5 دقائق قراءة

“ليس عندنا ضمانات لسلامة المدنيين في معضمية الشام،” قال ناشط

تشرين الأول/ أكتوبر 31، 2013. تم إخلاء سكان معضمية الشام [...]


31 أكتوبر 2013

تشرين الأول/ أكتوبر 31، 2013.

تم إخلاء سكان معضمية الشام يوم الثلاثاء الماضي من الضاحية المحاصرة في جنوب غرب دمشق والتي قطعت عن المساعدات الإنسانية لأكثر من 300 يوم. عرفت المدينة بـ”ضاحية الجوع” والتي اشتهرت بزراعة الزيتون سابقاً في حين ظهرت مؤخراً فيديوهات لسكان يأكلون الأعشاب نتيجة نقص المواد الغذائية.

القسيسة أغنس مريم، راهبة لبنانية عاشت في سوريا لسنوات، تقود عملية الإخلاء بمساعدة هيئة الهلال الأحمر الدولية، المنظمة الإنسانية الدولية الوحيدة التي حصلت على تصريح من نظام الأسد للعمل داخل سوريا. تعرف مريم بتأييدها الصريح للأسد حيث أنكرت هجوم النظام الكيميائي على الغوطة الشرقية. ويتعتبر هذا الإخلاء الثالث في معضمية الشام، حيث 90% من المنازل دمرت، خلال الأشهر الماضية.

تحدث عبدالرحمن المصري مع قصي زكريا، المتحدث باسم المركز الإعلامي في معضمية الشام. “لايمكن لأحد أن يعيش كل هذه الفترة فقط على الزيتون وأوراق الشجر من دون أن يشعر بالألم لايمكن لأحد أن يتحمله،” قال زكريا. “حتى رجل كبير مثلي.”

قبل الحرب، درس زكريا ترجمة اللغة الإنجليزية وكان يعمل في فندق. وأعرب لسوريا على طول عن مخاوفه على المدنيين الذين خرجوا من المدينة من أن يتم اعتقالهم، وكيف أن الجوع يخيفه أكثر من تعرضة لغاز السارين.

س. هل يستمر الإخلاء ليوم؟ من يمكنه المغادرة؟ وإلى أين سيذهبون؟ وكيف يتم إختيارهم؟

ج. الآن علينا أن نخرج 500 إمرأة وطفل، وبعض الناس الذين هم أكبر من 50 سنة مع بعض المصابين. لقد حصلنا على ضمانات من الأم أغنس مريم، ومن هئية الهلال الأحمر الدولية والهلال الأحمر السوري. كان هنالك إطلاق نار في الهواء من قبل قوات الاسد تسبب بسقوط بعضالمدنيين خلال الإخلاء.

س. هل الناس الذين خرجوا سيكونون بمأمن؟

ج. حتى الآن، لايوجد عندنا ضمانات. خلال الإخلاءات الماضية، تعرض بعض المدنين للإعتقال من قبل المخابرات السورية.

س. هل يمكنك التحدث عن الأم أغنس مريم؟ هل يثق الناس في معضمية الشام بالأم مريم وبعملية الإخلاء؟

ج. لا أحد في معضمية الشام يثق بالأم مريم، ولا أي شخص أخر في هذا الكوكب. أنا أتحدث عن نفسي وعن مشاعر الناس التي أسمعها من الناس في البلدة.

أنها من السخرية أننا أضطررنا أن نسلم عوائلنا للحكومة السورية لإطعامهم. لقد وصلنا لمرحلة الموت من الجوع خلال هذه الحرب. لقد قالوا منذ البداية أنهم أصدقاء الشعب السوري، لقد وعدونا أنهم سيحمونا، أنهم سيحصلون لنا على بعض الطعام. لقد كذبوا. كنا حافظنا على كرامتنا لو أعطونا بعض الطعام. لقد تم إذلالنا حتى أننا اضطررنا لإخراج عائلاتنا لقوات الأسد.

س. كيف أخبروكم أن هناك ضمانات؟

ج. قالوا لنا أن لدينا كلمة علي مملوك، رئيس الإستخبارات السورية. وأيضاً كلمة جميل حسن، قائد استخبارات سلاح الجو. قالوا أنه لن يتم الإضرار بأحد وبأنهم سيحصلون على رعاية جيدة. أقول لك هذا وعيناي تدمعان. لقد توقعنا أن تعود عائلاتنا وسكان معضمية الشام إلى بيوتهم، لا أن يغادر المزيد ويزداد التهجير.

س. هل يمكن لك أن تصف الوضع في معضمية الشام خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية؟ أعرف أنه كان هناك قصف أرضي وغارات جوية. كيف كانت الإصابات؟ وأين ينام الناس؟

ج. خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية كان القصف عادي. عندما أقول عادي يعني أن الفرقة الرابعة كانت تقصف بشكل شديد معضمية الشام. أيضاً طيران الميغ قام بغارة جوية في الصباح. ومساء أمس كان هناك محاولة لإقتحام البلدة.

