كيلومتر واحد فقط يفصل قوات سوريا الديمقراطية عن عزل مدينة الرقة ومحصارتها بالكامل
قالت مصادر على الأرض من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لسوريا […]
24 يونيو 2017
قالت مصادر على الأرض من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لسوريا على طول، يوم الخميس، أن القوات المدعومة من جانب الولايات المتحدة أصبحت على “بعد واحد كم فقط”، إلى الجهة الجنوبية من الرقة، حيث ستتمكن من فرض حصار كامل على عاصمة تنظيم الدولة في سوريا.
وبعد عدة أيام من تقدم قسد المنتظم، جنوب مدينة الرقة، بالإضافة إلى المعارك العنيفة، “تقدمت قواتنا ولم يبق سوى مسافة واحد كيلومتر فقط”، لإحكام حصار الرقة بحسب ما قاله رافي، وهو قيادي في قسد، لسوريا على طول، الخميس.
وأشار قيادي قسد الموجود في الرقة، إلى أن “التركيز كبير على الجهة الجنوبية من المدينة حاليا”.
إلى ذلك، تقدمت قسد يوم الأربعاء، باتجاه قرية الكامب، جنوب شرق مدينة الرقة، وسيطرت عليها وفقا لما قاله رافي ومصدر آخر تابع لقسد، لسوريا على طول. من جهتها، لم تؤكد وسائل الإعلام الرسمية لقسد هذا التقدم.
وبعد السيطرة على الكمب، لم يبقى أمام قسد سوى قرية واحدة فقط، تحت سيطرة التنيظم، من أجل تطويق مدينة الرقة وحصارها بالكامل.
وأطلقت قسد، وهي ميليشيا متعددة الأعراق تضم مقاتلين عربا وأكراد، معركتها للسيطرة على مدينة الرقة في 6 حزيران، بعد سبعة أشهر من التقدم في الريف المحيط والذي عزل عاصمة التنظيم من الغرب والشمال والشرق.
ومنذ ذلك الحين، كان استكمال حصار المدينة عن طريق اختراقها جنوبا هدفا رئيسيا للحملة. ومع سيطرة قسد على أراضٍ داخل مدينة الرقة، تقدم مجلس منبج العسكري إلى الجنوب، مبتعدا عن مدينة الطبقة مسافة 40 كم.
وقال محمد أبو عادل القائد العام لكتائب شمس الشمال وعضو قيادي في مجلس منبج العسكري، لسوريا على طول، الأربعاء إن الهدف من محاصرة المدينة هو “ألا يبقى أمام التنظيم أي مفر سوى القتال حتى الموت أو الاستسلام”.
ورافق التقدم حملة قصف مكثفة من قبل طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، إلى جانب قصف مدفعي من مشاة البحرية الأمريكية بالقرب من المدينة.
ونشرت قوات مشاة البحرية الأمريكية، عبر حسابها الرسمي على تويتر، يوم الأربعاء، صورا للعمليات بالقرب من مدينة الرقة، وعلقت إن قوات المارينز “قامت بدعم ناري على مدار 24 ساعة” لقوات سوريا الديمقراطية المتقدمة.
وقال متحدث كردي تابع للجناح السياسي لأكبر ميليشيا في قسد، وهي وحدات الحماية الكردية، لسوريا على طول، من مدينة الرقة، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن “المدفعية تستخدم فقط من قبل القوات الأمريكية” في المعارك الحالية. ورفض المتحدث الذي طلب عدم الكشف عن هويته التعليق على سبب ذلك.
في السياق، تقوم طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بشن غارات جوية مكثفة على مدينة الرقة، في حين ما يزال هناك 160 ألف مدني محاصرين في المدينة، إلى جانب مقاتلي تنظيم الدولة. وخلال الأسبوع الماضي، أورد التحالف بأنه شن 139 ضربة جوية على الأقل بالقرب من الرقة، دعما لقسد.
