“لم تفارق الطائرات سماء المنطقة أبداً”.. عشرات القتلى في الغوطة الشرقية بعد قرار مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار
أسفر القصف المدفعي والغارات الجوية التابعة للحكومة عن مقتل ما […]
27 فبراير 2018
أسفر القصف المدفعي والغارات الجوية التابعة للحكومة عن مقتل ما لا يقل عن 33 مدنياً في الغوطة الشرقية، يوم الاثنين، وذلك بعد يومين من مطالبة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف الأعمال العدائية في جيب المعارضة المحاصر، وفقاً لما قاله الدفاع المدني لسوريا على طول.
وقال سراج محمود، المتحدث باسم الدفاع المدني في الغوطة الشرقية، لسوريا على طول يوم الإثنين “كنا نأمل أن يتوقف القصف ولو لبضع ساعات فقط، لكن الطائرات لم تفارق سماء المنطقة”.
وتبنى مجلس الأمن الدولي بإجماع، السبت، قراراً يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يوماً في جميع أنحاء سوريا من أجل “التمكن من تمرير مساعدات إنسانية أسبوعية، والقيام بعمليات إجلاء طبية للمرضى والمصابين بجروح خطيرة” وفقاً لما جاء في بيان نشر على موقع الأمم المتحدة.
كما دعا قرار مجلس الأمن جميع الأطراف إلى “رفع الحصار فوراً عن المناطق المأهولة بالسكان بما في ذلك الغوطة الشرقية”.
وبعد يوم من صدور القرار، شنت القوات التابعة للحكومة 21 غارة جوية، وألقت 19 برميلاً متفجراً و 900 صاروخ غراد على الغوطة الشرقية، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وفقاً لما ذكره الدفاع المدني يوم الأحد، مما أسفر عن مصرع 19 مدنياً واصابة العشرات.
وقال الدفاع المدني أن الغارة الجوية التي شُنت فجر يوم الاثنين أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص من عائلة واحدة في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وبحلول وقت النشر، أدت الغارات الجوية الأخرى على مدينة دوما إلى مقتل ما لايقل عن سبعة مدنيين آخرين، وفقاً لما قاله محمد عادل، مواطن من المدينة، لسوريا على طول.
ضحايا الهجوم الكيماوي المزعوم في الشيفونية يوم الأحد، صورة من صفحة الجمعية الطبية السورية الأمريكية
وبالإضافة إلى الأسلحة التقليدية، اتهمت قوات الدفاع المدني والعاملين المحليين في المجال الطبي القوات الموالية للحكومة باستخدام الأسلحة الكيماوية والحارقة على أهداف مدنية في الأيام الأخيرة.
وقال بيان صادر عن وزارة الصحة في ريف دمشق مساء يوم الأحد عبر واتساب أن “الأطباء في بلدة الشيفونية في الغوطة الشرقية قاموا بمعالجة 18 شخصاً على الأقل من أعراض “مماثلة لأعراض التعرض لغاز الكلور السام”.
كما أكد البيان الذي نُشر على الإنترنت، يوم الإثنين، أن المصابين والسكان استنشقوا “الرائحة الواضحة والمعروفة لغاز الكلور” وذلك بعد “انفجار هائل” في الشيفونية.
وذكر الدفاع المدني أن الطائرات الحربية “الروسية” ألقت عدة صواريخ وقنابل تحتوي على ذخائر الفسفور الأبيض على بلدتي الشيفونية والنشابية يوم الأحد.
وصرح محمود لسوريا على طول، يوم الإثنين “أن الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به حسب إمكانياتنا هو محاولة إخماد الحرائق بالأقمشة والتراب”.
وتؤيد روسيا حكومة الأسد منذ فترة طويلة، وتزعم مصادر المعارضة أن طائراتها تشارك في الهجمات الجارية في الغوطة الشرقية، وتعد موسكو واحدة من الدول الخمسة عشر في مجلس الأمن الدولي والتي صوتت لصالح قرار وق إطلاق النار يوم السبت.
وذكرت وسائل الإعلام الروسية يوم الإثنين أن “وقف اطلاق النار لأسباب إنسانية في الغوطة الشرقية ” سيدخل حيز التنفيذ في 27 شباط ، كما صرح وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرجي شويجو لوكالة الأنباء تاس، يوم الإثنين، أن وقف إطلاق النار سيؤدي إلى وقف القتال بين الساعة التاسعة صباحاً والساعة الثانية مساءاً يومياً وفتح “ممر إنساني” للمدنيين للخروج من الجيب المحاصر.
“معارك عنيفة”
وفي الوقت الذي استمرت فيه الغارات الجوية بلا هوادة خلال عطلة نهاية الأسبوع، شنت القوات البرية التابعة للحكومة هجوماً برياً كبيراً على خطوط الفصائل الأمامية في الغوطة الشرقية في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، وفقاً لما ذكره متحدثان عسكريان لسوريا على طول.
وقال وائل علوان، المتحدث باسم فيلق الرحمن، لسوريا على طول هذه ” واحدة من أكبر المحاولات لاقتحام الغوطة الشرقية”.
تصاعد الدخان بعد غارة جوية على كفربطنا في 22 شباط. صورة من Amer al-Mohibani/AFP.
وأضاف علوان أن القوات التابعة للحكومة، بما فيها قوات النمر، حاولت اقتحام الغوطة الشرقية من خمس جبهات منفصلة، مضبفاً أن المدن الأمامية مثل النشابية وحرستا تم قصفها قبل الهجمات البرية.
وتابع “بعد معارك عنيفة” استطاعت فصائل المعارضة صد جميع محاولات الإقتحام التابعة للحكومة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية سانا أن خمس قذائف مدفعية على الأقل استهدفت الأحياء السكنية في مدينة دمشق التي تسيطر عليها الحكومة يوم الاثنين، مما أدى إلى إصابة رجل إلحاق أضرار بالممتلكات، وأضاف التقرير أن 16 قذيفة أخرى استهدفت العاصمة في وقت سابق من يوم.
ونشر جيش الإسلام، أكبر فصيل في الغوطة الشرقية وأكثرهم نفوذاً، صوراً لدبابة حكومية من طراز T-72 مدمرة وجثث العديد من المقاتلين الموالين للأسد عبر تطبيق تلغرام يوم الأحد.
وصرح حمزة بيرقدار المتحدث باسم جيش الإسلام، لسوريا على طول، أن القوات التابعة للحكومة لم تحاول التقدم يوم الإثنين.
وفي مدينة حرستا، الواقعة شمال غرب الغوطة الشرقية بالقرب من الخطوط الأمامية، سجل الدفاع المدني أكثر من 17 غارة جوية و 100 قذيفة مدفعية يوم الاثنين.
وقال أبو معتز ذو الـ40 عاماً من سكان مدينة حرستا، لسوريا على طول “عن أي هدنة تتحدث.. لم نسمع عنها إلا في الأخبار”.
أعد التقرير بمشاركة آلاء صفوان
ترجمة: بتول حجار