.
“عندما وصلنا، لم تكن هناك متاجر أو مطاعم مفتوحة ليلاً. أما الآن فالمدينة تنبض بالحياة من الصباح حتى المساء”، وربما تعود كلّس إلى ماضيها الهادئ مع عودة السوريين، قالت جنيد لـ”سوريا على طول”.
أخرجت جنيد -التي فقدت ثلاثة من أطفالها في هجوم صاروخي لتنظيم “داعش” عبر الحدود إلى كلس في نيسان/ أبريل 2016- هاتفها لتعرض صورة لها ولابنها الناجي وهي تحتفل بسقوط الأسد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
عندما أجرت “سوريا على طول” مقابلة معها في أواخر أيار/ مايو، كانت تفكر جنيد في العودة إلى سوريا بعد عطلة عيد الأضحى، قائلة: “سأنقل هذا المركز إلى سوريا وأواصل تقديم الدعم للنساء والأطفال على الجانب الآخر من الحدود”، وقد عادت هذا الشهر إلى بلدها.
مرّت نور (اسم مستعار)، وهي معلمة لغة إنكليزية سابقة من إدلب، في أواخر الثلاثينيات من عمرها، على مركز أمل الغد بينما كانت “سوريا على طول” تجري مقابلة مع جنيد. تنوي العودة إلى سوريا مع أطفالها الأربعة بعد انتهاء العطلة، وقد انتقل زوجها بالفعل إلى دمشق في أواخر شباط/ فبراير، ووجد عملاً هناك وهو بانتظارهم حالياً.
رغم أن الزوجين عاشا في كلس حوالي 12 عاماً وبنيا حياة فيها، إلا أن نور لم تر مستقبلاً فيها، قائلة: “لدينا الجنسية التركية، لكننا نفضل العودة إلى سوريا“.
كان علي، وهو زائر آخر للمركز، قد عاد للتو من سوريا، حيث افتتح مشروعاً صغيراً للديكور بالقرب من حلب في أيار/ مايو. وقد خطط للعودة بشكل دائم في غضون يومين، لكنه قال إن السوريين بحاجة إلى مزيد من الوقت لاتخاذ قراراتهم.
وقال علي، الذي تعرض منزله للقصف: ”ستة أشهر ليست كافية لمن دُمرت منازلهم لاتخاذ القرار، مضيفاً: ”نحن السوريون نعمل بجد، وسوف نتعاون على بناء بلدنا”.

واجهات المتاجر المغلقة والمقفلة في ”شارع سوريا“ تشير إلى إغلاق المحلات التجارية التي يديرها سوريون، 28/ 05/ 2025، (أليساندرا باجيك/ سوريا على طول)
”يمكن للسوريين أن يصنعوا حياة في أي مكان“
على بعد مسافة قصيرة من مركز أمل الغد، وقف رامي الحميدي، شاب ثلاثيني، خارج متجره لبيع الملابس الرجالية في انتظار الزبائن. وقد فرّ من سوريا إلى كلس مع عائلته قبل خمس سنوات.
وخلال 10 أيام، كان يعتزم زيارة سوريا لتفقد الأوضاع هناك قبل أن يعود مع زوجته وطفله الرضيع، ويستأنف عمله، قائلاً: “أخبرني ابن عمي أن الأمور جيدة. أريد فقط أن أرى بنفسي”، وأضاف: “الحمد لله، لا يزال لدينا منزل هناك.“
كانت المخاوف بشأن تعرّض الأطفال السوريين للتنمر في المدرسة والقيود المفروضة على العمل، التي تجبر السوريين على العمل في القطاع غير الرسمي، عاملاً في قراره الخاص بالمغادرة، وقال بأمل: “يمكن للسوريين أن يصنعوا حياة في أي مكان. سنبدأ من جديد في سوريا“.
على بُعد 15 دقيقة من متجره، كان الطريق المعروف باسم ”شارع سوريا“ يعج بالمتاجر التي يديرها سوريون. الآن، العديد من واجهات المتاجر مغلقة أو فارغة، مع لافتات للإيجار وملصقات التخفيضات التي تشير إلى رحيل السوريين المستمر.
يدير مراد نعومي، ثلاثيني من مدينة إدلبة، محلاً للألبسة الرسمية في كلس منذ وصوله لأول مرة عندما كان مراهقاً قبل فترة وجيزة من ثورة 2011 في بلده الأم. بعد 15 عاماً في تركيا، يخطط للعودة إلى سوريا في غضون شهرين.
“سأعود وأبدأ من الصفر. سوريا الآن أفضل حالاً”، قال نعومي في معرضه المحاط بالأزياء الملونة لحفلات الزفاف والمناسبات الخاصة الأخرى، مشيراً إلى أنه سئم من الاستثمار في تجارة يمكنه إعادة بنائها بسهولة في بلده.
اختلف معه شقيقه الأكبر الذي كان يجلس بالقرب منه، قائلاً: ”قد تكون سوريا محررة، لكنها ليست آمنة أو جاهزة“، وأوضح أنه مستقر في كلس مع عائلته المكونة من ثمانية أفراد، وليس لديه أي خطط للعودة، بل إنه قلق بشأن ما سيحدث للسوريين مثله بمجرد انتهاء فترة الزيارة التفقدية.