وبحسب تقديرات منظمة airwars، وهي مرصد مستقل يوثق الضحايا والضربات الجوية للتحالف في سوريا والعراق، فإن ما بين 4.118 و6.360 مدنيا قتلوا بسبب الغارات الجوية التي شنها التحالف منذ آب 2014.
وخلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2017، قبل بدء المعركة من أجل مدينة الرقة، رصدت airwars خسائر في صفوف المدنيين في العراق وسوريا أكثر بثلاث مرات عما كانت عليه في عام 2016 بأكمله، وفقا لما ذكره أليكس هوبكنز في مقال رأي صدر مؤخرا عن Irin News في سويسرا.
في المقابل، قال تنظيم الدولة، يوم الأربعاء، إن مقاتليه نفذوا هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين مستهدفين قسد، في منطقة الرومانية غرب الرقة إلى جانب الهجوم البري. وزعم التنظيم بأن الهجوم أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 50 مقاتلا من قسد، كما التقط صورا عبر طائرة بدون طيار، للانفجار وتم نشرها على شبكة الإنترنت، يوم الأربعاء.
هجوم انتحاري لتنظيم الدولة استهدف مواقع قسد، في منطقة الرومانية في الرقة، يوم الأربعاء.
وأكد رافي، قيادي في قسد، لسوريا على طول، يوم الخميس، سلسلة الهجمات الانتحارية على منطقة الرومانية، يوم الأربعاء، إلا أنه وصفها بأنها “محاولة بائسة” وهو “أمر طبيعي ورد فعل متوقع”. في حين أنه لم يعلق على عدد ضحايا الهجوم.
وفي ذات اليوم الذي شن فيه تنظيم الدولة هجوما على الرومانية، انتشر فيديو لمقاتلي التنظيم على دراجات نارية، يدعون بأنهم يسحبون جثث مقاتلي قسد في شوارع مدينة الرقة.
واستخدم تنظيم الدولة الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون على نطاق واسع منذ سنوات عديدة. وكانت الهجمات الانتحارية هي السمة الرئيسية لمعركة الموصل في العراق، كما أنها تستخدم الآن ضد قسد في الرقة أيضا.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، انتشر فيديو دعائي، مدته 40 دقيقة، على الإنترنت، من قبل ولاية الرقة، وهي وسيلة إعلام تابعة للتنظيم، يظهر التفجيرات الانتحارية بسيارات مفخخة، عبر عدة صور تم التقاطها من الجو. كما يظهر الفيديو مقاتلي تنظيم الدولة الذين يستهدفون قسد بالمدفعية الثقيلة، إلى جانب هجوم على مخفر للشرطة في ريف الرقة.
ومع تقدم قسد لحصار الرقة، يوم الخميس، دخلت المعركة من أجل عاصمة خلافة التنظيم في سوريا، مرحلة جديدة وخطيرة، حيث ما يزال عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين في الداخل.
وفي دراسة لغارات الرقة الجوية، نُشرت في وقت سابق من هذا الشهر، حذر مرصد الـAirwars من “موت المزيد من المدنيين في الرقة حتى عند ضرب أهداف أقل”. وشهدت الأشهر الأخيرة تقارير متعددة تفيد بمقتل المدنيين جراء غارات التحالف، أثناء محاولتهم الفرار إلى الجنوب، وعبور نهر الفرات على متن البوارج والقوارب.
وبعد تقدم قسد الأخير، لم يعد الهرب إلى الجنوب خيارا متاحا أمامهم. وفي حين تمكن الآلاف من المدنيين من مغادرة مدينة الرقة في اتجاهات أخرى، فإن الهروب الآن أصبح أكثر خطورة مع اشتداد المعركة وقُرب خطوط المواجهة.
ومع ذلك، عبرت عدة مصادر في قسد، ممن تحدثت معهم سوريا على طول، هذا الأسبوع عن التفاؤل والثقة فى مستقبل المعارك.
وختم رافي، قياي قسد، قائلا “ليست إلا فترة قصيرة ونعلن تحرير المدينة بشكل كامل من التنظيم الظلامي”.
ترجمة: سما محمد.