لليوم التاسع النظام يصعد من قصفه على الغوطة الشرقية ويوقع عشرات القتلى
تعرض الجيب المحاصر شرقي العاصمة دمشق، يوم الأحد، لقصف بأكثر […]
8 يناير 2018
تعرض الجيب المحاصر شرقي العاصمة دمشق، يوم الأحد، لقصف بأكثر من عشرين غارة جوية، ما أدى إلى مقتل طفلٍ على الأقل – كحصيلة أولية – وإصابة العشرات بجروح، وسط حملة قصف عنيفة للنظام السوري والطيران الروسي منذ تسعة أيام حصدت أرواح ما يقارب مائة مدني وفق ما ذكرته مصادر محلية لسوريا على طول.
وكان النصيب الأكبر من القصف يوم الأحد لمدينة حرستا، الواقعة شمالي غرب الغوطة الشرقية، وبلغت حصيلة الغارات 19 غارة جوية، فضلاً عن 62 قذيفة مدفعية، ، واستهدفت طائرات حربية ومدفعية مجهولة الهوية مدينتي زملكا وعربين المجاورتين في اليوم ذاته، وفقاً للدفاع المدني في ريف دمشق.
وقال سراج محمود، المتحدث باسم الدفاع المدني في الغوطة الشرقية لسوريا على طول، بعد ظهر يوم الأحد، أن القصف الحكومي والغارات الجوية أسفرت عن مقتل 94 شخصاً في الغوطة الشرقية منذ 30 كانون الأول بعدما كثفت القوات السورية هجماتها على الضواحي الواقعة تحت سيطرة الثوار.
وأضاف محمود أن ما لا يقل عن 460 شخصاً من سكان الغوطة الشرقية أصيبوا خلال الأيام التسعة الماضية نتيجة “القصف المستمر”.
عضو من الدفاع المدني في الغوطة الشرقية يوم السبت. الصورة من صفحة مركز الغوطة الإعلامي.
وتعد الغوطة الشرقية ، وهي مجموعة من الضواحي الواقعة تحت سيطرة الثوار شمال شرق دمشق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، جزءاً من اتفاقية وقف التصعيد التي توسطت فيها إيران وروسيا في أيار وشملت إنشاء أربع مناطق آمنة في جميع أنحاء البلاد.
وكانت قوات الحكومة السورية قد حاصرت الغوطة الشرقية منذ عام 2013، واشتد الحصار في الأشهر الأخيرة بعد إغلاق القوات الحكومية معبراً تجارياً رئيسياً في الجيب، وأغلقت شبكة من أنفاق التهريب التي كان يتم عن طريقها إدخال الأغذية والإمدادات الأخرى إلى ما يقدر بـ 400 ألف نسمة.
وفي ظل الحصار تندر الإمدادات الغذائية و الطبية للغوطة الشرقية، فيما يخرق النظام السوري بغاراته الجوية اتفاق وقف التصعيد، حيث استهدفت الجيب الواقع تحت سيطرة الثوار عدة مرات في الأشهر الأخيرة، وفقاً لما ذكرته سوريا على طول في تشرين الثاني الماضي.
وذكر محمود المتحدث باسم الدفاع المدني أن ستة صواريخ أرض أرض استهدفت يوم السبت حياً سكنياً في حمورية مما أسفر عن مقتل 12 مدنياً وإصابة 40 آخرين.
من جانبه أوضح آدم أصلان المقيم في حمورية لسوريا على طول، يوم الأحد، أن بعض المدنيين الذين أصيبوا في هجوم حمورية تم نقلهم إلى مرافق طبية بمناطق أخرى في الغوطة الشرقية لتلقي العلاج بسبب نقص الأطباء والقدرة المحدودة للمرافق الطبية المحلية.
وقد أصيبت عدة مرافق طبية ومستشفيات في الغوطة الشرقية خلال عملية التصعيد الأخيرة العنيفة، وفي ليلة رأس السنة، استهدفت غارة جوية مركزاً للرعاية الصحية الأولية في حرستا، شمال غرب الغوطة الشرقية، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالمركز دون التسبب بوقوع إصابات، وفقاً لما ذكره اتحاد الرعاية الطبية ومنظمات الإغاثة فى وقت سابق من هذا الشهر.
وأضاف أصلان، وهو أحد الكوادر الطبية فيحمورية “نحن نعيش في حالة رعب وخوف مما هو قادم”.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، في الثالث من الشهر الجاري أن بعض الضربات الجوية الأخيرة “يعتقد” أنه تم تنفيذها من قبل طائرات حربية روسية بما في ذلك القصف على بلدة مسرابا الذي أسفر عن مقتل 18 مدنياً في وقت سابق من هذا الشهر.
ولم تعلن وكالة الأنباء الروسية تاس عن تورطها في العمليات العسكرية الأخيرة شرق العاصمة السورية، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في كانون الأول الماضي “الإنسحاب الجزئي” لقوات موسكو من سوريا.
من جانب آخر اتهمت وكالة الأنباء السورية سانا ثوار الغوطة الشرقية بقصف أحياء شرق دمشق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري بالمدفعية، الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة عشرات آخرين.
ويكثف النظام السوري من قصفة منذ تسعة أيام وسط قتال عنيف بين قواته والميليشيات الموالية له من جهة وثوار الغوطة الشرقية من جهة أخرى، حيث حاصر مقاتلو المعارضة إدارة المركبات أواخر كانون الأول من العام المنصرم، وهي إحدى أهم نقاط تمركز النظام بالقرب من حرستا.
وقال وائل علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن شرق الغوطة أن ما بين 200 إلى 300 جندي من الحكومة محاصرون داخل إدارة المركبات.
وأضاف علوان لسوريا على طول أن معركة الإدارة “مستمرة” ومقاتلو المعارضة يواصلون مهاجمة تحصينات النظام جنوب الإدارة “وتسببوا بخسائر فادحة في صفوف النظام”.
ومن جهتها وكالة الأنباء الروسية ذكرت يوم السبت أن “الجيش العربي السوري استولى على عدة مواقع قرب الإدارة وسيكسر الحصار في الأيام المقبلة”.
ترجمة : بتول حجار