لكن الجوع هو الذي يبقي الناس مستيقيظين. لقد تعود الناس على القصف الروتيني، يوم بعد يوم. حيث قد تكون تمشي بالشارع، وتقع قذيفة بجانبك. يمكن أن تموت أو لا، لقد تقبلت عقولنا هذا.

س. ماذا حصل في الإخلاءات السابقة؟

ج. كان هناك ثلاث إخلاءات سابقة. الأول كان في 12 من هذا الشهر حيث تمكنا من إخراج 800، منهم الأطفال تحت سن 14، النساء، وبعض العجائز الذي يبلغون من العمر أكثر من 60 سنة. نعرف أنه تم اعتقال  10 أطفال، أحدهم كان طفل ذو احتياجات خاصة. كانوا يسألوهم عن الجيش الحر وأسماء الناشطين في البلدة. اليوم التالي تمكنا من إخراج 12,000 إمرأة وطفل. وتم سرقتهم من قبل مخابرات الأسد، خاصة النساء. كل النقود، المجوهرات والهواتف تم سرقتها.

Citizens evacuating Moadimiyet e-Sham Tuesday

فيديو نشر من قبل مركز الاعلامي لمعضمية الشام يظهر مدنيين يخرجون من معضمية الشام يوم الثلاثاء

س. قلت كان هناك ثلاثة؟

ج. الثاني كان في 13 من الشهر الحالي، الثالث كان في 16 و17. منذ الهجوم الكيميائي أنا أواجه مشاكل مع الذاكرة.

في الإخلاء الثالث، تمت سرقة النساء واعتقال خمسة أطفال. نعرف أن الأرقام أكثر بكثير من هذا، من مصادرنا داخل النظام. نحن نحاول اخراج 2,000 إمرأة وطفل، ولدينا ضمانات من الأخت مريم وهيئة الهلال الأحمر الدولية. في اللحظة التي وصلوا فيها على نقطة الإخلاء، قصفت قوات الأسد المدنيين. تمدد النساء والأطفال على الأرض على بعد بضعة أمتار من هيئة الهلال الأحمر. وأبتعدوا بسياراتهم.

س. لقد سمعنا أن بعض المساعدات قد وصلت الى معضمية الشام؟ هلى تلقيتم أي غذاء أو موؤن؟

ج. لم يصل شيء. أوكد لك، أعطيك كلمتي كرجل، لم تصل قطعة خبز واحدة لمعضمية الشام منذ 11 شهر.

س. ماذا سيحصل بعد هذا في مجتمعكم؟ هل يحاول النظام الدخول الى معضمية الشام، هل سيتم إخراج الجميع ليبقى الجيش الحر في الداخل وحيداً؟

ج. لنكون واضحين في هذا. لقد حاول الأسد الدخول الى هذه البلدة بقوة. في 21 أب: أغسطس قام بقصفها بغاز السارين. وقصف معضمية الشام بـ 2,000 صاروخ أرض وقنبلة، و أكثر من 13 غارة جوية من طائرات الميغ. وكانت عناصره الخاصة تلبس واقي كيميائي لإقتحام البلدة.

س. ماذا عن الجيش الحر؟ ماذا يحصل في داخل معضمية؟

ج. معظم المقاتلين في معضمية الشام هم شباب محليين باعوا سياراتهم أو بيوتهم للحصول على بعض الأسلحة الخفيفة للدفاع عن مظاهراتنا المدنية.

من الواضح للجميع أن ما يحاول بشار الأسد فعله بين السطور هو سياسة منظمة لتجويع، قصف، وبعد ذلك إجلاء ثم تهجير القرية، بذلك يغير الطبيعة السكانية في داخل البلدات المسيطر عليها الثوار. وهو يفعل هذا في معضمية الشام، في حمص، في كل مكان داخل سوريا. هذه جريمة إنسانية. وهي أسوء من إستخدام غاز السارين.

لقد تعرضت لغاز السارين. وقال لي الدكتور أنني سأموت. حيث تركني أكثر من 30 دقيقة مع الموتى. لولا أصحابي لكنت دفنت حياً. لكن العذاب الذي أتعرض له جراء الجوع أسوء بكثير من غاز السارين.

لا يمكن لأي شخص البقاء على قيد الحياة من أكل الزيتون والأعشاب طوال هذه الفترة دون الشعور بوجع لايمكن لأي شخص تحمله. حتى شخص كبير مثلي.

Moadimiyet e-Sham location Map

معضمية الشام تقع جنوب غرب العاصمة دمشق

تابعونا على صفحة الفيس بوك و التويتر

شارك هذا المقال